تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أي: هو عار، وهذه الجملة صفة لـ (قتل)، وحذف وهو منصوب في:

أَبحتَ حمى تِهامة بعد نجْد = وما شيء حميت بمستباح

وتقول: شهرٌ (مبتدأ) صمت يوما (الجملة صفة) مباركٌ (خبر المبتدأ)، تقدير العائد (منه).

انظر التصريح 3/ 476 - 478 للأزهريّ رحمه الله، وهكذا فما ذكرته سلمك الله من شروط لحذف العائد إنما هي لحذف العائد على الموصول.

هذا وإذا عدنا إلى البيت، فأشير إلى أنّ أمر اللغة على السَّعة لا التضييق، وأنّ الشعر لا يمنع من النظر فيه وتحليله نحويا ألّا يكون من عصور الاستشهاد، واللغة الفصحى لم تجمد عند عصر معين، ولا يجوز لنا - حرصا عليها - أن نسمح بتجميدها أو جمودها، إذ لا بد من الإكثار من استعمالها والإضافة إليها ألفاظا وتراكيب وأبنية ما وجدنا لذلك سبيلا مع استقامة المعنى وعدم اللبس، ولا بد من ارتياد النصوص المبدعة عبر العصور لاستخراج ما فيها من فوائد وإضافات تزيد اللغة اتساعا وقوة وحركة ونماء.

هذا، وقد كان من سنن العرب في كلامها أنه إذا استقام لها المعنى لم تعن بإصلاح الألفاظ، وهذا ظاهر عند الشعراء، مما سمي بالضرورة الشعرية، كما أن الأوائل وسعوا الاستشهاد إلى أن وصلوا إلى بشار، ووصل الرضي إلى أبي تمام، وانظر أمالي ابن الشجري واحتفاله بشعر المتنبي، ودعا نحاة كبار إلى الاستشهاد بلغة الحديث وكلام الفصحاء والعلماء عبر العصور، وهذه دعوةُ حقٍّ لو وجدت أذنا صاغية، وقواعد النحاة مجرد علامات وصوًى يسترشد بها من أراد التعمق في علوم اللغة، وليست قيودا صارمة على اللغة، وإلا لذهب كثير من النصوص من القراءات والشعر والأمثال وكلام العرب أدراج الرياح لمخالفته تلك القواعد مخالفات جوهرية، وهذا الكلام موجّه لأخي المقدسي سلمه الله، أرجو أن يتقبله بصدر رحب.

هذا، والبيت:

أَلا تَجزينَ وُدِّي في ليالٍ = وأيامٍ وصلتُ بهِ طِوالا

من قصيدة لجرير الخطفَى في هجاء الأخطل، مطلعها:

أجدَّ اليومَ جيرتُك ارتحالا = ولا تهوى بذي العُشُر الزِّيالا

والزيال: المُفارقة، واضطر الشاعر حسب كلام الصاوي (412) فقال: ذي العُشُر، وهو موضع اسمه (ذات العشر) وهي ببطن فلج على أميال من الدهناء. (كذا قال الصاوي رحمه الله ولم يذكر مصدره في ذلك، على أنه عنون الديوان بـ (شرح ديوان جرير) تأليف محمد إسماعيل عبد الله الصاوي، مضافا إليه تفسيرات العالم اللغوي أبي جعفر محمد بن حبيب) فقد يكون هذا من أبي جعفر.

وللعلم فجرير ومن في طبقته تحامى بعض النحاة الأوائل الاحتجاج بشعرهم، انظر مقدمة خزانة الأدب.

أخي/ تعجبني مداخلاتك في المنتدى وهي تدل على ما لديكم من علم، دمت موفقا، وجزيت خيرا.

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[08 - 12 - 2008, 02:07 م]ـ

السلام عليكم

الشكر لكم أساتذتي الأفاضل موصول على التوضيح , والإفادة

لا عدمناكم

ـ[علي المعشي]ــــــــ[08 - 12 - 2008, 07:30 م]ـ

أستاذي الكريم أ. د أبا أوس الشمسان حفظه الله

حياكم الله وبياكم، وكل عام وأنتم بخير.

أستاذي الفاضل د. سعد الغامدي

ما تفضلتم به صحيح لا ريب فيه، وإنما كان استعمالي كلمة (مسوغ) على سبيل التجوز، لأن الأصل في الرابط أن يكون مذكورا، والحذف استثناء مشروط بعدم اللبس، لذلك وددت بيان الأمر الذي قوّى عند الشاعر الاستغناء عن الرابط وهو دخول (في) على الموصوف وهو الجار الذي دخل على الرابط المحذوف، وإلا فهذا الشرط ـ كما تفضلتم ـ خاص بعائد الصلة لذلك حينما قلتُ: (ولو لم يدخل الجار نفسه على الموصول لوجب الذكر مثل (رأيتُ الذي سلمتَ عليه) اقتصرت على مثال صلة الموصول دون جملة النعت.

تحياتي ومودتي.

ـ[سعد حمدان الغامدي]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 05:14 ص]ـ

ويجوز أن يكون مفعولا مطلقًا من نيابة الوصف عن المصدر أي وصالا طوالا وطوال مبالغة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير