تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

و الاستذهان هو حصول (أي تمثل) المحتوى الحسيّ في الدماغ بعد نقله بوساطة الحواس , بحيث أصبحت مستقلة عن الواقع , فالاستذهان هو وجود تمثيل للواقع في الذهن , و الذهن هو مكان حضور التمثيل هذا.

و هنالك خمسة أنواع من الاستذهانات و هي:-

1 الاستذهان البصري: و هو حضور المحتوى البصري في الدماغ.

2 الاستذهان السمعي: و هو حضور المحتوى السمعي في الدماغ.

3 الاستذهان الشمي: و هو حضور المحتوى الشمي في الدماغ.

4 الاستذهان اللمسي: و هو حضور المحتوى اللمسي في الدماغ.

5 الاستذهان التذوقي: و هو حضور المحتوى التذوقي في الدماغ.

و تستطيع الذاكرة تخزين هذه الاستذهانات , و الذاكرة: هي وحدة حيوية داعمة تستطيع تخزين المعطيات العقلية و استرجاعها , ومعطيات الذاكرة هي:-

1 - الأفكار.

2 - الاستذهانات.

3 - الأحاسيس الشعورية.

و هنا نستوثق مدى العلاقة الوطيدة ما بين الحس و العقل , و يظهر لنا أن اكتمال الحلقة الفكرية يستوجب اكتمال الحلقة الحسية , و يستحيل اكتمال المفاهيم العقلية عند فاقد إحداها ما لم تكن له خبرة مسبقة حولها , فلا يستوي الأعمى و البصير و لا السميع و الأصم.

المفاهيم

قد قلنا أن الفكر هو حكم على واقع بالأصل و مفرده فكرة واحدة , ولتسجيل هذه الأفكار لا بد من وجود قالب توضع فيه بهدف حفظها أي تدوينها أو نقلها لشخص أو أشخاص آخرين و هذا القالب هو اللغة , فاللغة هي وعاء الأفكار , ولهذا فقد أطلق اليونانيون اسم المنطق (فن النطق) على فرع المعرفة الذي ابتكروه الذي يبحث الأفكار من حيث هي أفكار , كما أن اللغة نفسها تحمل في طرقها و أساليبها العمليات الفكرية على تنوعها , مثل أساليب التفضيل و المقارنة و الاستثناء و غيرها فالبحث في أساليب اللغة نفسها لهو بحث في الفكر على اختلاف القصد من البحث.

و تتمثل اللغات في عصرنا الحاضر في أشكالها المحسوسة , سواء كانت المقاطع الصوتية التي تمثل مفردات اللغة أم كانت الرموز المرئية التي تمثل مفردات اللغة أيضاً , فكل اللغات متفقة من حيث المعنى (الفكر) مختلفة من حيث اللفظ , وهناك أربع مهارات تتعلق باللغة و هي:

1 - التحدث.

2 - الاستماع.

3 - الكتابة.

4 - القراءة.

فالتحدث و الاستماع تدوران حول شكل الفكرة المسموعة كما أن الكتابة و القراءة تدوران حول شكل الفكرة المرئي , أو يمكن أن تكون القراءة والكتابة بالشكل المحسوس كالكتابة بطريقة بريل. أو أن يكون التخاطب مرئيا وليس صوتيا مثل التخاطب بإشارات الصم و البكم.

حسناً إن اللغة على ذلك قد تكتسب و تنقل من شخص إلى آخر و لكن الوعي العقلي ليس مضمون الوصول إلى المتلقي , أي أن حصول الوعي نتيجة التفكير لا تحمله اللغة إلا إذا أدرك المستقبل (المتلقي) أن المعنى اللغوي هو كذا , وعليه فيقال أن إدراك ما تعنيه الفكرة في الواقع هو الفهم , ولا يتأتى إدراك أي فكرة إذ لم يكن لها ما يمثلها في الواقع , فنقول أن الفهم: هو إدراك التمثيل الواقعي للفكرة , و المفهوم: هو وجود تمثيل واقعي للفكرة.

فالفكرة التالية: " إن الإنسان كائن حي" تعتبر مفهوماً إذ أن لها ما يمثلها في الواقع و يمكن إدراكه.

(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (8) سورة الحج.

و من هذا المنطلق فإن المفاهيم على ثلاثة أنواع و هي:

ا – المفاهيم المباشرة

و هي تلك المفاهيم التي يدرك العقل وجودها في الواقع مباشرة. مثل الحاجات العضوية.

ب – المفاهيم غير المباشرة

و هي تلك المفاهيم التي يدرك العقل وجودها في الواقع من إدراكه لأثرها. مثل: الغرائز والروح و هي للواقع غير الفيزيقي عادة.

ج – المفاهيم النقلية

و هي تلك المفاهيم التي لم يدرك العقل وجودها في الواقع الخارجي لا مباشرة و لا إدراكاً لأثرها و لكنه أدرك وجودها عن طريق الدليل النقليّ المقطوع بصحته. مثل: الملائكة و الجنة و النار و غيرها و يجب أن نعرف أن الأمور ليست على الإطلاق لنخرج من دائرة الجمود فهذا من خصائص المعرفة العلمية القويمة فما من شأنه أن يكون مفهوما غير مباشر للبعض قد يكون مفهوماً مباشراً للبعض الآخر و ما قد يكون مفهوماً نقلياً للبعض قد يكون مفهوماً مباشراً أو غير مباشر للبعض الآخر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير