تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[سيف الدين]ــــــــ[07 Jul 2006, 02:34 م]ـ

قالوا عن هذا الحديث الشريف انه يعدل ربع الدين, وقال آخرون ثلثه وقيل نصفه ...

هناك مقولة تقول ان كل شيء يحمل نقيضه, فالحياة تحمل سنن الموت والموت يحمل سنن الحياة, وان كان البعض قد ذهب الى ان هذا الحديث يمثّل نصف الدين فقد يعني هذا ان ما نصّ عليه هذا البعض قد يحمل النقيض ان لم ننتبه ونع – طبعا بناء على المقولة التي أسلفنا ...

لننظر الى ما يقوله الغرب عنا عندما حاربنا الروس في افغانستان, واقتبس هنا من كلام جيل كيبل, باحث فرنسي:

"بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية كانت سنة 1979 سنة المخاطر, بوصول خميني للسلطة واخذ الرهائن في السفارة الامريكية في طهران, وتقدم الجيش الاحمر الى كابول الذي وضع الاتحاد السوفيتي على قاب قوسين او على بعد خطوات من آبار البترول الخليجية. وقد أطلق الجهاد في أفغانستان لتلقين السوفييت ما يشبه هزيمة فيتنام خاصة بهم. سلمت وكالة المخابرات المركزية الامريكية سي آي أ, منذ صيف 1979 صورايخ ستينغر الى المجاهدين الافغان. ووجدت بعض الدول في ذلك فرصة لاحتواء وجمع كافة الحركات الاسلامية السنية التي يوجد فيها متطرفون لارسالهم الى جبهة الجهاد للقتال ضد "الشيطان الشيوعي الملحد" بدلا من رؤيتهم يصرخون مع الخميني "الموت لأمريكا". وهؤلاء النشطون هم في نفس الوقت المجاهدين الافغان ولكن ايضا الـ"جهاديين" الذين هم جزائريون ومصريون وسعوديون وأتراك, أناس من كل صوب, كل من هو مهتاج ومستنفر داخل الحركة الاسلامية, جمعوا في معسكرات للتدريب في بيشاور وشجعوا على الذهاب للجهاد مع فكرة: "اذهبوا الى هناك واستشهدوا ان امكن ذلك" .. كانت هذه قضية من ذهب بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية على عكس ما حصل في فيتنام. فليس شباب "تكساس" هم الذين يذهبون ليقتلوا على أيدي السوفييت, بل الملتحون الذين ليس لهم أي قيمة في سوق الانتخابات الامريكية. ... "

حسب هذه النظرة, يكون المستثمر الاكبر لموت مئات من النوايا الطيبة على ارض افغانستان هي الولايات المتحدة الامريكية التي قامت منذ عهد قريب بابادة جماعية لمئات متبقية منهم في طورا بورا وغيرها ...

ان النوايا الطيبة واخلاص النية مع سوء تقدير للامكانيات المتاحة او للعلاقات القائمة قد يأتي بنتائج عكسية, كما كان الحال في افغانستان ...

المفكر الاسلامي جودت سعيد أكّد على ان العمل الصالح هو نتيجة عرس لزوجين وهما النية الطيبة (الاخلاص) والصواب, وان سير الاخلاص بعيدا عن الصواب قد يأتي بنتائج كارثية, وان الاخلاص وحده لا يكفي لأم تبكي على ابنها كي تنقذه من مرضه الا بذهابها الى طبيب, كما ان النية الطيبة لاسعاد الاف المشردين ببناء مساكن شعبية لهم لا تكفي بعيدا عن التخطيط الحسن حيث ان هذه المساكن قد تتحول الى مقابر جماعية.

هل سنستفيد من درس افغانستان لنقرأ العراق من جديد؟ ام ستكون الولايات المتحدة هي دائما الذي يسبقنا بخطوة بينما نحن نجيّش النفوس احياء لفتنة سنّة وشيعة ويقطف الانتصار الامريكي الصليبي الحاقد على الاثنين معا؟!!!!!!!!!!!!!!

