تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[الطبيب]ــــــــ[19 Sep 2006, 01:11 م]ـ

الخوف لعظمة الله

قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه المواعظ:

إخواني: من علم عظمة الإله زاد وجله، ومن خاف نقم ربه حسن عمله، فالخوف يستخرج داء البطالة ويشفيه، وهو نعم المؤدب للمؤمن ويكفيه؛ قال الحسن: صحبت أقواماً كانوا لحسناتهم أن تُردَّ عليهم أخوف منكم من سيئاتكم أن تعذبوا بها. ووصف يوسف بن عبد المحسن فقال: كان إذا أقبل كأنه أقبل من دفن حميمه وإذا جلس كأنه أسير من يضرب عنقه وإذا ذكرت النار فكأنما لم تخلق إلا له. وكان سميط إذا وصف الخائفون يقول: أتاهم من الله وعيد وفدهم فناموا على خوف وأكلوا على تنغصٍ. واعلم أن خوف القوم لو انفرد قتل، غير أن نسيم الرجاء يروح أرواحهم، وتذكر الإنعام يحيى أشباحهم؛ ولذلك روي: (لَو وُزِنَ خَوفُ المؤمن ورجَاؤه لاعتدلا). فالخوف للنفس سائق والرجاء لها قائد إن ونت على قائدها حثها سائقها وإن أبت على سائقها حركها قائدها، مزيح الرجاء يسكن حر الخوف، وسيف الخوف يقطع سيف: (سوف) وإن تفكر في الإنعام شكر، وأصبح للهم قد هجر، وإن نظر في الذنوب حذر، وبات جوف الليل يعتذر.

ـ[الطبيب]ــــــــ[19 Sep 2006, 01:22 م]ـ

يعفى للمحب ما لا يعفى لغيره

قال ابن القيم رحمه الله في المدارج:

يعفى للمحب ولصاحب الإحسان العظيم ما لا يعفى لغيره ويسامح بما لا يسامح به غيره وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: انظر إلى موسى صلوات الله وسلامه عليه رمى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها، وجر بلحية نبي مثله وهو هارون، ولطم عين ملك الموت ففقأها، وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمد ورفعه عليه وربه تعالى يحتمل له ذلك ويحبه ويكرمه ويدلله لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة أعدى عدو له وصدع بأمره وعالج أمتي القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة، فكانت هذه الأمور كالشعرة فى البحر، وانظر إلى يونس بن متى حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى غاضب ربه مرة فأخذه وسجنه في بطن الحوت ولم يحتمل له ما احتمل لموسى.

وفرقٌ بين من إذا أتى بذنب واحد ولم يكن له من الإحسان والمحاسن ما يشفع له وبين من إذا أتى بذنب جاءت محاسنه بكل شفيع كما قيل:

وإذا الحبيب أتى بذنب واحد=جاءت محاسنه بألف شفيعفالأعمال تشفع لصاحبها عند الله وتذكر به إذا وقع في الشدائد قال تعالى عن ذي النون ? فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون ?، وفرعون لما لم تكن له سابقة خير تشفع له وقال:? آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل ? قال له جبريل: ? آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ?!!

ملاحظة:

ينبغي ألا يفهم من كلام شيخ الإسلام ما لا يليق في حق نبي الله يونس عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، وإنما هو تفضيل لموسى عليه السلام وهو بيّنٌ واضح إن شاء الله. [الطبيب]

ـ[الطبيب]ــــــــ[19 Sep 2006, 01:26 م]ـ

تواصي السلف بالتقوى

قال الشيخ أحمد فريد حفظه الله في كتاب (التقوى):

قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ولم يزل السلف الصالحون يتواصون بها:

كان أبو بكر رضى الله عنه يقول فى خطبته: أما بعد فإنى أوصيكم بتقوى الله، وان تثنوا عليه بما هو أهله، وان تخلطوا الرغبة بالرهبة، وتجمعوا الإلحاف بالمسالة، فإن الله عز وجل أثنى على زكريا وأهل بيته فقال: ? إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ?.

ولما حضرته الوفاة وعهد إلى عمر دعاه فوصّاه بوصيته، وأول ما قاله له: اتق الله يا عمر.

وكتب عمر إلى ابنه عبد الله: أما بعد، فإنى أوصيك بتقوى الله عز وجل، فإنه من اتقاه وقاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده، واجعل التقوى نصب عينيك، وجلاء قلبك.

وكتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل: أوصيك بتقوى الله عز وجل، والتى لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثاب إلا عليها، فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل، جعلنا الله وإياك من المتقين.

ولما ولي خطب فحمد الله وأثنى عليه وقال: أوصيكم بتقوى الله عز وجل، فإن تقوى الله عز وجل خُلف من كل شئ، وليس من تقوى الله خُلف.

وقال رجل ليونس بن عبيد: أوصنى، فقال: أوصيك بتقوى الله والإحسان، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.

وكتب رجل من السلف إلى أخ له: أوصيك بتقوى الله فإنها من أكرم ما أسررت، وأزين ما أظهرت، وأفضل ما ادخرت أعاننا الله وإياك عليها وأوجب لنا ولك ثوابها.

وقال شعبه: كنت إذا أردت الخروج قلت للحكم: ألك حاجة فقال:

أوصيك بما أوصى به النبى صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل:

(اتق الله حيث ما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن).

وقال ابن القيم رحمه الله: ودع ابن عون رجلاً فقال:

عليك بتقوى الله فإن المتقى ليست عليه وحشة.

وقال زيد بن أسد: كان يقال: من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا.

وقال الثورى لابن أبى ذئب: إن اتقيت الله كفاك الناس، وإن اتقيت الناس لن يغنوا عنك من الله شيئاً.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير