تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما إذا كان ديدننا الاستهزاء بمثل تلك المصطلحات فاستهزائنا أخطر مما تحمل تلك المصطلحات من أخطاء لو سلمنا جدلا بأن محتواها يحمل شيء من ذلك، فالأمر جد خطير فيما لو سحب هذا الحكم على كل لفظ لم ترد به الشريعة على أنه بدع من القول خاصة مصطلحات العلوم الصحيحة

ونحن نعلم أن (السلف لم يكرهوا التكلم بالجوهر و الجسم و العرض و نحو ذلك لمجرد كونه اصطلاحا جديدا على معان صحيحة، كالاصطلاح على ألفاظ العلوم الصحيحة، ولا كرهوا أيضا الدلالة على الحق و المحاجة لأهل الباطل، بل كرهوا لاشتماله على أمور كاذبة مخالفة للحق ... ). انظر/ شرح العقيدة الطاوية (ص/13)

فما هو الإشكال إذا كان اللفظ/المصطلح جديدا صحيحا يحمل معنا سليما؟!، أم هي عقدة الخوف من الجديد مهما كان بسيطا، أم هي اللوثة الفكرية التي يطرحها التيار اللبرالي النقدي الجديد و الذي يمثله كثر نذكر منهم على سبيل المثال أركون، والجابري، وحنفي، وجلال العظم ... وغيرهم في نقد التراث الذي يعدونه هو الأساس المعرفي الذي رجعت له الأمة عند استيقاظها، فكان لهم عدة منهجيات في كيفية التعامل مع الوقع الجديد وهو ظهور الصحوة الإسلامية، وتعامل مع التراث الذي يعدون الرجوع إليه نكسة وردة إلى الوراء، فكان ثمرة جهدهم الاتفاق على أنه يجب علينا تجاوز هذا التراث الذي يعبر عنه بأنه إسلامي، و أن نعلن موته، والانقطاع معه.

فالمصطلحات التي استجدت - إبان صحوة الأمة من رقدتها و رجوعها إلى الإسلام - لا مشكل فيها فإن ذلك مما تتطلبه المرحلة فكوننا لا نجد لهذه المصطلحات مثيلا في تراث الأمة قديما فإن يعود لطبيعة تلك المرحلة الماضية الزاهرة، فالأمة كانت صاحبة القيادة و السيادة فلا تحتاج إلى أن تصف شيء بأنه إسلامي مثل ما هو حاصل في زماننا هذا لأن الأمة كانت تحيى دينها في كل شيء فكانت لهذا الدين الهيمنة المطلقة على كل شيء فهو محدث التغير ومعطي التفسير.

فأما المرحلة المعاصرة التي تمر بها الأمة الآن فهيا مرحلة تحدي خطير من جهات متعددة ما هو داخلي ممثلا في شعارات (قومية، واشتراكية، ولبرالية، وإحداثية، وعلمانية) التي ظهر زيفها بعد عام 1967م فكان هذا التاريخ نقطة تحول في تاريخ الأمة في أن تطرح مشروعها الإسلامي على يد كثير من أبنائها الذين تكشف لهم زيف تلك الشعارات، ولعل سيد قطب – رحمه الله – نموذجا لمثل ذلك الجيل من أبناء الأمة.

فكان بدهيا أن ما كان يوصف بأنه قومي أو اشتراكي أو لبرالي أو حداثي أو علماني في ظل مثل هذا التحول أن توصف حيثيات المشروع الإسلامي بأنها إسلامية للبرهنة على الخصوصية، وصناعة هوية الأمة من جديد.

أما التحدي الخارجي فما هو إلا نموذجا يبرهن على مصداقية ما نذهب إليه من أصالة المشروع الإسلامي، فما إرادة الغرب الصارمة في وأده في مهده، إلا أدل دليلا على أنه يمثل التحدي الحضاري للمشروع الديمقراطي الغربي في كافة مجالات الحياة (في تصور الإنسان للكون و للإنسان ذاته و في تفاعل الإنسان مع الحياة في نشاطه المتعدد الأسري و الاجتماعي و السياسي والاقتصادي ... الخ) كل ما ذكر أتى الإسلام بما يشفي ويقنع، ويغني عن نتاج الحضارة الغربية، خاصة في مجال الدين والقيم، فلو صدق العزم منا لا أخرجنا من تراثنا كنوز من المعارف تحل مشاكلنا بل مشاكل عصرنا، نصفها بأنها إسلامية في استمدادها وفي تطبيقها، وما منازعة من ينازع في ذلك إلا هوى نفس غلب صاحبه، أو لم ينل من العلم ما يحقق به ما يرمي إليه.

وخاتمة ما قبل الخاتمة:

أن فتح سجالات باسم العلم أحيانا، أو الفكر أحيانا أخرى، مثل ما نحن بصدده فهذا مما نحن في غنا عنه، فالأولى بنا نحن شباب الأمة أن نعد أنفسنا إعدادا علمي رصين بعيدا عن مهازل الأفكار التي قد تم لفظها ردحا من الزمان أما اجترار الأقوال و الأفكار التي لا سمين فيها، فهذا مما ينبغي تجاوزه و الانقطاع عنه.

وختاما:

هذا والله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا.

ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[02 Jun 2006, 06:59 ص]ـ

أخي الكريم ..

لا بدّ من نحت لمسمىً ما، ولا بأس بنحت صحيح الدلالة!

ولكن الإعتراض على نحت مصطلح ما لأمر كان الله ورسوله قد جعل له اسماً .. ولا نختلف بأن استخدام المصطلح الذي أراده الله ورسوله أولى تأدباً وصحة وبلاغة! فمن حقي أن أُسمي مصرف، أو جهاز هضمي أو مذياع ... أو .. الفكر ...

لكن المشكلة أن أسمي الآية معجزة، أو الصلاة رياضة أو الزكاة تكافل اجتماعي .. أو الربا فوائد!!

و المصيبة أن نعبد ما ننحت فنقدمه، على قول الله والرسول ..

وشكراً لك!

ـ[ابو زيد]ــــــــ[02 Jun 2006, 03:08 م]ـ

اشكرك اخي خالد على مرورك

ولكن اخي لو قرأت مقالي بتمعن لعرفت ماذا اقصد

فإذا ما وسعنا النقد لكل ما يجد من مصطلح و لفظ بأسلوب هجائي من غير ما تحقيق فهذه سطحية فكرية مفرطة تنم أنا نجتر الكلام اجترارا، أما من كشف عن مصطلح مثقل بمضمون من المعنى لا استقامة فيه فهذا مطلب لا جدال في أهمية حصوله،وجودة مثل هذا النقد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير