وما أن أطل علينا العام 2006م حتى جاءت مجموعة "لابوراتوريو دي إنترنت" المتخصصة والتي مقرها مدريد لتفاجئنا هي الأخرى بنتائج ترتيب أفضل ثلاثة آلاف جامعة في العالم، وأهم الدول التي ظهرت فيها، فكانت النتائج أيضا مذهلة ومخيبة للآمال.
وعند النظر في مكانة أول ألف من بين تلك الجامعات وجد بأن المئات منها كان من نصيب الجامعات الأميركية (455 جامعة من أصل 1000)، جاءت جامعة كاليفورنيا/بيركلي ( University of California Berkeley) على رأس القائمة، تلاها في ذلك عدد من الجامعات الكندية (42 جامعة)، فالألمانية (68 جامعة)، فالبريطانية (79 جامعة)، فالأسترالية (32 جامعة)، فالسويدية (15 جامعة)، فالهولندية (13 جامعة)، فالسويسرية (10 جامعات)، فاليابانية (24 جامعة)، فالنرويجية (7 جامعات) إلى آخر القائمة.
وكان الترتيب الأخير من نصيب إحدى الجامعات الأيسلندية، حيث استطاعت أيسلندا أن تجد لنفسها مكانة بين الدول وكان بأن احتلت الرتبة 48 على قائمة رتب الدول.
ملاحظة: يمكن الرجوع إلى تلك التقارير المنشورة على شبكة الانترنت العالمية وتدارس ما جاء فيها بهذا الخصوص http://www.webometrics.info/index.html
وعند تدارس تلك المعايير المستخدمة في التقييم المشار إليه كما سار عليها المقيمون، وجد أنها معايير تكشف لمن يتفحصها جيدا عن مدى استحقاق تلك الجامعات المرتبة ودولها لما احتلته من مكانة، حيث كان على رأسها معيار مواكبة العصر ووسائله من خلال إعمال واستعمال تقنيات المعلوماتية في الأداء الأكاديمي، والإنتاجية العلمية العالية، وغنى الملفات العلمية والبحثية خاصة على مدار عشر سنوات الماضية.
هذا إضافة إلى تلك الإنجازات المرصودة في قواعد البيانات العلمية العالمية، وما تتمتع به المؤسسة التعليمية من موقع رياديّ ذي بعد تأثيري.
ترى إلى متى سنبقى نحن العرب نسخر من باقي الشعوب والأمم، ومن إنجازاتهم العلمية والتعليمة وهذا هو حالنا العلمي والتعليمي الذي يندى له كل جبين. إلى متى سنبقى في نهجنا كالنعامة ندس الرأس في التراب كي لا يرانا من هو لنا بالمرصاد؟ إلى متى سنبقى أسرى سراب ووهم، وأمة تضحك من جهلها الأمم؟
على أية حال هذا هو الوضع العلميّ والتعليمي لدينا اليوم، وكأنه لا سائل ولا مسؤول، لأن غياب الشفافية وكثرة الفساد -وقد فضحنا تقرير منظمة الشفافية العالمية مؤخرا- وكثرة شيوع مظاهر المحسوبية والعصبية والحزبية والفصائلية والطائفية والفئوية، وتوغل وتدخل ممنهجيها وممارسيها في قضايا العلم والتعليم، قد أفسد علينا صدارتنا ومكانتنا العلميّة والتعليمية بين أهل الأرض.
فبعد أن كنا سادة وقادة في مختلف ضروب العلم وميادينه، وبشهادة مؤرخي العلم والحضارة، أمثال: بريفولت، وجورج سارتون، وغوستاف لوبون، وول ديورانت، وأرنولد توينبي، وسغريد هونكه وغيرهم، أصبحنا في مؤخرة الركب، نلهث تارة وراء من هم شرقا وتارة أخرى وراء من هم غربا.
وأخيرا، ما لم تعمل شعوبنا وحكوماتنا بجد وصدق وأمانة وتتحمل مسؤولية تغيير هذا الوضع المأساوي، فسيبقى حال صروحنا العلمية وواقع التعليم العالي فيها مخجلا إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا. (ملخّص عن مقال مأزق التعليم العالي لوائل مصطفى أبو الحسن)
والسلام عليكم
ـ[محمد سفر العتيبي]ــــــــ[27 May 2006, 10:09 م]ـ
قال الشهرستاني:"قال أهل السنة: إنّ العقل لا يُحسّن ولا يُقبِّح ولا يقتضي ولا يوجِب، ولكنه يُعرِّف. وإن السمع (يعني القرآن والسنة) لا يُعرِّف".
ونحن ندعو الأساتذة والأمة إلى هذا القول الذي عزاه الشهرستاني الى أهل السنة، والمسلمون اليوم يسيرون باتجاه يعاكسه ويناقضه.
الشهرستاني, أظنه كذب هنا على أهل السنة والجماعة, وعلى غيرهم, وإن لم يكن كاذباً فهو جاهل بالحقائق وبالدين, وعموماً من أدمن التاريخ قراءةً, وكرر قراءة الملل والنحل له, وعرف حتى مفاصل رحلة الفكر البشري, لأدرك جهل هذا الشهرستاني حتى وإن زكى نفسه زوراً وبهتاناً بأنه عنصر محايد ينقل أقوال المختلفين بأمانة. حتى في هذه فإنه يكذب.
¥