تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن الأدلّة على أنه يجوز التّنفل إلى أن يجلس الخطيب: قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((من بكّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ثم قال: فصلذى ثم دنا وأنصت)).

فقال: ((فصلّى)): أي صلّى ما كتب له ثم دنا وأنصت، فاتّصلت الصلاة بدنوّه وإنصاته من الخطيب، وهذا يدلذ على أنذ الوقت وقت صلاة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((فإذا طلعت الشمس فصلّ فإنذ الصلاة حاضرة مشهودة حتى ينتصف النهار فأمسك عن الصلاة، ثم صلذ فإن الصلاة حاضرة مشهودة)) فهذا هو الأصل يجوز له أن يصلذي بعد الأذان الأول وبين الأذان الأول والثاني، ولا أحفظ - حسب علمي - أحدا من أهل العلم يقول: إن الصلاة بين الأذان الأوّل والثاني من الجمعة بدعة من المتقدّمين والسلف، ولذلك الأصل جواز هذه الصلاة، وأنّه لا بأس به.

ومن العلماء من قال -كما هو قول بعض الشافعيّة رحمهم الله -: إنّه يسنّ أن يصلّي بين الأذان الأوّل والثاني؛ لأنّ النّبي قال: ((بين كلّ أذانين)) كما أشار الحافظ ابن حجر - رحمه الله - إلى ذلك في شرحه للصحيح فقالوا: ((بين كلّ أذانين)) وأذان عثمان مشروع بإجماع الأمّة، وعلى هذا يشرع أن يصلّي عندهم، ولكن الجمهور ردّوا هذا وقالوا إنّه يصلّي تنّفلا مطلقا، أنّه يصلّي وليس للجمعة سنّة راتبة قبليّة ولا صلاة مستحبّة قبليّة بعينها، وإنّما يتنّفل تنفّلا عامّا. والله تعالى أعلم.

السؤال الحادي عشر:

فضيلة الشيخ: كيف ينال العبد محبّة الله لكي ينادى باسمه في الملأ الأعلى: أنّ الله يحبّ فلان. وجزاكم الله خيرا؟

الجواب:

محبّة الله تبارك وتعالى بيّن الله - U - في كتابه، وعلى لسان رسوله سبلها، وموجباتها، بيّن - I- ما يدعو إلى محبّته، ويوجب للعبد أن ينال هذه المنزلة الشريفة المنيفة منه - I - : أن يحبّه الله، وإذا أحبّه الله - Y - نادى في السماء، فصعق من في السماوات، وصعد جبريل، وقال الله له: يا جبريل، إنيّ أحبّ فلانا فأحبّه، فينادى باسمه في الملأ الأعلى: أن الله يحبّه، فينادي جبريل: يا أهل السماء، إن الله يحبّ فلانا فأحبّوه، وليتصور المسلم إذا نودي باسمه في الملأ الأعلى، وذكره الله - Y - باسمه، فأي منزلة، وأي مكانة، وأي فضل حازه هذا العبد السعيد.

ينادي الله - Y - أن الله يحبّ عبده إذا أقام الصلاة وآتى الزكاة، وأطاع الله ورسوله - r - ، ينادي الله باسمه حينما يراه صوّاما قوّاما أوّاها مخبتا منيبا إليه - I - ، ينادي سبحانه باسمه حينما يراه كثير التلاوة للقرآن خاشعا من كلام الرحمن، لا يسمع آية من كتاب الله إلا انفطر لها قلبه، وأصغى لها سمعه، وأشهد لها جنانه، وحرّك بما فيها من ذكره سبحانه لسانه.

يحبّه الله - Y - حينما يكون عفيف الجنان، عفيف اللسان، عفيف الجوارح والأركان، عن أهل الإسلام والإيمان، حينما يراه الله في صباحه ومسائه لا يؤذي المسلمين بلسانه، لا يسبّ، ولا يشتم، ولا يغتاب، يمسي ويصبح وليس في صحيفة عمله زلّة على مسلم، ولا أذيّة لمسلم، يمسي ويصبح يحب للمسلمين ما يحب لنفسه، ويكره لهم ما يكره لنفسه.

يحبّه الله إذا أحبّ أولياءه، إذا أحب ملائكته، وأحبّ أنبياءه، وأحبّ رسله، وأحبّ عباده الصالحين، وقف ابن عمر - رضي الله عنهما - على الصفا، وقال: اللّهمّ حببّني إليك، وحببنّي إلى ملائكتك، وحببّني إلى أنبيائك، وإلى رسلك، وإلى عبادك الصالحين، ثم قال: اللّهمّ ارزقني حبّك، وحبّ ملائكتك، وحبّ أنبيائك، وحبّ رسلك، وحبّ عبادك الصالحين.

يحبّ الله من أحبّه، وأحبّ أولياءه، فالذي يحبّ الأنبياء والعلماء والصلحاء والأتقياء، فيحبّ لهم الخير، ويظنّ بهم الخير، يحبّه الله - Y - ، فإذا أراد الله - U - بعبده أن يحبّه هيّأه للمحبّة، حينما يؤدّي حقوق الله- Y - كاملة غير منقوصة، أيّ حبيب إذا نادى عليه منادي الله في صلاته نسي دنياه وأهله وماله، وأقبل على بيوت الله - U - ، فإذا كملت محبّة الله له لم ينادِ منادي الله إلا وهو في مسجده، ولم ينادِ منادي الله إلاّ وهو قائم في بيت من بيوت الله - U - ، يسبحّ ربّه بالغدوّ والآصال لا تلهيه تجارة ولا بيع عن ذكر الله - U -. يحبّ الله عبده إذا كان بارا بوالديه، فلا يزال يرضي والديه حتّى ينادي الله - U - باسمه

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير