تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

شيخنا أبا أوس/ هذا رأي جميل، وقد أجاز المعربون نيابة الصفة عن المصدر، نحو {وكلا منها رغدا} ذكر ذلك ابن هشام في شرح القطر، ولكنه قال: (ومذهب سيبويه أن ذلك إنما هو حال من مصدر الفعل المفهوم منه والتقدير: فكلا حالة كون الأكل رغدا)، وذكر دليل الإمام، وعلى هذا فلو أعربنا (طوالا) حالا من المصدر المفهوم من (وصلت) لكان وجها، ولربما حلّت مشكلة الضمير المذكر (به)، هذا، ولا يفوتني أن أذكر بان حضورك الباهر في المنتدى شجعنا على الاستذكار والمراجعة لقديم كاد ينسى، باركك الله وجميع الأعضاء والمتصفحين محبي لغتنا الخالدة.

ـ[أ. د. أبو أوس الشمسان]ــــــــ[09 - 12 - 2008, 09:26 ص]ـ

أخوي العزيزين علي وسعد

بارك الله جهودكما ودمتما بخير.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 07:32 ص]ـ

ولكن بقي أنه لا يحتاج حذف العائد من الجملة الصفة إلى ما ذكرت من مسوغ، فقد حذف في قوله تعالى (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا) البقرة 48، وتقديره: (فيه)، وقد قال ابن هشام رحمه الله: (وشرطان في الجملة (الصفة) أحدهما أن تكون مشتملة على ضمير يربطها بالموصوف، إما ملفوظ به أو مقدّر) وذكر الآية، أضف إلى ذلك أنه قد حذف العائد من جملة الصفة وهو (أعني العائد) عمدة أحد ركني الجملة في قول الشاعر:

إن يقتلوك فإن قتلك لم يكن = عارا عليك، وربّ قتلٍ عار

أي: هو عار، وهذه الجملة صفة لـ (قتل)، وحذف وهو منصوب في:

أَبحتَ حمى تِهامة بعد نجْد = وما شيء حميت بمستباح

وتقول: شهرٌ (مبتدأ) صمت يوما (الجملة صفة) مباركٌ (خبر المبتدأ)، تقدير العائد (منه).

السلام عليكم ورحمة الله ....

أرجو من الأساتذة الأفاضل النظر في هذا الرأي:

أرى أنه لا يجوز حذف الجار مع العائد إلى الموصول أو الموصوف بإطلاق، وإنما يجوز إذا كان عائدا إلى الظروف التي يجوز التوسع فيها بجعلها مفعولا بها وحذف العائد إذا كان مفعولا جائز بلا خلاف، والعائد في الآية مفعول عند بعضهم، والتقدير: لا تجزيه، وعند بعضهم العائد مجرور حذف مع الجار، ولو لم يكن الموصوف ظرفا لما جاز حذف الجار والمجرور، فلا يجوز أن نقول: مررت برجل غضبت، على تقدير غضبت منه، هذا لا يجوز بالإجماع.

وحكم الموصول والموصوف هنا واحد. ولا فرق عندي بين ما دخل عليه الجار وما لم يدخل عليه الجار.

فعندي أنه يجوز: سرت في اليوم الذي سار زيد، على تقدير: ساره، أو سار فيه، ويجوز: سرت في يوم سار زيد، على تقدير: ساره، أو سار فيه.

ولا يجوز: غضبت من الرجل الذي غضب زيد، ولا يجوز: غضبت من رجل غضب زيد، على تقدير: منه.

ولا حجة للمجيز في قوله سبحانه: (يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ) لأن (منه) حذفت بعد (تشربون) لدلالة (منه) بعد تأكلون عليها، لا لأن الموصول دخل عليه الجار، ولو لم تذكر (منه) بعد (تأكلون) لما قدرت بعد (تشربون) ولقدر عائد منصوب، أي: تشربونه.

ولا يستدل على حذف الجار مع العائد بجواز حذف الضمير المرفوع هنا، فلا شبه بينهما، مع وجود الخلاف في (رب قتل عار) حيث يمكن أن يكون عار خبرا للمبتدأ قتل.

أما المثال الذي ذكرتموه: شهر صمت يوما مبارك، فلا يجوز لأنك أشغلت الفعل (صمت) بالظرف (يوما) فيتعين عندئذ ذكر العائد، ولو لم تذكر يوما وقلت: شهر صمت مبارك، لجاز حذف العائد إما بتقدير: صمته، أو بتقدير: صمت فيه، أو صمت منه.

شيخنا أبا أوس/ هذا رأي جميل، وقد أجاز المعربون نيابة الصفة عن المصدر، نحو {وكلا منها رغدا} ذكر ذلك ابن هشام في شرح القطر، ولكنه قال: (ومذهب سيبويه أن ذلك إنما هو حال من مصدر الفعل المفهوم منه والتقدير: فكلا حالة كون الأكل رغدا)، وذكر دليل الإمام، وعلى هذا فلو أعربنا (طوالا) حالا من المصدر المفهوم من (وصلت) لكان وجها، ولربما حلّت مشكلة الضمير المذكر (به)،

رواية الديوان بكسر الطاء من (طوالا) فهو جمع (طويل) و (طويلة)، ولو كانت الرواية بضم الطاء لجاز أن يكون وصفا للظرف المحذوف لا للمصدر، أي: وصلت زمنا طُوالا، كما تقول: جلست طويلا، أي: وقتا طويلا، لا جلوسا طويلا، لأن المصادر لا توصف بالطول والقصر، بخلاف الزمان الذي يوصف بالطول والقصر.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير