تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في الملأ الأعلى حينما يدخل السرور عليهما، ويسعى في رضاهما، ويمسي ويصبح وهو يفكّر كيف يرض أباه وأمّه، وكيف يدخل السرور على الوالدين، ما خرج منهما إلاّ بدعوة صالحة، ولا قام بين أيديهما إلاّ بالرضا التامّ الكامل، فلا يزال يرضيهما حتىّ يرضى الله عنه، ثم يحبّه ويضع له القبول.

يحبّ الله عبده إذا كفكف دموع اليتامى، وجبر به قلوب الأرامل والثكالى، إذا ستر العورات، وفرّج الكربات، وسعى في دفع الهموم عن المؤمنين والمؤمنات، يتألمّ لآلامهم، ويتأسّى لمآسيهم، وكأنّه جراح أصابته، وهموم نزلت به، فلا يرتاح له بال، ولا يهنأ له عيش، يدعو للمسلمين، ويسعى في جلب الخير إليهم، ويتمنّى لهم كلّ خير.

يحبّ الله عبده إذا طلب العلم، وحرص على أن يكون عالما بكتابه وسنّة نبيّه - r - .

يحب ّالله عبده إذا أمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، فذكر الناس بربّهم، وأخذ بمجامع قلوبهم إلى جنّته ورحمته ودار كرامته.

يحبّ الله عبده إذا كان على السبيل الأقوم، والسبيل الأمثل الأسلم.

يحبّ الله عبده، ولن تنال محبّته بالتشهّي، ولا بالتمنيّ، ولا بالتزكية.

يحب ربّك المتواضعين الذين مهما ارتفعت درجاتهم نزلوا إلى الناس محبّة وإحسانا وبرّا، فلم يزدهم الخير إلاّ برّا و وإحسانا بالناس لا تعاليا ولا غرورا، فإذا وجد العبد من نفسه هذه الصفات حمد الله - I-، وسأل الله أن يزيده من فضله، وإذا لم يجد ذلك سأل الله - U - أن يجبر كسره، وأن يحسن عمله، حتى يبلغ مراتب المحبّين والمحبوبين، ألا وإن من أعظم ما يستدرّ به محبّة الله: الصبر، فمن كان من الصابرين تبوّأ محبّة ربّ العالمين.

الصابر على طاعة الله، الصابر على بلاء الله وقضاء الله وقدر الله، الصابر عن معصية الله، فإذا استجمع ذلك استجمع محبّة الله.

الّلهمّ إنّا نسألك بعزّتك وجلالك أن تجعلنا من أحبابك، اللّهمّ حببّنا إليك، وارزقنا حبّك، وحبّ من يحبّك، يا أرحم الراحمين، اشملنا بعفوك وبرك أحياء وأمواتا، برحمتك يا أرحم الراحمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلم وبارك على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير