تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فإذا تقدم هذا فلنبدأ بوضع منهج علمي متكامل للإجازة الصيفية حتى يستغل الوقت بأهم ما يكون؛ لأن الوقت مهمٌ على طالب العلم؛ فهو رأس ماله، ولأن الوقت زمن تحصيل الأعمال والأرباح، بل هو الحياة كلها، وقد أقسم الله بأجزائه بالليل والنهار والفجر والضحى والعصر والشفق.

فأقول إذن: لا بد من سماع الشريط الإسلامي والاهتمام به فهو من أعظم الطرق الموصلة للعلم، وليكن لك مكتبة صوتية مهمة للعلوم الشرعية، واحرص على دروس الشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ عبد الله السعد والشيخ عبد الكريم الخضير.

مع الحرص على سماع أشرطة الدعاة المبرزين مثل الشيخ عائض القرني والشيخ علي القرني والشيخ إبراهيم الدويش.

ولا بد لطالب العلم من مخزون حفظي فيفضل حفظ بعض المتون المهمة، مثل الأربعين النووية وبلوغ المرام ورياض الصالحين والعقيدة الطحاوية.

وليكن أول همك حفظ كتاب الله، أما كيف تحفظ القرآن الكريم:

1. أخلص قصدك في حفظه لوجه ربك تبارك وتعالى.

2. قلل المحفوظ يومياً.

3. راجع في آخر النهار كل يوم.

4. ليكن لك زميل يسمّع لك وتُسمّع له.

5. استمع لشريط القرآن المسجل كثيراً، أو لقناة المجد للقرآن.

6. صلِّ بما تحفظ من الفرائض والنوافل وتهجد به من الليل.

7. إقرأ تفسير الآيات المحفوظة ليساعدك على الحفظ.

واعلم أن عبادة طالب العلم الذكر؛ إذ إن من أعظم النوافل لطالب العلم ذكر الله عز وجل دائماً قائماً وقاعداً وعلى جنبه؛ لأن طالب العلم كثير التنقل ربما شُغل عن نوافل الصلاة والصيام فالله الله في الذكر في كل طرفة ولمحة؛ فإنه أعظم لك على طاعة الله تعالى وكاف لك عن المعاصي، وهو من أعظم السبل لتثبيت العلم.

ولابد لك أن تقرأ في هذه الإجازة الصيفية كتاباً كاملاً في كل فن فالتفسير عليك بكتاب تيسير الكريم الرحمن.

والعقيدة عليك بشرح العقيدة الطحاوية.

والمتون النبوية عليك برياض الصالحين وبلوغ المرام، ولا تغفلن عن جامع العلوم والحكم.

والفقه عليك بكتاب الملخص الفقهي، أو الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز.

والأصول عليك بكتاب شرح الأصول في علم الأصول أو الوجيز.

والنحو عليك بشرح الآجرومية وشرح قطر الندى.

والسيرة عليك بالرحيق المختوم.

والمصطلح عليك بإختصار علوم الحديث.

وغيرها من الكتب النافعة الماتعة مثل كتاب زاد المعاد، وكتب الموضوعات وكتب الحديث المتنوعة، مع متابعة قناة المجد للحديث ومتابعة كتب الفتاوى المعتمدة وبرنامج الجواب الكافي.

ولا بد من تدريب النفس على الدعوة والإلقاء.

واختم كلامي بنصائح من مقدمتي لرياض الصالحين: ((وأنا أنصح كل مسلم بالاهتمام بهذا الكتاب العظيم كتاب " رياض الصالحين "، وأنصح بمداومة قراءته مرة بعد مرة، والاهتمام بحفظ أحاديثه، وعلى صاحب العائلة أنْ يفقّه عائلته بهذا الكتاب. وكذا أنصح كل مسلم بالاهتمام بتوحيد الله ((فَإنَّ التَّوحيدَ حقيقتُهُ: أَنْ تَرى الأُمورَ كُلَّها مِنَ اللهِ تَعالى رؤيةً تقطعُ الالتفاتَ عن الأسبابِ والوسائطِ، فلا ترى الخيرَ والشَّرَّ إلاَّ منه تعالى. وهذا المقامُ يُثمرُ التوكُّلَ، وتركَ شِكايةِ الخلقِ، وتركَ لومِهِم، والرِّضا عن اللهِ تعالى، والتّسليمَ لحكمِه.

وإِذا عرفتَ ذلكَ؛ فاعلمْ أَنَّ الرُّبوبيَّةَ منه تعالى لعبادِهِ، والتَّألُّه من عبادِه له سبحانه، كما أَنَّ الرحمةَ هي الوصلةُ بينهم وبينَهُ U .

واعلَم أَنَّ أَنْفسَ الأَعمالِ، وأَجلَّها قدراً: توحيدُ اللهِ تعالى غَير أَنَّ التوحيدَ له قِشران:

الأوَّل: أَنْ تقولَ بِلِسَانِك: ((لا إله إلاَّ اللهُ)) ويُسمَّى هذا القولُ: توحيداً، وهو مناقضُ التَّثْليثِ الذي تعتقدُه النَّصارى.

وهذا التوحيدُ يصدُرُ – أَيضاً – من المنافقِ الَّذي يُخالفُ سرُّه جهرَه.

والقِشْرُ الثَّاني: أَنْ لا تكونَ في القلبِ مخالفةٌ، ولا إِنكارٌ لمفهومِ هذا القولِ، بل يشتملُ القلبُ على اعتقادِ ذلك، والتصديق به، وهذا هو توحيدُ عامةِ النَّاسِ.

ولُبابُ التَّوحيد: أَنْ يَرى الأُمورَ كُلَّها من اللهِ تعالى، ثم يقطعُ الالتفاتَ عن الوسائطِ، وأَنْ يعبدَه سبحانه عبادةً يفردُه بها ولا يعبد غيرَه)).

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير