تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

اختلف العلماء في هذه المسألة، من حيث الأصل أنّ سطح الشيء يأخذ حكمه، لكن ظهر وتبيّن أنّه إذا كان الأمر متعلّقا بموضع في المكان لم يأخذ الأعلى حكم الأسفل، إذا تعلّق بالمكان نفسه مثل الحشّ ودورة المياه فإن النهي للنجاسة، وإذا صلّى على السطح وجد الحائل، ومن هنا فرّق بين ما يكون المعنى فيه في الموضع، ويختصّ الحكم به، وبين ما لا يكون المعنى فيه - أي الذي يكون الحكم فيه متعلّقاً بالشيء، فإنّه يشمل أعلاه وأسفله، فأنت إذا أردت أن تطوف بالبيت تطوف بالدور الأوّل وتطوف بالدور الثاني، وإذا اعتكفت في المسجد يجوز لك أن تصعد إلى سطحه؛ لأنّ أعلاه وأسفله واحد، وقد دلّت السنّة على أنّ أعلى الشيء آخذ حكم أسفله، وأنّ أسفله آخذ حكم أعلاه؛ ولذلك قال: ((من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه يوم القيامة من سبع أراضين)) فجعل الأسفل تابعا للأعلى، ومن هنا يفرّق بين ما يقصد فيه الموضع وما لا يقصد فيه الموضع، وظهر لنا أخيرا أنّ الحمّام ودورات المياه يقصد بها المكان بعينه، ولذلك إذا وجد الحائل أو صلّى على سطحها الأشبه أنّها لا يحكم ببطلان الصلاة ولكن الورع أن لا يفعل ذلك. والله تعالى أعلم.

السؤال الخامس:

سماحة الشيخ هذا سائل يقول: توفيت والدتي وتركت الذهب الذي لها منذ عشر سنين، ولم أدر هل عليه زكاة أم لا فما الحكم. وجزاكم الله خيرا؟

الجواب:

هناك ملاحظتان: الأول: سماحة الشيخ، هذا للعلماء الكبار، هذا مصطلح يعني ينبغي أن يناط بالأئمة والعلماء الذين عرف تقدمهم في العلم وتبرزهم. أنا عبد، حقير، فقير، ضعيف، لا تضعوني في غير موضعي، علامة! سماحة الشيخ! والله لو حاسبنا الله وأقسم بالله يمينا أسأل عنها بين يدي الله، لو حاسبنا الله عن كلمة شيخ لكنا من الهالكين.

ثانيا: لا يقتلنا الإنسان بالغرور، ولا يغتر الإنسان بشيخه أو بمن يطلب على يده، هذه أمانة ومسؤولية، كلمة ثقيلة عظيمة،كلمة سماحة، علامة، إذا كان الشيخ ابن إبراهيم - رحمة الله عليه رحمه الله برحمته الواسعة - يقول الوالد - رحمه الله -: ما رأيت عالما ملأ عيني علما وعملا مثل الشيخ ابن إبراهيم، وكان آية من آيات الله في: العلم، والعمل، والورع، والقوة في الحق، ومع هذا موجود كتابه،كان يستثقل ويستكثر أن يقال له: سماحة، وهو - والله - في جلالته وعلمه وفضله أهل للسماحة، وفي كرمه وفضله ونبله،كان آية من آيات الله بالكرم والجود والإحسان والبر بطلاب العلم وأهل العلم - نسأل الله برحمته الواسعة، وأن يجزيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء -، وإذا كان هذا الإمام العالم يستكثر على نفسه هذا، وهو أهل لذلك، وأوصي طلاب العلم أن يتقوا الله في مشايخهم، وفيمن يطلبون على أيديهم العلم.

إنه لا يليق بالمسلم إلّا النصيحة، ومن النصيحة: أنّه إذا استفاد من علم العالم أن لا يقتله، من مدح الناس في وجوههم قتلهم، ومن أثنى عليهم وزكّاهم فوق قدرهم أهلكهم، فعليه أن يتّقي الله - U - إذا دنا الخير من العالم أن لا يورده الموارد، وأن يضعه في نفسه هذا تنبيه عامّ، ونسأل الله بعزّته وجلاله أن يجبر كسرنا، وأن يرحم ضعفنا، وأن لا يغرّنا بما يظن الناس فينا ويقولون.

الأمر الثاني: بالنسبة للذّهب المسئول عنه، هذا فيه تفصيل: من حيث الأصل لا نحكم بأنّه تجب فيه الزكاة إلّا إذا تبيّن أن الأمّ لم تكن تزكّي، وإذا تبيّن أنّ الأمّ لم تكن تزكّي يشترط أن لا تكون تعتقد وجوب الزكاة، فإذا سألت عالما وأسقط الزكاة في الحلي، وقال: الحلي لا زكاة فيه، وهو قول الجمهور - رحمهم الله -، والصحيح أنه تجب فيه الزكاة؛ لأنّ حديث: ((ليس للحلي زكاة)) من رواية أيّوب بن عافية وهو ضعيف، والأصل وجوبها، وحديث المسكتان واضح في الدلالة على الوجوب، فإذًا هناك شرطان: الشرط الأول: أن تكون الأمّ لا تعتقد وجوب الزكاة، فإذا كانت لا تعتقد وجوب الزكاة أو سألت علماء أو من بيئة يعرف فيها أنّهم لا يزكون؛ لأنّ علماءهم ومشايخهم على ذلك لم تجب عليكم الزكاة؛ لأنّكم تؤدّونها قضاءً، وهي لم تثبت أداء حتى تؤدّى قضاء، فإذا ثبت أنّ الأمّ كانت تعتقد وجوب الزكاة ينبغي أن تتأكّدوا أنهّا لم تخرج الزكاة، وأمّا شّك نقول إنهّا توفيّت وعندها حلي ما تؤدي زكاتها

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير