تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شهر رمضان على صلاته مع الإمام، وذلك هو الصواب. ولكن أهل العلم سوى الطحاوي، جنحوا إلى ما ذهب إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين أمر أن تقام صلاة التراويح جماعة في أول الليل، وكلهم نص على أن ذلك أفضل، أعني أبا حنيفة ومالكا والشافعي وأحمد رحمهم الله، وقد نقل عن الإمام مالك رواية غير معتمدة في المذهب: بأن صلاتها في البيت أفضل ولكن أصحابه بينوا بأن المراد من ذلك على هذه الرواية، مشروط بمن قوي على ذلك، وليس كل الناس يقوى عليها، وبأنه مشروط بما إذا كانت المساجد لم تعطل من جراء ذلك، وإلا كانت الصلاة في البيت منفردا مفضولة مواهب الجليل 2\ 70، 71. . وهكذا ذكر النووي عن الشافعية قولا غير معتمد في المذهب، وقال: بأن ذلك مشروط، بأن يكون من فعل ذلك حافظا للقرآن ولا يخاف الكسل في أدائها لو انفرد، ولا تختل الجماعة في المسجد بتخلفه، فإن فقد شرطا من هذه الشروط فالجماعة أفضل بلا خلاف في المذهب المجموع 4\ 30. . (الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 295) وحينما سئل الإمام أحمد رحمه الله: عن تأخير صلاة التراويح قال: لا، سنة المسلمين أحب إلي، ونقل ابن قدامة عنه عند أبي عبد الله فعلها في جماعة المغني والشرح الكبير 1\ 799، 800. .

وبهذا يتضح أن الأئمة الأربعة على خلاف رأي الشيخ رحمه الله. يقول ابن حجر: جنح الجمهور إلى ما ذهب إليه عمر رضي الله عنه فتح الباري 4\ 252. . والإجابة عن الآثار التي رويت عن عمر رضي الله عنه وهي تدل بظاهرها على أن صلاة التراويح آخر الليل في البيت أفضل بإطلاق بعضها، يعني سواء كانت في صلاة ليال رمضان أو غيره مثل أثري السائب وحبيب، وبعضها في صلاة التراويح خاصة، كما في أثري عبد الرحمن بن عبد القارئ وابن عباس. فالجواب عنها بأنه من المستبعد أن يأمر عمر بن الخطاب المسلمين بالمفضول ليتركوا الأفضل لا سيما وقد وافقه جماعة الصحابة ولا يستبعد أن يكون فهم ذلك من سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإنه كان قد صلاها وقد ذكر ذلك الباجي رحمه الله انظر تنوير الحوالك 1\ 138. . ثم إن ما جاء في أثري عبد الرحمن بن عبد القارئ وغيره يمكن حمله على أن المراد من أخر صلاتها في آخر الليل جماعة لا منفردا. وقد نقل النووي عن صاحب الشامل: أن الجماعة أفضل عند أبي العباس وأبي إسحاق من الشافعية واحتجا بإجماع الصحابة وإجماع أهل الأمصار على ذلك. (الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 296) واحتج النووي على كونها أفضل وأنه هو المذهب عند الشافعية بما روي عن عمر رضي الله عنه حين جمع الناس على أبي بن كعب انظر المجموع 4\ 30. .

وقد ناقش ابن قدامة رحمه الله: ما احتج به الطحاوي فقال: حديث أبي ذر: وهو أن القوم إذا صلوا مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام تلك الليلة، فقال: إن هذا خاص في قيام رمضان وهو مقدم على عموم ما احتجوا به - يعني من حديث زيد بن ثابت - الذي جاء فيه: صحيح البخاري الأذان (698) ,صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (781) ,سنن الترمذي الصلاة (450) ,سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (1599) ,سنن أبو داود الصلاة (1044) ,مسند أحمد بن حنبل (5/ 186) ,موطأ مالك النداء للصلاة (293) ,سنن الدارمي الصلاة (1366). إن صلاة النافلة في البيت أفضل إلا المكتوبة. ثم قال: أما ترك النبي (صلى الله عليه وسلم): صلاته التراويح جماعة فمعلل بكونه (صلى الله عليه وسلم) خشي أن تفرض على أمته، وقد أمن أن يفعل ذلك بعد وفاته (صلى الله عليه وسلم).

وأما الآثار التي احتجوا بها عن بعض الصحابة والتابعين فيقول ابن قدامة: إن من فضل منهم الصلاة وحده في البيت في النوافل، مرادهم صلاة الليل دون ما يعمها، يعني ما كانوا يعنون صلاة التراويح لأنها تصلى في جماعة انظر: المغني والشرح الكبير 1\ 800. . وقد ذكر النووي: بأن الدليل على كون صلاة النافلة في البيت أفضل ليس على عمومه وأنه مخصوص: لأن كثيرا من النوافل شرعت فيها الجماعة، وذلك كصلاة العيدين، والكسوف، والاستسقاء، وكذلك التراويح مشروع فيها الجماعة في المسجد وأنه الأفضل بخلاف غيرها من النوافل انظر شرح صحيح مسلم للنووي 6\ 41. . والذي يظهر مما سبق أن حجة من يقول: بأن صلاة التراويح الأفضل أن تصلى جماعة في أول الليل، هي

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير