نعم أخي الكريم العلم هو سعة اطلاع وقوة حجة وأخذ للحكمة من مظانها مهما كان مصدرُها. وتأسيس للمعرفة على مبادئ العقل الذي وهبنا إياه الله تعالى،، ومصدره الحواس وحدها. والدين مرشد وموجه له لفعل الخير أما العقل فحياديّ.
وإلى الإخوة القراء ممن يؤمنون بما ذكرت:الإصلاح يكون متدرجا وبطيئا ولكن شعلة التفاؤل والحب لله والمسلمين يجب أن لا تنطفئ في أعماقكم وقلوبكم أبدا.
يجب قراءة كتب القدماء بغزارة مستمرة، ويجب على المتعلم على بصيرة أن يحاول أن يستخدم عبارات القدماء العقلية والتعبيرية ليس لقيمتها المعرفية بل لقيمتها الاعتبارية، فالأمة قد بُرْمِجت على إجلال عبارات ومفردات وتعابير بعينها لكي لا تصنعوا حواجز نفسية بينكم وبين "طلبة العلم"الشرعي. فقد لمستهم يتحسسون كثيرا من كلمات لا يفهمونها ويصمون مستخدميها بالتفرنج والتغرب والعقلانية (لأنها لديهم كلمة ملغومة)، والاعتزال، وغير ذلك.
الزمان تجاوزهم وإن كان أخي عبدالرحمن من الجزائر ما يزال يدافع عنهم وينافح ويناضل ظنّا منه أنهم في طبقة أبي حنيفة النعمان وعلماء السلف.
لا أتفق معك على الفصل بين العلوم الشرعية وبين العلوم العقلية، ولا يمكنني أن أتفق.
لا أستطيع أن أقتنع بغير صنيع ابن حزم وابن رشد الحفيد والشاطبي في الموافقات.
علماء الإسلام في القرن الثاني ليسوا هم أهل السنة بعد القرن الرابع. أهل السنة الذين ورثنا نحن علومهم ومذهبهم قد أضافوا إلى الدين ما ليس منه لأنهم قد اقتيدوا بردات فعل عنيفة ضد الروافض والمبتدعة. وقد بينت في غير هذا الموضع ما فعلوا.
وددت أن أتكلم في العلم دون أن أذكر مسميات كبيرة مثل (أهل سنة، أهل علم،سلفية، .. ) ولكن وجدت صعوبة أن لا أستخدم مثل هذه الكلمات وأنا أجزم بحصول انحراف عن جدد علماء القرن الثاني وعلماء الإسلام الذين أراهم على الحق مثل ابن حزم.
أخي الكريم قارن بين هذا النص الذي أورده حافظ المغرب أبو عمر ابن عبدالبر النمري في كتابه (التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد) الذي قال عنه ابن حزم"كتاب التمهيد لصاحبنا ابن عبدالبر ما أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله فكيف أحسن منه": قال:" [وقارن أنت بين النص وبين الكتب التي سوّدها أهل السنة والمعتزلة كلاهما في خلق القرآن لتعرف أن الجميع ليس على مذهب السلف] "قال سليم بن منصور بن عمار، قال كتب بشر المريسي إلى أبي -رحمه الله- أخبِرني عن القرآن، أخالقٌ هو أم مخلوق؟ فكتب إليه أبي: بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياك من كلّ فتنة، وجعلنا وإياك من أهل السنة، وممن لا يرغب بدينه عن الجماعة، فإنه إن يفعلْ فأولى بها نعمة، وإلا يفعلْ فهي الهلكة، وليس لأحدٍ على الله بعد المرسلين حجة، ونحن نرى أنّ الكلام في القرآن بدعةٌ تشارك فيها السائل والمجيب، تعاطى السائل ما ليس له، وتكلَّف المجيب ما ليس عليه، ولا أعلم خالقاً إلا الله، والقرآن كلام الله، فانته أنت والمختلفون فيه إلى ما سماه الله تعالى به، تكن من المهتدين، ولا تُسَمِّ القرآن باسمٍ من عندك فتكون من الهالكين، جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب، وهم من الساعةِ مُشْفِقون" (التمهيد19:232). أما أهل السنة بعد انقلابهم على المعتزلة فقد قوّلوا أحمد بن حنبل ما لم يقل. [من وجد نصًّا ثابتاً لأحمد بن حنبل يقول فيه القرآن غير مخلوق فله مكافأة مجزية]،وقد رأيتهم يُقَوِّلون التاريخ مالم يقل، فوجدت الأشعري في الإبانة عن أصول الديانة يروي بسند عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى:"قرآنا عربيا غير ذي عوج" قال:"غير مخلوق"!!؟ [أرأيت، من يصدق هذا؟].
أخي الكريم: أسألك بالله ألم تسمع القحطاني في نونيته يقول:
والوقف في القرآن خبثٌ باطلٌ وخداع كلِّ مضبضبٍ حيرانِ
ويقول:
من قال مخلوقٌ كلام إلهنا فقد اسْتحلَّ عبادة الأوثان
... فالعنه ثم اهجره كل زمانِ
إلى غير ذلك من مبالغاتهم وتهويلاتهم مما أضافوه الى دين محمد وإلى مذهب السلف الذي يمثله النص الذي أوردته لك خير تمثيل.
فهم لا يريدونك حتى أن تتوقف، وفي هدي الساري لابن حجر في رجال البخاري فلان: اتهم بالوقف في القرآن؟!!!
¥