تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وإني أتوقع ــ إن لم يكن ذلك قد وقع فعلا (وهذا مجرد حدس) ــ أنك كما انتقلت من شعر البحتري وأبي فراس إلى شعر المتنبي، فإنك ستقفزين قفزة كبرى إلى شعر أبي تمام، وهو شعر له ما وراءه

إنه شعر لا يعلمك الشعر فحسب، بل يعلمك مع الشعر: الفلسفة الشعرية، المنطق الشعري، ثورة الشعر ... (إذا صح التعبير)

هل تصدقين أستاذتي الفاضلة أني كنت أنفر كثيراً من شعر أبي تمام، وأصفه بالمتنطع المتصنع، بل إنني لم أقتنِ ديوانه إلا متأخراً جدا، حتى أراد الله لي أن أبحث في شعره مضطرا (كما كان شعوري حينئذ)

وبالطبع؛ فإني ولا بد قارئاً ديوانه كاملا، ولأكثر من مرة

فتجرعت مرارة آلت إلى حلاوة، وتجشمت وعراً من المسالك قادني إلى سهل

وماذا كانت النتيجة؟

لقد انقلبت نظرتي لماهية الشعر 180 درجة

فأصبحت لا أبحث في الشعر عن مجرد المتعة (وهي مطلوبة لا شك)

بل أقلب نظري فيما وراء ذلك من فكر ونظر

حتى إذا اقتنصتها، صحت صيحة النصر، وقلت:

وجدتها وجدتها

إن في شعر أبي تمام ثروة هائلة، لا في اللغة فحسب، بل فيما وراء اللغة

شعر أبي تمام هو التفسير (الميتافيزيقي) للغة

بحيث تتفجر اللغة على يدي خبير بأسرارها وكنوزها

لا كما يفعل حداثيو الغفلة، ممن أرادوا التحديث فيما لا يفقهونه أصلا

ومن هنا أنادي كل من خدعته الحداثة ببهرجها الزائف

أن يفقه لغته أولا، فإذا فعل ذلك (وما إخاله فاعلا)

فليبدأ في التحديث والتجديد

وليتخذ من أبي تمام وطريقته نموذجاً يتكئ عليه

فلم يكن أبو تمام في الأصل إلا عالم لغة

فلنبدأ باللغة أولا

لا أقصد نحوها وصرفها وبلاغتها

بل أقصد: (روحَ اللغة)

فضاءها الواسع ... شمسَ حريتها

ولمن وصل إلى تلك المرحلة (وهي صعبة إلا على من يسرها الله له)

أقول: هنيئا لك

الآن فقط يحق لك أن تجدّد

لأن اللغة كائن حي

لا عندَ من لا يكاد يقيم لسانه من اللحن

ممن تشبع بأفكار الإفرنج

بل عند أهل اللغة العربية

التي هي عندهم لغة مقدسة

أجل مقدّسة

مقدّسة

مع خالص التحية

أخوكم: أحمد بن يحيى

لله أنت,,

هل أنا أنت أم أنت أنا في هذه الموافقة في شعر أبي تمام؟؟!!

أبو تمام إمامٌ جليل في الشعر واللغة والرواية والأدب

لم تلد أنثى بعده شاعراً مثله .. كما ذكرت سلفاً

ومثل أبي تمام لجدير بالدراسة المتعمّقة في شخصيته وشعره من كل الزوايا

والرجل كان ممن لا يستقر من الترحال مضجعهم كأنّهم أحرفٌ في لفظ أسفارِ:)

فقد افتقر للاستقرار وصدح بحالته هذه في شعره كثيراً

وكل هذا طلباً للمجد كما يذكر في شعره ..

وهذا أحد أقواله فيمن تركهم هاجياً لهم:

مررات المقام عليك تعفو

وتذهب في حلاوات الرحيل

سأظعن عالماً أن ليس برءٌ

لسقمي كالوسيج وكالذميل

ولو كانت يمينك ألف بحرٍ

يفيض لكل بحرٍ ألف نيلِ!!!

إنظروا إلى التقسيم الحسابي والتصوير الهندسي

في آخر بيت!!

وكم عانى ممن مدحهم فلم ينل ما هو أهل له أن يناله

فصبَّ عليهم جام غضبه وسوط هجائه,,

ولا أبلغ من هذه الأبيات العظيمة في وصف تلك الحال:

ذلُّ السؤالِ شجى ً في الحلقِ معترضُ

مِنْ دُونِهِ شَرَقٌ مِنْ خَلْفِهِ جَرَضُ

ما ماءُ كَفكَ إِنْ جادَتْ وإِنْ بَخِلَتْ

مِنْ مَاءِ وَجْهِي إِذا أَفْنَيْتُه عِوَضُ

عزة النفس!!

أرى أموركَ موطوآتُها رمضٌ

إذا سلكنً وممهوراتُها فضضُ

إني بأيسرِ ما أدنيتُ منبسطٌ

كما بِأَيْسَرِ ما أُقْصِيتُ مُنْقَبِضُ

أجرِ الفراسة َ منْ قرني إلى قدمي

ومَشهَا حيثُ لا عُثْرٌ ولا دَحَضُ

تنبئكَ أنيَ لا هيابة ٌ ورعٌ

عند الخطوبِ ولا جثامة ٌ حرضُ

(ما أشيه فخر التلميذ "المتنبي" بفخر أستاذه وإن كان تلميذه ذهب إلى أبعد من هذا)

من أشتكي وإلى من أعتزي وندى مَنْ

أَجْتَدِي كلُّ أَمري فيكَ مُنْتَقِضُ؟!!!

(يأس وأي يأس .. )

مَودَّة ٌ ذَهَبَتْ أَثمارُها شُبَهٌ

وهمة ٌ جوهرٌ معروفها عرضُ

أَظنُّ عندَكَ أَقواماً وأَحسَبُهُمْ

لم يَأْتَلُوا فيّ ما أَعدُوا وما رَكَضُوا

يرمونني بعيونٍ حشوها شررٌ

نَواطِقٌ عن قُلُوبٍ حَشْوَها مَرَضُ

(ركزوا على جمال هذا البيت ودقة نظره في أعدائه)

لولا صُبَابَة ُ عِرْضِي وانتظارُ غَدٍ

والظلمُ حتمٌ عليَّ الدهرَ مفترضُ

لما فككتُ رقابَ الشعرِ عن فكري

ولا رِقَابَهمُ إِلاّ وهُمْ حُيضُ!

أَصبَحْتُ يَرْمي نَبَاهَاتِي بِخَامِلِه

مَنْ كُلُّه لِنِبالي كلِّها غَرَضُ

وأستستمحكم على هذا التطفل,,,

لكنه أبو تمام - ولست بمتعصب:) -

في انتظار قراءة جديدة وتأمل بديع آخر من أستاذتنا الفاضلة أحاول أن

والتي مواضيعها عبارة عن مجرات عنقودية تسبح في

كون الفصيح الرحب

جزاكم الله الفردوس الأعلى من الجنة

والسلام,,,

ـ[أحمد بن يحيى]ــــــــ[23 - 04 - 2007, 07:06 م]ـ

مرحباً بك أستاذنا أحمد وأسعدك الله وأنا أؤيدك على هذا الطلب لنستمتع بما تكتب أستاذتنا الفاضلة عن أبي تمام شاعرالتجديد من وجهة نظري

وبالمناسبة قراءة الأستاذة عن السكون جعلني أعيد النظرفي إحدى قصائدي الساكنة القافية

ومارأيك أستاذي الفاضل أحمد في المقارنة بين أبونواس وأبوتمام؟

وتحياتي لك وللجميع

حياك الله أستاذنا الفاضل / نعيم

وأسعدك في الدنيا والآخرة

بارك الله جهودكم، وزادكم علما وأدبا

ولعل هذا المنتدى أن يصبح شعلة نشاط بإشرافكم المبارك وتوجيهاتكم الكريمة.

أما بالنسبة إلى المقارنة (الموازنة) بين الشعراء، كأبي نواس وأبي تمام، أو أبي تمام والبحتري، أو ابن الرومي والمعري ... فإنه بابٌ في نقد الشعر قائم بذاته له رواده قديما وحديثا

وهو ــ لا شك ــ مشروع جيد يصلح لأن يفتح له موضوع أو موضوعات كثيرة في هذا المنتدى

ولكنه يحتاج لأولي العزم والهمة، وهم كثير في هذا المنتدى المبارك

كما يحتاج لاستفراغ الجهد والوقت

ومع الأسف، يبدو أن الوقت لا يسعف الكثيرين من رواد هذا المنتدى

وأخوك واحد منهم

فلعل الله أن يقيّض لهذا الموضوع فتى هماما ينهض به ويبذر بذرته

حتى يؤتي أكله بإذن الله ويثمر غرسه

نسأل الله تعالى البركة في الوقت، فإنه نعم الذخيرة

ونسأله ــ سبحانه ــ العلم النافع، والعمل الصالح

آمين

أخوك: أحمد بن يحيى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير