فحولوا بينهم وبين ذلك وأنسوهم إياه، واستعينوه عليهم بالشهوة والغضب، وأبلغ أسلحتكم فيهم وأنكاها الغفلة واتباع الهوى، وأعظم أسلحتهم فيكم وأمنع حصونهم ذكر الله ومخالفة الهوى، فإذا رأيتم الرجل مخالفاً لهواه فاهربوا من ظله ولا تدنوا منه.
والمقصود أن الذنوب والمعاصي سلاح ومدد يمد بها العبد أعداءه ويعينهم بها على نفسه فيقاتلونه بسلاحه ويكون معهم على نفسه وهذا غاية الجهل.
ما يبلغ الأعداء من جاهل = ما يبلغ الجاهل من نفسه
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:56 م]ـ
إطلاق البصر
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في المدارج:
... فأطلق عنان طرفه في ميادين محاسن المنظور، وأسام طرف ناظره في تلك الرياض والزهور، فتعدى المباح إلى القدر المحظور، وحام حول الحمى المحوط المحجور، فصار ذا بصر حائر، وقلب عن مكانه طائر، أرسل طرفه رائدا يأتيه بالخبر فخامر عليه وأقام في تلك الخيام، فبعث القلب في آثاره فلم يشعر إلا وهو أسير يحجل في قيوده بين تلك الخيام، فما أقلعت لحظات ناظره حتى تشحط بينهن قتيلا، وما برحت تنوشه سيوف تلك الجفون حتى جندلته تجديلا، هذا خطر العدوان وما أمامه أعظم وأخطر، وهذا فوت الحرمان وما حرمه من فوات ثواب من غض طرفه لله عز وجل أجل وأكبر، سافر الطرف في مفاوز محاسن المنظور إليه فلم يربح إلا أذى السفر، وغرر بنفسه في ركوب تلك البيداء وما عرف أن راكبها على أعظم الخطر، يا لها من سفرة لم يبلغ المسافر منها ما نواه، ولم يضع فيها عن عاتقه عصاه، حتى قطع عليه فيها الطريق، وقعد له فيها الرصد على كل نقب ومضيق، لا يستطيع الرجوع إلى وطنه والإياب، ولا له سبيل إلى المرور والذهاب، يرى هجير الهاجرة من بعيد فيظنه برد الشراب، ?حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب?، وتيقن أنه كان مغرورا بلامع السراب، تالله ما استوت هذه الذلة وتلك اللذة في القيمة فيشتريها بها العارف الخبير، ولا تقاربا في المنفعة فيتحير بينهما البصير، ولكن على العيون غشاوة فلا تفرق بين مواطن السلامة ومواضع العثور، والقلوب تحت أغطية الغفلات راقدة فوق فرش الغرور، ?فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور?!!
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 01:58 م]ـ
من أقوال السلف في النية
جاء في تزكية النفوس لأحمد فريد:
قال يعقوب: " المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته ".
قال السوسى: " الإخلاص فَقْدُ رؤية الإخلاص، فإن مَنْ شاهد فى إخلاصه الإخلاص فَقد احتاج إخلاصه إلى إخلاص ". وما ذكر إشارة إلى تصفية العمل من العُجْب بالفعل، فإن الإلتفات إلى الإخلاص، والنظر إليه عٌجْب، وهو من جملة الآفات، والخالص ما صفا عن جميع الآفات.
قال أيوب: " تخليص النيات على العُمّال أشد عليهم من جميع الأعمال ".
وقال بعضهم: " إخلاص ساعة نجاة الأبد، ولكنّ الإخلاص عزيزٌ".
وقيل لسهل: أى شىء أشد على النفس؟ قال: " الإخلاص،إذ ليس لها فيه نصيب ".
وقال الفُضَيْل: " ترك العمل من أجل الناس رياء، والعملُ من أجل الناس شرك، والإخلاص: أن يعافيك الله منهما ".
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: " أفضل الأعمال أداءُ ما افترض الله تعالى، والورعُ عما حرّم الله، وصدقٌ النية فيما عند الله تعالى ".
وقال بعض السلف: " رب عملٍ صغيرٍ تعظمه النية، وربّ عمل كبير تصغيره النية ".
وعن يحيى بن أبى كثير: " تعلّموا النية، فإنها أبلغ من العمل ".
وصحّ عن ابن عمر أنه سمع رجلاً عند إحرامه يقول: اللهم إنى أريد الحج والعمرة فقال له: " أتُعْلم الناس، أوَ ليس الله يعلم ما فى نفسك".
ـ[الطبيب]ــــــــ[11 Sep 2006, 02:02 م]ـ
مدح القائمين بالليل
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتاب المواعظ:
¥