تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

منذا يلبّي شموخَ النّخل محترقاً=وفي "زبطرةَ" تشكو الخُرّدُ العُرُبُ

كلٌّ يصيحُ وما يهتزُّ معتصمٌ=وما تقدّمهُ جيشٌ ولا رُعُبُ

قريشُ أشغلها عن نصبِ رايتها=تألّقُ الكوكب الغربيِّ والذّنبُ

سودُ الصحائف تُنبيها وتخدعُها=وزخرفُ القولِ والتنجيمُ والكذبُ

قريشُ حطّمتِ الأصنام من زمنٍ=واليومَ أصنامها البترولُ والذّهبُ

كأنّما أصبحا أغلى بصفقتها=من أحمرٍ فوقَ رمل البيد ينسكبُ

يا سيّدي يا أبا تمّامَ يؤسفني=تغيّرتْ بعدما غادرتها العرَبُ

عروبة اليومِ راياتٌ مشتّتةٌ=عروبة اليومِ لا لونٌ ولا لقبُ

"أبو رغال" تهادى في مسالكها=و"العلقميُّ" له الشّاراتُ والرّتبُ

فتح الفتوح وهذا السّيف يأكلُهُ=في غمده الصّدأُ المركومُ، والخطَبُ

عُرْبٌ ولكنْ إلى "نيويوركَ" قِبْلتُهم=فيها ـكما حسبوا ـالأمجادُ والحسبُ

زهْوُ الرّشيد بريقٌ في مباسمهم=وقلبهم لهوى "نقفورَ" منتسبُ

لو شعبهم ردّ عن أجفانِهِ وَسَناً=شدّوا عليه، وثار الحقدُ والغضبُ

أمّا إذا "خيبرُ" صبّتْ شواظ لظىً=تحرّفوا عن رباط الخيل، وانسحبوا

ماذا أعُدُّ ـأبا تمّامَ ـمِنْ حُرَقيأ=خنَتْ على قومك الأيّام والنّوَبُ

أقلّها تذبحُ السكّينُ نخوتَها=والسّيفُ مُعتقَلٌ والرّمح مُنقلبُ

والخيلُ أغفَتْ على أوتادها ... نسيَتْ=طعمَ الصّهيل، فلا ضبْحٌ ولا جلَبُ

عادتْ إلينا علوج الرّوم حاقدةً=وجندُ قيصرَ تسبينا وتستلبُ

تسعون ألفاً منَ الأبواقِ نافخةٌ=لمّا تساقَطَ في "عمّوريّةَ" اللّهبُ

ولو سمعتَ، لهم رعدٌ بلا مطرٍ=وليتها أمطرت من رعدهم سُحُبُ

وأغمضوا عينهم عن كلِّ بارقةٍ=لا الشّمسُ توقظهم لا الريحُ لا الكُرَبُ

قلْتَ: "النِّزالَ" فما أصغتْ مسامعهم=وقّلبوا كتب التّنجيم وارتقبوا

سعَوا إلى الراحة الكبرى كما بَصُروا=في مجلس الأمن لا كدٌّ ولا تعبُ

في بابه انتظروا نصراً ومكرمةً=قالوا سينضجُ فيه التينُ والعنبُ

ماذا فعلنا؟ أبا تمام قلت لنا=الحزم يثني خطوب الدهر لا الخطبُ"

ماذا فعلْنا؟ على التلْفاز تصلبنا=شراسة الذئب والحملان تُغتصَبُ

ماذا فعلْنا؟ على التلفاز سهرتنا=نحسو الهموم دماً حيناً .. ونحتلبُ

نشاهد الصّلّ والأفعى تُصافحها=أيدٍ مِنَ العُرْب ـشُلّتْ ـوشمُها كذِبُ

نشاهد الأرز محطوماً على حجرٍ=والأمُ تزهق والأطفالُ واللُّعَبُ

أنّى التفتّ أرى الأشجار باكيةً=والعشب في شجن، والزّهر ينتحبُ

فهل ترى ـيا أبا تمّامَ ـبارقةً؟ =ودربنا في مهبّ الريح منشعبُ؟

إلا الشآم ... وسيف في الجنوب أبى=أن يسرق القمر الورديّ مغتصبُ

إلا الشآم .. جذور الشمس في يدهات=جاذب الفجر والظلماء تصطخبُ

إلا الشّآم ... أرى أحداقها ألقاً=وحلمها من تخوم الصحو يقتربُ

هل تحجب الأملَ الْمرجوّ داجيةٌ؟ =إنّ السّماء ترجّى حين تحتجبُ"


ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 05 - 2007, 09:52 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحارث أتعبت نفسك مأجوراً، كان قصدي الخوة من الداخل.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير