تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(رغدا) في قوله سبحانه (فكلا منها رغدا) وصف للمصدر (أكلا) فهو مفعول مطلق، وليس حالا في مثل الآية عند سيبويه، وإنما هو حال في نحو: سير عليه شديدا، فهو حال من المصدر المقدر، أي: سير عليه السيرُ شديدا، فها هنا المصدر نائب فاعل، فجاء (شديدا) منصوبا على الحال.

أما الضمير في (به) فليس بمشكل فهو عائد لودي، والمعنى: فهل تجزين أيتها الأوانس ودي ليالي وأياما طوالا وصلتكن به فيها.

أما نصب طوالا فجائز على الوصف لليالي والأيام باعتبار المحل، لأن محل المجرور نصب.

مع التحية الطيبة.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 10:23 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذي الكريم الدكتور بهاء الدين حفظه الله ورعاه

كل عام وأنتم بخير وصحة وسلام. قلتم أساذي:

أرى أنه لا يجوز حذف الجار مع العائد إلى الموصول أو الموصوف بإطلاق، وإنما يجوز إذا كان عائدا إلى الظروف التي يجوز التوسع فيها بجعلها مفعولا بها وحذف العائد إذا كان مفعولا جائز بلا خلاف ...

ويفهم من كلامكم أنكم ترون مسوغ حذف العائد المجرور هو التوسع في الظرف وحمل العائد المجرور على المنصوب، وهذا يعني اقتصار الجواز ـ كما ترون ـ على حذف الضمير العائد على ما يمكن التوسع فيه كالظرف، وامتناع حذف ضمير الجر العائد على غير الظرف مما لا يصلح للتوسع فيه، فقلتم:

ولا يجوز: غضبت من الرجل الذي غضب زيد.

أي أنكم تعولون على مسألة التوسع في الظرف خاصة، دون النظر إلى كون الموصول أو منعوته مجرورا بجار مماثل للمحذوف مع مجروره الضمير العائد.

على أن جل النحاة إنما يشترط لجواز حذف العائد المجرور دخول خافض مطابق للمحذوف مع العائد على الموصول أو على منعوت الموصول، ولم يشترط عود الضمير على الظرف خاصة.

وقد ورد عن العرب في شواهدَ فصيحة أنهم حذفوا العائد المجرور مع الجار مع أن مرجع ضمير الجر ليس ظرفا، أي ليس صالحا للتوسع فيه، فخالف هذا ضابطكم الذي ذهبتم إليه في رأيكم.

ومن الشواهد:

لاَ تَرْكَنَنَّ إلى الأمْرِ الَّذِي رَكَنَتْ ... أَبْنَاءُ يَعْصُرَ حِينَ اضْطَرَّهَا الْقَدَرُ

حيث مرجع العائد ليس ظرفا ولا يصلح للتوسع فنقدر (ركنته) لكنْ يتعين (ركنتْ إليه)، وإنما جاز الحذف لأن منعوت الموصول مجرور بجار مطابق للمحذوف، وعليه يكون البيت مطابقا للمثال الذي أوردتموه للمنع حيث قلتم: "ولا يجوز: غضبت من الرجل الذي غضب زيد" ولا أجد فرقا في التركيب بين المثال والبيت، وعليه أراهما متفقين حكما كما اتفقا تركيبا.

ومنها:

نصلي للذي صلت قريش ... ونعبده وان جحد العموم

ومنها أيضا:

لقَدْ كُنْتَ تُخْفِي حُبَّ سَمْرَاءَ حِقْبَةً ... فَبُحْ لاَنَ مِنْهَا بِالَّذِي أَنْتَ بَائِحُ

فالعائد المحذوف ضمير الجر ليس عائدا على ظرف، ولا يصلح التوسع فنقدر (صلَّتْه) في البيت الأول، ونقدر (بائح إياه، أو بائحه) في البيت الثاني، بل يتعين (صلتْ له، بائح به) وإنما جاز الحذف لتحقق الضابط، وهو أن العائد المحذوف مخفوض بخافض مطابق لخافض الموصول في كلا البيتين.

وأما قولكم:

أما نصب طوالا فجائز على الوصف لليالي والأيام باعتبار المحل، لأن محل المجرور نصب.

فقد عنّ لي هذا الوجه وهممت أن أذكره في مشاركتي الأولى في الموضوع لكني عدلت عنه لأن الظرف المجرور بـ (في) مجرور بجار أصلي لا زائد، وعليه لا يصح أن أقول: (انتظرتك في يومٍ ممطراً)، بالنصب نعتا على المحل، ولا يصح النصب إلا على قول من قال بالتوهم كأنني توهمت نصبي الظرفَ وعدم خفضي إياه بفي، وليس النصب على المحل.

وإلا أن أخصص النكرة (يوم) فأقول مثلا: (انتظرتك في يوم بهيج ممطرا)، ثم أنصب (ممطرا) على الحال أو على قطع النعت إلى النصب. والله أعلم.

تحياتي ومودتي.

ـ[أبو العباس المقدسي]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 11:09 م]ـ

السلام عليكم

بارك الله فيكم أساتذتي

هل أكون متجاوزا لو سألت:

ألا يمكن أن يكون الشاعر , (مع احترامنا له) قد جانب الصواب في هذا البيت؟

وقد نصب (طوالا) مراعاة للقافية

فهل الشاعر -أي شاعر كان- معصوم عن الخطأ؟ (سؤال استنكاري)!

ألم يقرر النقاد عيوبا كثيرة في النصوص الشعريّة , لمخالفة بعضهم قواعد النحو , أو الوزن الشعري , أو الفصاحة والبلاغة أو ...

وإذا خالف الشاعر , قاعدة نحويّة , قيل: ضرورة شعريّة! (لا أنكر ذلك)

ولكن ليس كل مخالفة لقواعد اللغة تجيزها الضرورة الشعريّة

وتقبّلوا فائق الاحترام

ـ[د. سليمان خاطر]ــــــــ[10 - 12 - 2008, 11:52 م]ـ

هذا صحيح إذا لم نجد له مخرجا، أما إذا كان لكلامه وجه يمكن تخريجه عليه فما الداعي إلى التخطئة؟ وقد ذكر الكرام هنا وجوها لذلك.

وهذا هو المنهج السليم في النظر إلى تراث القدماء من أهل العربية؛ لما عرف عنهم من حرص شديد على التقيد بالعربية وقوانينها. ولو كان في هذا وأمثاله مطعن لما سكت عليه أهل العلم بالشعر والنحو إلى اليوم. والله أعلم.

أبا العباس، التمس لأخيك - الشاعر- عذرا؛ فإنه قد أفضى إلى ما قدم! ولو كان حيا لكان له معك شأن آخر، كما كان مع له غيرك في زمانه وللسبب نفسه.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير