أخي قارئ هذا الكتاب، يقول الله تعالى في كتابه العزيز:) أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ([الحديد: 16] فأنت أيها المسلم الغيور تتميز عن غيرك من الناس بسمات الشرف والكرامة والغيرةِ على نفسك وعلى إخوتك المسلمين، فاحرص كل الحرص على أنْ لا تفوتك فرصة كسب الثواب من الله بنشر ما يرضيه سبحانه، واعلم أخي الكريم:) إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (الإسراء: 36 [.
أخي الكريم: إنَّ رحمة الله لا تنال بالأماني ولا بالأنساب ولا بالوظائف ولا بالأموال، إنما تنال بطاعة الله ورسوله واتباع شريعته وذلك يكون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلنحذر جميعاً كل ما يغضب الله ولنمض إلى الله قدماً بلا تردد بتوبة صادقة قبل فوات الأوان) فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (] النور: 63 [، واعلم أنَّ الله خلق لكل إنسان أنفاساً معدودة وساعات محدودة، عند انقضائها تقف دقات قلبه، ويطوى سجله، ويحال بينه وبين هذه الدار، إما إلى دار أنس وبهجة، وإما إلى دار شقاء ووحشة، فمن زرع كلمات طيبة وأعمالاً صالحة أدخله الله الجنة ونعّمه بالنعيم المقيم، ومن زرع أعمالاً سيئة وكلمات قبيحة دخل النار، قال تعالى:] وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً [[الكهف: 29] وتذكّر قوله تعالى:] فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [[الزلزلة: 7 - 8] فكل ما تعمله في هذه الدنيا الفانية تنال جزاءه إن خيراً فخير وإن شراً فشرٌ، وتذكّر دائماً أنَّ الحياة نفس يذهب ولا يرجع، ولا ينفع الندم بعدها فاعمل لنفسك ولا تقدّم ما يفنى على ما يبقى.
أخي الكريم: إنَّ أجمل سعادة وأعظم لذة يجدها الإنسان في هذه الحياة الفانية هي طاعة الله ومحبته والقرب إليه وكثرة الدعاء وقد صرّح تائبون كثيرون بأنّهم وجدوا أعظم متعة تمتعوها هي القرب إلى الله تعالى وحسن الظن به وكثرة مراقبته، وأكثِرْ من الدعاء والذكر والاستغفار فلك في كل تسبيحة عشر حسنات، حاولْ أنْ لا تجعل وقتك يذهب سدى، أكثرْ من قراءة القرآن فلك في كل حرف عشر حسنات، اقرأْ كتب العلم والأحاديث النبوية، فَقِّه نفسك بأمور دينك، عليك بكثرة التطوع والإكثار من صلاة النافلة، وقد قال النبي r : (( إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة وحط عنك بها خطيئة)). كُنْ داعياً إلى الله تعالى، كُنْ آمراً للناس بالمعروف وناهياً لهم عن المنكر، قال تعالى:] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [[فصلت: 33]، إياك وأعراض الناس لا تذكر أحداً بسوء، ولا تغتب أحداً، ولا تؤذي أحداً، وقد قال النَّبيُّ r : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده))، وقال أيضاً:
((كل المسلم على المسلم حرام دمه وعرضه وماله))، وهذا نبينا الكريم
قد حذرنا من احتقار المسلمين فقال: ((بحسب امرئ من الشر أنْ يحقر أخاه المسلم)) فإذا كان استحقاره عظيماً عند الله فكيف بإنزال الضُّرِّ به.
كُنْ رقيباً على نفسك ولسانك فكل كلام تنطقه تحاسب عليه إنْ كان
خيراً فخيرٌ وإنْ كان شراً فشرٌ، وقد قال النَّبيُّ r : (( إنَّك لم تزل سالماً ما سكت، فإذا تكلمت كتب لك أو عليك))، وقال أيضاً: ((رحم الله عبداً قال خيراً فغنم أو سكت عن شر فسلم)) حافِظْ على نظرك فلا تنظر إلى محرّم، وحافظ على سمعك فلا تسمع محرّماً، قال تعالى:) إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً (] الإسراء: 36 [. حافظ على جوارحك فلا تفعل محرّماً. ولا تنظر إلى صغر المعصية وتحسب الأمر هيناً، ولكن انظر إلى من تعصي.
الزم هذا الدعاء: ((اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة)).
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ـ[علال بوربيق]ــــــــ[12 Jun 2006, 12:33 م]ـ
السلام عليكم شيخنا ماهرياسين الفحل عهدناك في ملتقى أهل الحديث الباحث النجاث والمدقق المحقق، وها أنت هنا الناصح الأمين، فجزاك الله كل خير. كيف حال مركزكم الخادم للسنة النبوية المطهرة، اللهم احفظ العراق وأهله. اللهم احفظ العراق وأهله. اللهم احفظ العراق وأهله والذي نفسي بيده ما تركنا الدعاء لهم أبدا فلسان حالنا يقول:
وكلما ذكر اسم الله في بلد **** عددت أرجائه من لب أوطاني
أنظر- غير مأمور بريدكم الخاص-
لما قرأت نصائحكم ذكرت قول الوزير الصالح ابن هبيرة رحمه الله:
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه **** وأراه أسهل ما عليك يضيع
¥