تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[(السكون .. متى يكون؟ .. )]

ـ[أحاول أن]ــــــــ[21 - 04 - 2007, 02:59 ص]ـ

:::

(السكون .. متى يكون .. )

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين , هذه وقفة ٌمع تعريف ٍ لُغوي ٍّ .. وقفة ٌخاصة ٌبالأدب

.. وإن كان التعريف خاصا باللغة والنحو ..

. . . . . . .

تعريف السكون: ضد الحركة.

وهو ثبوت الشيء بعد تحرك ..

يكثر استعماله في الاستيطان .. فمنه السكن والسكينة والمسكن ..

ويستعمل في اللغة حين يُفرَّغ الحرف من الحركات الثلاث , وهو أيضا في الوقف؛ ولأن َّ الواقف يطلب الراحة؛ فسلب ُ الحركة أبلغ في توفير الراحة .. !!!!

فالوقف ضد الابتداء وكذا السكون ضد الحركة!!

. . . . .

تعريف ٌ لُغوي ٌّ غريب ٌ للسكون .. !

تعالوا نضربِِ الأمثلة أدبا .. فنرى السكون عجبا ..

وبمن سأبدأ غير أبي الطيب المتنبي ..

في أجمل سواكنِه .. قالها يوم َضياع ِ أماكنِه ..

أرسل له سيف الدولة يستدعيه .. ومانَّاً عليه أنه يسترضيه ..

لكنه لم يستدع ِ شاعرا عاديا يقفل أدراجه راجعا بمرسوم ٍ أميري ..

ما عاد َ المتنبي إليه , أعاد له بائية ً ساكنة ً يقول في آخرها ..

وأنت مع الله في كل ِّ جانب ٍ **

قليل ُ الرقاد ِ , كثير ُ التعب ْ

فليت سيوفك في حاسد ٍ **

إذا ما ظهرت عليه ِ كئِب ْ

وليت شكاتك في جسمه ِ **

وليتك تجزي ببغْض ٍ وحُب ْ!

فلو كنت َ تجزي به: نلْت ُ منك .. أضعف حظٍ بأقوى سبب ْ!!

بإرجاع البصر في الأبيات نلتمس التوقيت .. متى سكَّن َ المتنبي؟ متى أطبق شفتيه على الباء .. ؟

سكَّن َ حين لم يعد قادرا على شيء .. لم يعد قادرا حتى على إشباع الحركة كسرا .. !

سكَّن حين غشيته سكينة اليأس ,وأيقن َ أن ْ لا سكن َ ولا عودة! وأن ْ لا جزاء َ يعادل ما يقدم من حب ...........

*********

إلى عدوه اللدود .. أبي فراس الحمداني .. أيضا في بائية ٍ ساكنة .. رثى فيها نفسه .. فمتى سكَّن َ أبو فراس؟

أ َ بُنَيَتي , لا تجزعي .. كل ُّ الأنام إلى ذهاب ْ

أ َ بُنيتي , صبرا جميلا للجليل ِ من المصاب ْ

نوحي علي َّ بحسرة ٍ من خلف سترك والحجاب ْ

قولي إذا ناديتِني , وعَيِيْت ُ عن ردِّ الجواب ْ:

زين ُ الشباب! .. أبو فراس! .. لم يُمَتَّع بالشباب ْ!

بعد رحلة ٍ حافلة ٍ بالمعارك .. معارك أدب ٍ, وإمارةٍ , وروم ٍ, وغادة ٍ شيمتها الغدرُ .. وأضف ما شئت إلى قائمة حروب قائد جيش سيف الدولة ..

بعد حياة ٍ تضجُّ بالحركة .. وتموج بالثورة ..

جاءت النهاية مداً لينا معتلا فسكون!!!

يكاد يموت فلا يرى من يستحق عزاء ً مسبقا , أو مواساة ً مقدَّمة .. إلا ابنته الحبيبة .. في ذروة انفعال عاطفي يمهِّد للهدوء الأبدي .. ذات ليلة النهاية ..

أشعر أن (مجزوء الكامل) ما جاء هنا صدفة .. أو لشدة الإعياء والإرهاق ,,أرى في هذا البحر الرجل الكامل الرجولة يتجزأ .. !!

ولأنه يسكن راغما قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة؛؛؛

فإنه يسكن راغبا قبل أن يطلق رؤيته الأخيرة:

قال بإيجاز هاديءٍ لاهثٍ: يا بُنية , كل ماهنالك: الرحلة لم تكن ممتعة!!

****

والقاعدة تنص ّ ُ على أنه لا يلتقي ساكنان ..

المتنبي وأبو فراس شاعران متحركان وشعر ٌ هاديءٌ مستسلم ٌ ساكن ..

أما بعض شعراؤنا الشباب في العصر الحديث فهم ساكنون لذا أطلقوا شعرا متحركا مائجا رغم السكون ..

أبو القاسم الشابي .. التونسي الذي كتب الله له أن يسكُنَ باكرا ..

إذا ما طمحت إلى غايةٍ**

ركبتُ المنى ونسيتُ الحذرْ

ومن لا يحب صعودَ الجبالِ**

يعش أبد الدهر بين الحُفرْ

فعجَّت بقلبي دماءُ الشبابِ

وضجَّت بصدري رياحٌ أُخرْ

وأطرقت أصغى لقصف الرعودِ

وعزف الرياح, ووقع المطرْ

أبارك في الناس أهلِ الطموح

ومن يستلذركوبَ الخطرْ

أما بدر شاكر السياب فغلب السكون على الشعر؛ لغلبة الثورة على الشاعر ..

بدأً بأنشودة المطر وليس انتهاء إلى سفر أيوب ..

إذا ما ارتضيت يطير الجناح ..

يكحِّل بالنور عين القمر ْ!

لك الحمد في الليل حتى الصباح ..

لك الحمد في الصبح حتى السحَرْ!

...

نحن في اللغة كما نحن في الحياة .. نبدأ بالحركة وننتهي على سكون ..

والسكون حل ٌّ أمثل لتلافي الأخطاء ..

كما هو حل ٌ أفضل لتلاقي الأهواء ..

إذا لم تستطع حركة .. فسكِّن ْ!! يرضى عنك الكل إن كنت َ ساكنا ..

تعريفي المرادف للتعريف:

السكون دائرة ٌ ضيِّقة ٌ مُفْرَغة ٌتفرغ الحرف من الحركة ,حين نتحرك نحن في دوائر أوسع ممتلئة ٍ باليأس والإحباط وانعدام ِ الدافعية ..

والسكون حلقة ٌ صغيرة ٌ توضع فوق الأحرف ..

حين تكون حلقة ٌ أوسع ُ قليلا تُحِيْط ُ بالأعناق ..

ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[21 - 04 - 2007, 05:38 ص]ـ

تعريف لا كالتعاريف ونظرة ليست كأي نظرة ..

بارك الله فيك أستاذتي الكريمة ..

لقد أمطت اللثام عن أسرار القوافي والبحور,,

وهذا لا يبلغ شأوَهُ إلا قليلٌ ..

قال لبيد بن ربيعة العامري الشاعرالجليل والصحابي الفحل

في آخر بيت سَبَقَ نفسه الزكيّة

- شاهداً على قافية السكون-:

تمنّى ابنتاي أن يعيش أبوهُما ... وهل أنا إلا من ربيعة أو مُضَرْ

فقوما فنوحا بالذي تعلمانه ........ ولا تخمشا وجهاً ولا تحلقا شَعَرْ

وقولا هو المرءُ الذي لا صديقَهُ ... أضاعَ ولا خانَ العهودَ ولا غَدَرْ

إلى الحول ثم اسم السلام عليكما ... ومن يبكِ حولاً كاملاً فقد اعتذَرْ

شكرا جزيلاً ثقيلاً ..

والسلام,,,

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير