ولا وَفَت بعهود المستعين ولا .... بما تأكّد للمعتّز من مِرَر
وأوثقت في عراها كلّ مُعتمد .... وأشْرقت بقذاها كلَّ مُقْتدر
وروَّعَت كلَّ مأمُون ومؤتمن .... وأسلَمت كلَّ منصور ومنتصر
وأعثرت آل عبَّاسٍ- لعًالهم .... بِذَيلِ ريَّاءَ من بيضٍ ومن سُمُر
بني المظفَّر والأيّامُ ما برحت .... مراحلاً والوَرى منها على سَفَر
سُحقاً ليومكم يوماً ولا حملت .... بمثله ليَلٌة في غَابِر العمر
من للأسّرة أو من للأعنّة أو .... من للأسنّة يهديها إلى الثُّغَر
من للظُّبا وعوالى قد عُقدت .... أطرافُ ألْسُنها بالعِّي والحَصر
وطُرِّزَتْ بالمنايَا السُّود بيضُهم .... أعجْب بذاك وما منها سوى الذِّكر
من لليَراعة أو من للبراعة أو .... من للسّماحة أو للنّفع والضّرر
أو دفع كارثة أو دع رَادِفَةٍ .... أو قمع حَادثة تُعيي على القَدر
ويحَ السَّماحِ وويح البأس لو سلماَ .... واحسرةَ الدّين والدّنيا على عمر
سَقَت ثَرى الفضل والعبّاسِ هاميةٌ .... تُعزي إليهم سمَاحاً لاَ إلى المَطرِ
ثلاثةٌ ما ارتَقى النَّسران حيثُ رَقُوا .... وكلُّ ما طَار من نَسْر ولم يَطِر
ثلاثة ما رأى العصران مثلهُم .... فضلاً ولو عُزِّزَا بالشمس والقَمر
ثلاثة كذوِات الدَّهر مُنْذُ نأوْا .... عنّي مضي الدَّهر لم يربع ولم يَحُر
ومرَّ من كلّ شيء فيه أطيُبه .... حتى التمُّتع بالآصالِ والبُكرَ
أين الجلال الذي غَضَّت مهابَتُه .... قلوبَنا وعيونَ الأنْجُمِ الزُّهُر
أين الإباءُ الذي أرسَوْا قواعِدَه .... على دَعائَم من عزّ ومن ظَفَر
أين الوفاءُ الذي أصْفَوا شرائعه .... فلم يَرِد أحدٌ منها على كَدَر
كانوا رَواسي أرض الله مُنذ نَأوْا .... عنها استَطارَت بمن فيه ولم تَقِر
كانُوا مصابيحها فيها فمنذ خَبوا .... هَوَى الخليقُة ياللهِ في شَرَر
كانوا شَجَى الدهر فاستهوتهمُ خُدَعٌ .... منه بأحلام عادٍ في خُطا الخطر
ويلُ امّه من طَلوِب الثأر مُدرِكة .... منهم بأسْدٍ سواهم في الوغى صُبُر
مَن لي ومن لهُم إن أظلمت نُوَبٌ .... ولم يكن ليلُها يُفضي إلى سَحَر
من لي ومن لهُم إن عطلِّت سُنن .... وأخْفَيِتْ ألسن الآثار والسّير
من لي ومن لهُم إن أطبقَت محنٌ .... ولم يكن ورْدها يدعو إلى صَدَر
على الفضائل إلا الصّبَر بعدَهم .... سلامُ مُرتقب للأِجرِ مُنْتَظر
يرجُو عَسى، وله في أختها أمل .... والدّهُر ذو عُقَب شَتَّى وذُو غِيَر
قَّرطت آذانَ من فيها بفاضِحَةٍ .... علَى الحسَانِ حصَا الياقوت والدُّرَر
سيارةٍ في أقاصي الأرض قاطعةٍ .... شَقَاشِقاً هَدرَت في البَدْو والحَضَر
مُطاعِة الأمر في الألباب قاضيةٍ .... من المسامع ما لم يُقْض من وطَر
ثُمَّ الصَلاة عَلى المُختارِ سَيِّدِنا .... المُصطَفى المُجتَبى المَبعوثِ مِن مُضَرِ
وَالآلِ وَالصحبِ ثُمّ التابِعينَ لَهُ .... ما هَبَّ ريحٌ وَهَلَّ السُحبُ بِالمَطَرِ
------
المصدر:
المطرب من أشعار أهل المغرب
ابن دحية الكلبي.
البيتان الأخيران من ديوانه
صاحبك التوفيق
ـ[حااجي]ــــــــ[26 - 04 - 2007, 10:53 م]ـ
اللهم أعط منفقا خلفا ...
بورك فيك يا رهين الهوى ... وصاحبك التوفيق فأغنى.
ـ[حميد48]ــــــــ[01 - 05 - 2007, 12:17 م]ـ
نريد شرحها بارك الله فيكم