تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

زيد الطويل الأسود ابن مالك في داره بالأمس كان يتكي

بيده سيف نضاه فانتضي فهذه عشر مقالات سوا

فالأعراض هي الكم والكيف والإضافة والأين ومتي والوضع والملك وأن يفعل وأن ينفعل فأيها يريد المصنف؟!! وكذلك تمثيله بالخير عن العرض وهو غلط فالغير عندهم جوهر فالاقتصار علي لفظي الذات والحدث أولي.

التعقيب الحادي عشر: في قوله: ((ويجب حذف الخبر قبل جواب لولا والقسم الصريح ... نحو لولا أنتم لكنا مؤمنين ولعمرك لأفعلن .. )) اهـ.

قلت: ذهب المصنف في وجوب حذف الخبر بعد لولا مذهب الجمهور؛ لأنهم اشترطوا أن يكون كوناً عاماً فلزم حذفه بلا تفصيل عنهم.

والراجح ما ذهب إليه بعض النحاة من التفصيل فقالوا:

إن للخبر بعد لولا ثلاثة أحوال:

الحال الأولي: وجوب حذفه وذلك إذا كان كوناً عاماً نحو قوله تعالي: ((لولا أنتم لكنا مؤمنين)) وغيره.

الحال الثانية: وجوب ذكره وذلك إذا كان كوناً خاصاً وليس في الكلام ما يدل عليه عند حذفه نحو قول الشافعي – رضي الله عنه -:

ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد

ولكن الشافعي مختلف في الاحتجاج بقوله علي القواعد وذهب إلي الاحتجاج بلغته ثعلب وابن هشام والسيوطي وكثير من المتأخرين وأكثر المتقدمين علي خلافه كالأصمعي وغيره.

الحال الثالثة: جواز الوجهين وذلك إذا كان كوناً خاصاً وفي الكلام ما يدل عليه عند حذفه نحو قول المعري الهالك:

يذيب الرعب منه كل عضب فلولا الغمد يمسكه لسالا

وقد سكت المصنف عنه في الشذور (رقم 12) وتعقبه في أوضح المسالك (رقم 77).

وأما عن تمثيل المصنف في القسم الصريح بقوله (لعمرك لأفعلن) فهو غلط واضح؛ لأنه لا يقسم إلا بالله تعالي أو صفاته لقوله – صلي الله عليه وسلم -: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك))} رواه الترمذي وحسنه {.

و (العمر) بفتح العين وإسكان الميم ثم راء هو الحياة فعليه لا يحلف بحياة أحد لأن ذلك شرك قال ابن عباس - رضي الله عنه -: ((الأنداد: هو الشرك وهو أن تقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي))} أخرجه ابن أبي حاتم {فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت وقولهم (لعمرك لأفعلن) لا ينعقد به يمين وروي عن أبي حنيفة خلافه ولكن الأول هو الصواب وصنف في مسألة (لعمري) العلامة حمود التويجري رسالة نافعة فلتراجع والله أعلم.

التعقيب الثاني عشر: في قوله: ((وقال تعالي: (وإن كلاً ليوفينهم ربك أعمالهم) قرأ الحرميان وأبو بكر بالتخفيف والإعمال)) اهـ.

قلت: الحرميان هما نافع المدني وابن كثير المكي وأبوبكر هو شعبة بن عياش الراوي عن عاصم مع حفص ولفظ المصنف بكنيته موهم لأن عاصماً الكوفي يكني بأبي بكر وعند الإطلاق ينصرف الذهن إليه لأمرين:

أحدهما: قرينة ذكر قارئين من طبقته من السبعة وهما نافع وابن كثير.

الآخر: أن المصنف يذكر عاصماً بألفاظ شتي فيقول: عاصم ويقول: الجحدري ويقول: ابن بهدلة ويقول: الكوفيون يقصده مع الكسائي وأبي عمرو.

هذا والله - تعالي - أعلم.

التعقيب الثالث عشر: في قوله: ((واحتج المجيز بقراءة أبي جعفر (ليجزي قوماً بما كانوا يكسبون) .... وأجيب عن البيت بأنه ضرورة وعن القراءة بأنها شاذة)) اهـ

قلت: قراءة أبي جعفر متواترة وهو من العشرة القراء المشهورين وقول المصنف بذلك مردود لأمور:

أحدها: إن كان يعني الشذوذ الذي يقابل التواتر فهذا غلط وقد تقدم.

الثاني: إن يقصد الشذوذ الذي هو خلاف القاعدة مع كثرته فهذا منتقض لقلة الشاهد.

الثالث: إن يقصد به شاذ فلا يحتج به فهذا خلاف الجمهور من الاحتجاج بشاذ القرءان كما نقل السيوطي في الاقتراح.

هذا والله – تعالي – أعلم.

التعقيب الرابع عشر: في قوله: ((وكذلك في ألفاظ التوكيد أن تتبع نكرة لا يقال: جاء رجل نفسه؛ لأن ألفاظ التوكيد معارف فلا يجري علي النكرات وشذ قول الشاعر:

لكنه شاقه أن قيل: ذا رجب يا ليت عدة حول كله رجب

)) اهـ

قلت: توكيد النكرة مختلف فيه علي ثلاثة أقوال:

الأول: لا يجوز مطلقاً وهو قول المصنف وجمهور البصريين.

الثاني: يجوز مطلقاً وهو قول بعض الكوفيين.

الثالث: يجوز إذا أفاد وهو قول جمهور الكوفيين والأخفش الرضي والشاطبي وابن مالك.

واحتجوا بالبيت السابق وبقول عائشة – رضي الله عنها -: ((ما صام رسول الله – صلي الله عليه وسلم – شهراً كله إلا رمضان)).

ومنه قول الراجز:

يا ليتني كنت صبياً مرضعاً تحملني الذلفاء حولاً أكتعا

إذا بكيت قبلتني أربعاً إذاً ظللت الدهر أبكي أجمعا

وقول آخر:

إنا إذا خطافنا تقعقعا قد جرت البكرة يوما أجمعا

وقالوا: إن الفائدة تحصل من توكيد النكرة بأمرين مجتمعين: أن تكون النكرة محدودة كيوم وشهر وحول وأن يكون التوكيد من ألفاظ الإحاطة كأجمع وجميع وأكتع ونحوها.

هذا والله أعلم.

التعقيب الخامس عشر: في قوله: ((إذا كان المنادي إلي الياء أباً أو أماً جاز فيه عشر لغات)) اهـ.

قلت: إذا كان المنادي أباً أو أماً مضافاً إلي ياء المتكلم جاز فيه عشر لغات هي:

يا أمي ويا أمِـ ويا أمُـ ويا أمِيَ ويا أما ويا أمَـ ويا أمتِ ويا أمتَ ويا أمتا ويا أمتي والأخيرتان لغتان قبيحتان والأخيرة أقبح من التي قبلها وقال المصنف: (ينبغي ألا تجوز إلا في ضرورة الشعر) اهـ

وبقيت لغة أخري وهي لغة حذف الياء مع إقامة هاء السكت مقامها فيقال: يا أمه ويا أبه وفي الحديث: ((يا أمه اصبري فإنك علي الحق))} رواه مسلم: 3005 {والله – تعالي – أعلم.

((تمت التعقيبات علي شرح ابن هشام لقطر الندي وبل الصدي وتليها التعقيبات علي شرحه علي شذور الذهب في معرفة كلام العرب))

والله المستعان

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير