بالنسبة لنظرية المعرفة, ثيوري اوف نولدج, أو الابستيمولوجيا, فهي من اجتهادات الفلاسفة, وتجد في جبناتها باطلاً وتشكيكاً كثيراً ينحرف بها عن مقصدها الأساس حول أسباب نشوء المعرفة, وتجد أيضاً فيها بعض الصواب, وهي عموماً أموراً بديهية حتى وإن صدرت عن أي كائن من كان. ونشؤها أصلاً ردة فعل ليس إلا على أمراض الفكر في العصور القديمة.
ـ[أحمد الطعان]ــــــــ[28 May 2006, 05:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الصالح شكراً لك على البيان والإيضاح وما أحب أن أقوله إذن تحريراً لمحل النزاع: نحن نتفق على أن المسلمين - الأجداد - يمتلكون نظرية رائعة في المعرفة باعتراف من ذكرتهم من الغربيين ولكن الأحفاد أهملوا هذه النظرية ولم ينزلوا بها على أرض الواقع وإنما الذي نزل بها هم الغربيون بعد أن تلقفوها في عصر النهضة وبدؤوا بتطويرها عن طريق التجريب والاستقراء عبر عدة قرون فأنتجت لهم هذه الحضارة المادية الباسقة التي نراها نحن ...
ونحن متفقون إذن حول أن الوضع العربي الإسلامي اليوم هو وضع مأسوي على كافة المستويات وما ذكرتَه من إحصائيات لليونسكو أو غيرها لسنا بحاجة إليه لأن الواقع الذي نعيشه يتكلم ... ولكن الخلاف ربما هو فيما يلي:
هل نحن اليوم لا نمتلك نظرية للمعرفة أم أنه يحال بيننا وبين ممارسة المعرفة لأسباب متشابكة جداً أهمها:
الاستعمار الطويل الذي جثم على صدورنا وحال بيننا وبين أي ممارسة للمعرفة وأي نزول على أرض الواقع بطرائق مختلفة .. ثم خرج الاستعمار العسكري وبقي الاستعمار الثقافي ... والاستبدادي ..
أين هي الدولة العربية أو الإسلامية التي تهتم بالعلم أو المعرفة وبناء الكوادر والمؤسسات التي تخدم الأمة إن كل ما يبنى اليوم هي عروش لقرابة خمسين طاغية من الطغاة الذين يحكمون البلاد الإسلامية وطبعاً خلف كل طاغية من هؤلاء جيش من المنتفعين .... ولكل دولة عشرات السفارات والقنصليات وووووووووووووووووو ....
والغرب يشاهد ذلك وهو مسرور لأن ذلك هو ما يخدم مصالحه ونفعيته ويقدم الدعم اللامحدود لقوات الأمن الداخلي في كل دولة لتبقى محافظة على كيانها واستبدادها أم الشعوب فهي مطحونة تحت سياط الجوع والفقر والجهل ... فعن أي علم تحدث الجائع ...
وليست المشكلة اليوم في أن نمتلك وسائل المعرفة أو نظرياتها لأننا حتى لو امتلكناها فلا يجدي ذلك نفعاً في بيئة الاستبداد والاستعمار والامتصاص المستمرة ...
إن هناك آلاف العلماء المسلمين والعرب الذين يشتركون اليوم في بناء الحضارة باسم أوربا والغرب وهم في بلادهم لا يُعبأ بهم بل وغير مرغوب فيهم ...
أما إذا تحدثنا اليوم عن ثمرات هذه الحضارة والجامعات التي تشير إليها وتعتبرها مفخرة العالم الغربي فها هنا نختلف جداً - كما يبدو لي - لأن الحضارة الغربية مبنية على أساس الطغيان والقتل والإبادة والعنصرية فقد أبادت شعوباً بأكملها ولا تزال تفعل ذلك ... فهل هذه هي الثمرة التي ننتظر أن نجنيها من العلم؟!
ملايين القتلى .. والجوعى في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ذنبهم فقط أنهم لم يكونوا بيضاً وذوو عيون زرقاء ..
ليست الحضارة فيما تتحدث عنه من امتلاك لوسائل التكنولوجيا وإنما الحضارة في تنمية الوازع الإنساني والأخلاقي في داخل الإنسان وهو ما تسعى الحضارة الغربية المادية اليوم لطمسه تماماً وتغييبه ..
والسلام عليكم ورحمة الله
ـ[ابو زيد]ــــــــ[01 Jun 2006, 08:31 م]ـ
لا شك في أهمية علم (نظرية المعرفة) فهيا قضية شائكة تتداخل مع (تاريخ العلم) ومع ما يطلق عليه (فلسفة العلوم) وكذلك مع المصطلح الفلسفي (ابستمولوجيا) فمن خلال اطلاع مبسط علي هذه العلوم يظهر أن هناك نقاط إلتقى ونقاط إنفراد تحتاج إلى دقة بحث وتحري لكي لايتم الخلط بينها أما أن هذه العلوم قد حظيت بشيء من البحث والتحري في واقعنا العربي والإسلامي فهذا ما لا يمكن قوله و ما قدمه الجابري وغيره لايعد شيء يذكر بل مازلنا نترجم والله المستعان فإن هذه العلوم أصلها غربي ينم عن مدى الحيرة والاضطراب ولهذا حديث آخر بأذن الله.