صَلُحَ الفُؤَاد!
ـ[لؤلؤة البحر]ــــــــ[25 - 03 - 2007, 12:44 م]ـ
صلح الفؤاد
(1)
صلح الفؤاد فعاف كلَّ وشيجة = إلا الأخوةَ في رحاب الباري
فعلام أرضى بالدنية خاضعاً = للجاهلية أقتدي وأجاري
أنا مسلم وعقيدتي جنسيتي = ورضاء ربي منتهى أوطاري
والحب في ذات المهيمن ميسمي = والله أكبر مبدئي وشعاري
وطَّنتُ نفسي أن أعيش لمبدئي = وأسير مقتفياً خطى المختارِ
الله ربي لا ولاء لغيره = أبداً وذلك منطق الأحرارِ
(2)
يا سائلي عن موطني وعشيرتي = طوِّف بعقلك في دنا الأقطارِ
فإذا مررتَ على المدائن والقرى = وبدا لعينك ساكنو الأمصارِ
ورأيتَ فوق سمائهم علم الهدى = فاعلم بأنك قد حللت دياري
هاهم أولاء عشيرتي وأحبتي = ومحط آمالي وتاج فَخاري
(3)
أما إخوتي لأبي وأمي إن همُ = سلكوا السبيل معي فهم أنصاري
ولئن أبوا فليعذروني إن أنا = قابلتهم بقطيعتي ونِفاري
أنا لا أحبذ أن أخلِّف ركبهم = متأرجحاً في ذلة وصغارِ
كلا ولستُ بمالك من أمرهم = شيئاً لأفعله سوى التذكارِ
إن الأخوةَ حيثما فقد الهدى = محفوفةٌ بجلائل الأخطارِ
قد لا تدوم وقد يعكر صفوها = أمل رديء سيئ الآثارِ
ووشيجة الأرحام أكبرُ نعمةٍ = إذ ما تزان بصبغة الجبارِ
إني تذوقتُ الحلاوة هانئاً = في ظلها مكسوة بوقارِ
ولمستُ سَعدي إذ غرستُ بذورها = في أرضها ولقد جنيت ثماري
(4)
يا معجباً بقريحتي فيما مضى = أعدِ التفكر وانتقد أشعاري
أنا شاعرٌ مَلَّكتُ نفسي للهوى = في الجاهلية فافتقدتُ مداري
قد كنتُ في عهد الجهالة أختلي = متفرداً أَصِلُ الدجى بنهارِ
لأصوغ من شعر المجون قوالباً = حَمْقى أرتلها على السمارِ
وأظل أمطر جمعهم بقصائدي = وأخوض في دنيا الهوى وأماري
حتى تداركني الإله بنفحةٍ = وبمحضِ رحمته أقال عثاري
فبدا لعيني أنني فوق الشَّفا = وبصرتُ بالجُرُفِ السحيق الهاري
ووجدتُّنِي أسعى بنفسي جاهداً = سعي المجِدِّ لشقوتي ودماري
ربي تبارك لم يدعني للهوى = يجتاحني ويجرني للنارِ
بل قادني لرحابه واختط لي = نجْد الهداية مشرق الأنوارِ
فنذرتُ مذ غشي الضياء بصيرتي = للذود عن دين الهدى أشعاري
عَلِّي أُفيد النفس يوم ذهولها = محواً لما اقترفَتْ من الأوزارِ
(5)
فاعلم أخي أن الرباط مقدس = والعمرَ فانٍ والسنين جَوارِ
والصدرَ رحبٌ للقاء على هدىً = فهلم نحيا في رحاب الباري
علَّ الإله يخصُّنا متفضلاً = بولوجنا في زمرة الأبرارِ
(6)
لا هم سدد وَفق شرعك ألسناً = لهجت بذكرك أفضل الأذكارِ
وتولَّنا واسلل سخائمنا التي = غزت الصدور بأخبث الأقذارِ
أنزل سكينتك التي عُهِدتْ على = كل امرئ متخبط محتارِ
واهدِ الجميع إلى رحابك واستجب = لندائنا يا سابل الأستارِ
كتب القصيدة / الشيخ الدكتور جمعة سهل (1)
ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الأستاذ المشارك بكلية أصول الدين، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض سابقاً، وعميدكلية الدعوة بجامعة أم درمان الإسلامية في السودان حالياً.
*************
عنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ)) رواه الشيخان.
ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[25 - 03 - 2007, 03:25 م]ـ
حياك الله أختنا الفاضلة لؤلؤة البحر
وجزيت خيراً على هذه المرجانة الفاخرة التي أهديتها لنا من
قاع بحار الإبداع والجمال ..
لله در أستاذنا وشاعرنا ولا فض فوه ..
وغفر الله له ونصر به دينه ولغة كتابه العظيم
وشكر الله لك حسن انتقائك وإتحافك لنا بمثل هذه الروائع الدريّة ..
وفي انتظار جديدك ومزيدك دائماً ..
والسلام,,,
ـ[لؤلؤة البحر]ــــــــ[25 - 03 - 2007, 03:51 م]ـ
حياك الله أبا الهذيل
وبياك وجعل الجنة مثوانا ومثواك وبارك فيك وشكر مبادرتك.
ـ[الأسد]ــــــــ[28 - 03 - 2007, 02:20 ص]ـ
بارك الله للشيخ جمعة , وشكرا أختي على هذا الاختيار.