تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لعل عتبك محمود عواقبه=وربما صحت الأجسام بالعلل

يا آدم إنما ابتليتك بالذنب لأني أحب أن أظهر فضلي وجودي وكرمي على من عصاني [لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفر لهم].

يا آدم كنت تدخل علي دخول الملوك على الملوك ... واليوم تدخل علي دخول العبيد على الملوك!!

يا آدم إذا عصمتك وعصمت بنيك من الذنوب فعلى من أجود بحلمى وعلى من أجود بعفوي ومغفرتي وتوبتي؟

وأنا التواب الرحيم ..

يا آدم لا تجزع من قولي لك: ? اخرج منها ? فلك خلقتها ولكن اهبط إلى دار المجاهدة وابذر بذر التقوى وأمطر عليه سحائب الجفون فإذا اشتد الحب واستغلظ واستوى على سوقه فتعال فاحصده.

يا آدم ما أهبطتك من الجنة إلا لتتوسل إلي في الصعود، وما أخرجتك منها نفيا لك عنها، ما أخرجتك فيها إلا لتعود، إن جرى بيننا وبينك عتب وتناءت منا ومنك الديار فالوداد الذي عهدت مقيم، والعثار الذى أصبت جيار.

يا آدم ذنب تذل به لدينا أحب إلينا من طاعة تدل بها علينا ...

يا آدم أنين المذنبين ... أحب إلينا من تسبيح المدلين ...

(يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى ...

يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك ...

يا ابن آدم لو لقيتنى بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بى شيئا أتيتك بقرابها مغفرة).

ويذكر عن بعض العباد: أنه كان يسأل ربه في الطواف بالبيت أن يعصمه ثم غلبته عيناه فنام فسمع قائلا يقول: (أنت تسألني العصمة وكل عبادي يسألونني العصمة فإذا عصمتهم فعلى من أتفضل وأجود بمغفرتى وعفوى؟!

وعلى من أتوب؟

وأين كرمي وعفوي ومغفرتي وفضلي؟

ونحو هذا من الكلام ...

يا ابن آدم إذا آمنت بي ولم تشرك بي شيئا أقمت حملة عرشي ومن حوله يسبحون بحمدي ويستغفرون لك وأنت على فراشك).

وفي الحديث العظيم الإلهى حديث أبى ذر: (يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فمن علم أني ذو قدرة على المغفرة غفرت له ولا أبالي ? قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاإنه هو الغفور الرحيم ? [الزمر: 53] يا عبدي لا تعجز فمنك الدعاء وعلي الإجابة ومنك الاستغفار وعلي المغفرة ومنك التوبة وعلي تبديل سيئاتك حسنات).

ـ[الطبيب]ــــــــ[13 Jan 2007, 08:54 م]ـ

أقوال في التقوى

جاء في كتاب التقوى لأحمد فريد:

سئل أبو هريرة عن التقوى فقال:

هل أخذت طريقاً ذا شوك؟ قال: نعم، قال: فكيف صنعت؟ قال: إذا رأيت الشوك عزلت عنه أو جاوزته أو قصرت عنه: قال ذاك التقوى.

وقال بن مسعود في قوله تعالى:? اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ?:

قال: أن يطاع فلا يعصى، ويذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر.

قال طلق بن حبيب: إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى. قالوا: وما التقوى؟ قال: أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.

وقال ابن القيم رحمه الله:

وأما التقوى فحقيقتها العمل بطاعة الله إيماناً واحتسابا، أمراً ونهياً، فيفعل ما أمر الله به إيماناً بالأمر وتصديقاً بوعده، ويترك ما نهى الله عنه إيماناً بالنهي وخوفا من وعيده.

وقال مجاهد: هو أن يطاع فلا يعصى وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر.

قال أبو الدرداء: تمام التقوى أن يتقي اللهَ العبدُ حتى يتقيه من مثقال ذرة، وحتى يترك بعض ما يرى أنه حلال خشية أن يكون حراماً، يكون حجاباً بينه وبين الحرام، فإن الله قد بين للعباد الذى يصيرهم إليه فقال:

? فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ?.

فلا تحقرن شيئاً من الخير أن تفعله ولا شيئاً من الشر أن تتقيه.

وقال ميمون بن مهران: المتقي أشد محاسبة لنفسه من الشريك الشحيح لشريكه.

قال ابن المعتمر:

خل الذنوب صغيرها=وكبيرها ذاك التقى

واصنع كماش فوق=أرض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرنّ صغيرة=إن الجبال من الحصىوقال الإمام أحمد رحمة الله: التقوى هى ترك ما تهوى لما تخشى.

وقيل: هي الخوف من الجليل، والرضا بالتنزيل، والإستعداد ليوم الرحيل.

وقيل: هي أن لا يراك الله حيث نهاك، ولا يفقدك حيث أمرك.

وقيل: هي علم القلب بقرب الرب.

لا تحقرنّ من الذنوب صغيراً=إن الصغير غداً يعود كبيراً

إن الصغير ولو تقادم عهده=عند الإله مسطّرٌ تسطيراً

فازجر هواك عن البطالة لا تكن=صعب القياد وشمّرن تشميراً

إن المحب إذا أحب إلهه=طار الفؤاد وألهم التفكيراً

فاسأل هدايتك الإله فتتئد=فكفى بربك هادياً ونصيراً

ـ[الطبيب]ــــــــ[13 Jan 2007, 09:18 م]ـ

تذكّر يا عامل

قال ابن الجوزي رحمه الله في (المواعظ) بتصرف:

يا من له قلبٌ ومات، يا من كان له وقت وفات، أشرف الأشياء قلبك ووقتك، يا من َيَبكي عَلى الموتَى ويَترُكُ نفسه ويزعَمُ أَنَّ قَد قَلَّ عَنها عَزَاؤُهُ، ولَو كانَ ذا رأىٍ وعقلٍ وَفِطنَةٍ لكانَ عَليهِ لا عَليهِم بُكَاؤُهُ.

رئي سمنون يوماً على شاطئ دجلة وبيده قضيبٌ يضرب به فخذه حتى تبدد لحمه وهو يقول: كان لي قلب أعيش به ضاع مني في تقلبه رب فاردده على فقد عيل صبري في تطلبه وأغث ما دام لي رمقٌ يا غياثَ المستغاث به.

ابكِ على وقت كان قد صفا، وعلى قلب صار كالصفا، وعلى زمان تبدل فيه الوصل بالجفا، وعلى ربع خلا من اليقظة وعفا:

منَازلُ كنتُ أَهواها وآلَفُهَا=أَيَّامَ كُنتُ على الأَيَّام منصوراً ما تتوفى في سمين بدنك، حتى نسيت إدراجك في كفنك، ولا متعت نفسك بمواعيد المُنى، إلا بعد أن أسرك حُب الهوى، أما وعظك الزمان من بسطه وقبضه، أما أجد لك بجديد بعد الاعتبار ببعضه، أما تدرك الحين من طوله وعرضه يا عجباً كيف التذَّ خامل بغَمضِه، وكم طال يوم ما أُديََ بعض فرضِه، أما تعلم أنَّ الممات والحساب أمامك، فتهيأ للرحيل وأصلح خيامك، واحفظ مقالتي واقطع قطع المدى مدامك، واجتهد أن تنشر الإخلاص في المحل إلا على أعلامك، وصل صلاتك في الدجى واهجر للمنام منامك، ولا تترك ولو بت الليل عاصياً صيامك، وأحضر قلبك وسمعك وإن قلا من لامك، وأفق في زمان الإمكان قبل انثات العرى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير