تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لكل ميلاد أنثى فرحةٌ و رضا ... و ما لميلادها سعدٌ و لا بِشَرُ!!

ـ[التواقة]ــــــــ[17 - 05 - 2007, 04:20 م]ـ

:::

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. , أما بعد:

فهذه قصيدة قرأتها منذ فترة طويلة ولم يزدها طول العهد بها إلا روعة وجمالاً وجلالاً

كلما قرأتها أشعر وكأني أقرأها لأول مرة!!

فهي قصيده مرصعة بأنواع الدرر والجواهر والحكم

قصيدة تعود بنا الى ألف وأربع مائة عامٍ مضت من عمر التاريخ كان فيها الإسلام في أبهى عصوره وأسمى أيامه ..

هي قصيدة وصفية تنقل القارئ إلى تلك الحقبة الذهبية من الزمن حتى يخيل لمن يقرأها بأنه حاضر تلك الحادثة وكأنه يشاهدها رأي العين .. !

قصيدة طالما وقفت على معانيها وأبياتها .. ولطالما استدرت الدمع من عيني وأبكتني بكاءاً مراً .. ففيها من المعاني مالا طاقة لقلب امرىء بقراءتها إلا وانساب الدمع من عيينه رحمة وشفقة .. أعتذر عن الإطالة في الحديث عن هذه الدرة التي لا أمَل قرائتها وأكاد أجزم بأنها من أفضل ماقرأت من قصائد المعاصرين وهي للشاعر علي صالح العمري

أترككم مع القصيدة

جاءت إليه و نار الجوف تستعرُ =و دمعة العين لا تنفكّ تنهمرُ

جاءت إليه تجرّ الهمّ مخبتةً =كأنها أشعث أضنى به السفرُ

فراشها السهد، و الأحزان كسوتها **=* و البؤس يعصر قلبا كاد ينفطرُ

جاءت إليه و موج الغمّ ملتطمٌ **=* والنفس لهفى، وحبل السعد منبترُ

جاءت إلى الرحمة المسداة في لهفٍ **=* في ساحة ا لأمن .. لا ذلٌ ولا خطرُ

الحدُّ يُدرءُ. . و الأحكام عادلةٌ **=* والذنب مغتفرٌ، و العرض مختفرُ

تقدمت و الضمير الحيُّ يشحذها **=* لجنّةٍ نحوها الأرواح تبتدرُ

واستجمعت تفضح الأسرار في أسفٍ **=* لعلّها في مقام العرض تستترُ

وهج الفضيحة أمرٌ يستهان به *=** فحرقة الجوف لا تبقي و لاتذرُ

فأقبلت و رسول الله في حِلَقٍ **=* من صحبه و فؤاد الدهر مفتخرُ

كأنه الشمسُ. . أو كالبدر مزدهرا **=* أستغفر الله .. ماذا الشمس و القمرُ؟!

فأفصحت – يالهول الخطب- وانفجرت **=* و طالما هدّها الإطراق و الفكرُ

قالت له: يا رسول الله معذرةً **=* ينوء ظهري بذنبٍ كيف يُغتفرُ!!

فجال عنها و أغضى عن مقالتها **=* و للتمعّر في تقطيبه أثرُ

واسترسلت يا أجلّ الخلق قاطبةً **=* يا أرحم الناس طُرّا: غرّني الغررُ

فجال عنها و أغضى عن مقالتها *=** رحمى .. وللعفو في إعراضه صورُ

قالت وللصدق في إقرارها شجنٌ *=** والصمت يطبق والأحداث تُختصرُ

أصبت حدّاً فطهّر مهجةً فنيت **=* وشاهدي في الحشا، إن كُذب الخبرُ

دعني أجود بنفس لا قرار لها ... = فالنفس مذ ذاك لا تنفك يحتظرُ

حرارة الذنب في الوجدان لاعجةٌ *=** إني إلى الله جئت اليوم أعتذرُ

فقال عودي .. وكوني للجنين تُقى *=** فللجنين حقوقٌ مالها وزرُ

فاسترجعت وانثنت شعثاء شاردةً *=** فهل لها فوق نار الوزر مُصطبرُ؟!

ما أودعت سجن سجّانٍ و كافلها *=** تقوى الإله. . فلا سوطٌ و لا أَسرُ

تغصّ في كل ليل حالك قلقا *=** و عندها سامراها: الهمُّ و السهرُ!!

واغتالها غائل الإشفاق من سقرٍ **=* سبحان ربي. . وما أدراك ما سقرُ!!

لم تنتظر قرّة ً للعين أو سندا *=** و إنما هو حتف الروح تنتظرُ

لكل ميلاد أنثى فرحةٌ و رضا *=** و ما لميلادها سعدٌ و لا بِشَرُ!!

حتى إذا حان حينٌ و انقضى أجلٌ *=** و قد تقرح منها الخدّ والبصرُ

حلّ المخاض فهاجت كلّ هائجةٍ *=** مثل الأسير انتشى و القيدُ ينكسرُ

طوت عليه لفاف البين وانطلقت *=** فروحها للقاء الطهر تستعرُ

أمٌّ تغشّى حياض الموت مشفقةً **=* إذا اعترى المذنبين الأمن والخدرُ

و أقبلت .. يارسول الله: ذا أجلي *=** طال العناء و كسري ليس ينجبرُ

فقال قولة إشفاقٍ و مرحمةٍ *=** و القلب منكسرٌ، و الدمع ينهمرُ

غذّي الوليد إلى سنّ الفطام فقد *=** جرت له بالحقوق الآيُ و السورُ

فاسترجعت، ولها آهات محتسبٍ *=** بمهجةٍ غيّرت و جدانها الغِيَرُ

ومرّ عامٌ .. وفي إصرارها جلدٌ .. **=* ومرّ عامٌ .. فلا ضعفٌ و لا خورُ

الله أكبر. . والأذكار سلوتها *=** والبرّ يشهدُ و الإخبات و السحرُ

حتى إذا ما انقضت أيام محنتها **=* تكاد لولا عرى الإيمان تنتحرُ

جاءت به ورغيف الخبز في يده = وليس يعلم ما الدنيا و ما القدرُ!!

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير