قلت: الأولي أن يقال: بسبب العوامل المؤثرة فيه احترازاً للعوامل المعنوية كالابتداء في المبتدأ والطلب في فعله علي قول وكذلك عامل المنادي علي خلاف فيه فهي جميعاً غير داخلة بل مؤثرة والله أعلم.
التعقيب السادس: في قوله: ((ومضارع يعرف بلم وافتتاحه بأحرف (نأيت) نحو نقوم وأقوم ويقوم وتقوم ثم قال شارحاً: لا لأعرف بها الفعل المضارع لأنا وجدناها تدخل في أول الفعل الماضي نحو أكرمت زيداً وتعلمت المسألة ونرجست الدواء ويرنأت الشيب ... وإنما العمدة في تعريف المضارع بدخول لم عليه)) اهـ
قلت: بل العمدة أيضاً في أحرف (نأيت) أو (أنيت)؛ لأنها لا تدخل جميعها علي كل فعل مضارع دالة علي مضارعته ولا يعرف فعل ماض تدخله تلك الأحرف الأربعة وتمثيل المصنف متكلف مردود لا تقوم به حجة فقوله: أكرمت زيداً تمثيل للألف ولا تدخله التاء ولا الياء ولا النون وتعلمت لا تقبل غير التاء وهكذا .. ومما يقوي ذلك قول ثعلب بأن المضارعة اقتضت إعراب المضارع ولا مضارعة إلا بأحرف (نأيت) وكذلك قول الكسائي بأن عامل رفع المضارع حروف المضارعة وقد ارتقي المصنف مرتقي صعباً وتكلف في تمثيله والله أعلم.
التعقيب السابع: في قوله: ((إلا الأسماء الستة وهي أبوه و .. وحموها ... وذو مال)) اهـ.
قلت: (وحموها) هكذا والأولي (وحموه) روماً للمشاكلة وقد علل المصنف ذلك بعلة ثم نقضها فقال: ((إنما قلت: وحومها فأضفت الحم إلي ضمير المؤنث لأبين أن الحم أقارب زوج المرأة كأبيه وابن عمه علي أنه ربما أطلق علي أقارب الزوجة)) اهـ.
وكذلك لم يذكر في ضرحه شرط (ذو) وهو أن يكون بمعني صاحب ويعتذر له بأن (ذو) في قوله ((ذو مال)) بمعني صاحب والله أعلم.
التعقيب الثامن: في قوله: ((ولما ذكرت أن الضمير ينقسم غلي متصل ومنفصل أشرت بعد ذلك إلي أنه متي أمكن أن يؤتي بالمتصل فلا يجوز العدول عنه إلي المنفصل)) اهـ.
قلت: وفي هذا نظر لوقوع خلافه في السنة النبوية وغيرها من كلام العرب المحتج به وذلك قول النبي - صلي الله عليه وسلم -: ((والله إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا))} رواه البخاري في صحيحه من حديث عائشة {.
وقال ابن رجب – رحمه الله -: ((وقوله في هذه الرواية التي خرجها البخاري في هذا الباب > فيه الإتيان بالضمير المنفصل مع تأتي الإتيان بالضمير المتصل وهو ممنوع عند أكثر النحاة إلا للضرورة كقول الشاعر: ضمنت إياهم الأرض في دهر الدهارير.
وإنما يجوز اختياراً إذا لم يتأت الإتيان بالمتصل مثل أن يبتدأ بالضمير قبل عامله نحو: إياك نعبد؛ فإنه لا يبتدأ بضمير متصل أو يقع بعد نحو: إلا إياه فأما قول الشاعر: - أن لا يجاوزنا إلا إياك - فشاذ.
وإنما قوله: ((وإنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي)) فهو عندهم متأول علي أنه فيه معني الاستثناء كأنه قال: ما يدافع عن أحسابهم إلا أنا.
ولكن هذا الذي وقع في الحديث يشهد بجوازه من غير ضرورة ويكون حينئذ قوله ((إنما يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي)) غير محتاج إلي تأويل والله أعلم)) اهـ} شرحه علي كتاب الإيمان من الفتح: 97 - 98 {.
التعقيب التاسع: في قوله: ((وتثنية المذكر ذان بالألف رفعاً ... وذين بالياء جراً و نصباً كقوله تعالي:} ربنا أرنا اللذين أضلانا { .. )) اهـ.
قلت: هذا وهم؛ لأن الآية فيها (اللذين) تثنية (الذي) لا تثنية (ذا) والصواب أن يقول: كقوله تعالي:} إن هذين لساحران {كما قرأ نافع وغيره} انظر البدور الزاهرة 250 والإرشادات الجلية 342 {والله أعلم.
التعقيب العاشر: في قوله: ((ينقسم الظرف إلي زماني ومكاني والمبتدأ إلي جوهر كزيد وعمرو وعرض كالقيام والقعود فإن كان الظرف مكانياً صح الإخبار به عن الجوهر والعرض تقول: زيد أمامك والخير أمامك وإن كان زمانياً صح الإخبار به عن العرض دون الجوهر تقول: الصوم اليوم ولا يجوز: زيد اليوم)) اهـ
قلت: قد مر الكلام عن مثل هذا في التعقيب الأول وهنا غلط المصنف في إطلاقه حرفي الجوهر والعرض علي ما عبر عنه في الشذور بالذات والحدث} ص.243 {فإن الجوهر مختلف في حده والمشهور أنه القائم بنفسه والعرض كذلك والمشهور أنه القائم بغيره وهو تسعة أقسام يجمعها بالجوهر مقدماً عليها قول قائلهم:
¥