ـ[سيف الدين]ــــــــ[11 Jul 2006, 05:07 م]ـ

لا أقول ان العبرة في القصة هي ما سأقول , ولكن لعلّ ما سنتحدث عنه هي احدى العبر لا غير ..

لا تخفى قصة اصحاب الكهف عن كثير من الناس, وربما رويناها لأطفالنا قبل النوم, نحثّهم على التمسّك بالايمان كما فعل اصحاب الكهف الذين هربوا بدينهم من الملك الظالم وقادهم القدر الى كهف فغطّوا في سبات عميق ثم استيقظوا بعد ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا ..

لطف الله بهؤلاء الفتية الثلّة المؤمنة لا يخفى, كما أن في بعثهم ربما كان نوعا من الاعجاز للناس الذين استيقظ هؤلاء الفتية في زمنهم فدفع بعضهم الى الايمان بالله, ربما ..

استيقظ الفتية, وما زالت قلوبهم تحفظ عهدا قديما قطعوه على انفسهم منذ ما يقرب من ثلاثمائة سنة .. فهم رغم مرور هذه الفترة الكبيرة لم ينسوا هذا العهد .. وقد يقول قائل: لكنهم لم يشعروا بثقل الايام لأنهم كانوا نائمين, فلا عبرة هنا .. وقد يكون الجواب ببساطة مماثلة: معك حق ايها القائل الكريم ..

نعود الى لطائف اخرى ذكرتها قصة اصحاب الكهف وهو تقليبهم ذات اليمين وذات الشمال, فقد قال بعض المفسرين ان ذلك جاء مراعاة للسنن الالهية في مخلوقاته حتى لا تتعفّن اجسادهم .. هذا التفسير يدعونا الى وقفة قد تستغرق منا ما لبثه اصحاب الكهف في كهفهم, او قد تستغرق يوما او بعض يوم كحال لسان استيقاظهم .. السؤال هنا: اذا كان التقليب هنا هو مراعاة للسنن الالهية, فهذا يعني ان ما حدث كله قد يكون له سنن ربما باستطاعة المرء ان يصل اليها, حيث ان حاجة هؤلاء الفتية الى الطعام والشراب هي اكثر من حاجتهم للتقليب ... وحسب الاية مقرونة بالتأويل السابق, فان هناك احتمال ان يغط المرء في سبات عميق لمدة مئات السنين ثم يستيقظ .. ربما يضيف البعض الى هذا الاستنتاج ان نوحا عليه السلام وبشهادة القرآن الكريم قد عاش نحوا من 950 عاما ..

على كلّ هذه مجرد اشارة وقد تصدق او تكذب, ونترك للعلم ديدنه, ولنتابع العبرة التي مهدنا لها بشيء ربما خرجنا به عما نريد ..

اصحاب الكهف استيقظوا بعد سبات عميق, غير ان السياق القرآني لا يذكر لنا الا الشيء اليسير بعد بعثهم, ثم يشير الى موتهم واتخاذ الناس مسجدا قريبا من مدفنهم الذي ربما كان في الكهف ..

في هذا الموت السريع لهم بعد البعث اشارة سريعة , وهي انه رغم الايمان العارم الذي كان يفيض به قلوب هؤلاء الموحدين الا انهم لم يستطيعوا ان يكملوا مشوارهم في عصر يبعد عن عصرهم ما يقرب مسيرة ثلاثمائة سنة .. انها لفتة للذين يدخلون كتب التاريخ يعيشون الاحداث التي سطرها كتّابه بكل حماسة واخلاص وولاء ثم يستيقظون في عالم آخر يبعد ما يقرب اكثر من 1000 سنة او اكثر عن مجتمعات كتب التاريخ .. ان الايمان وحده لا يسعف هنا, وان الاخلاص وحده لا يسعف بل لا بد من وعي للواقع بكل تفاصيله, ومن المجدي احيانا ان نبعد عن المقايسة التاريخية, والاّ فالموت بالانتظار, والموت سنة من سنن الله وخلق من خلقه يسبّح بحمده

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير