فإذا قلت: زيد أمامك وعمرو وراءك , لم يكن أمامك في المعنى هو زيد ولا وراءك في المعنى هو عمرو كما كان قائم في المعنى هو زيد ومنطلق في المعنى هو عمرو فلما كان مخالفا له نصب على الخلاف ليفرقوا بينهما "
وفي مسألة القول في عامل النصب في المفعول معه , جاء في المصدر السابق:
"ذهب الكوفيون إلى أن المفعول معه منصوب على الخلاف وذلك نحو قولهم: استوى الماء والخشبة , وجاء البرد والطيالسة.
أماالكوفيون فاحتجوا بأن قالوا إنما قلنا إنه منصوب على الخلاف وذلك لأنه إذا قال استوى الماء والخشبة لا يحسن تكرير الفعل فيقال استوى الماء واستوت الخشبة لأن الخشبة لم تكن معوجة فتستوى فلمالم يحسن تكرير الفعل كما يحسن في جاء زيد وعمرو فقد خالف الثاني الأول فانتصب على الخلاف كما بينا في الظرف نحو زيد خلفك وما أشبه ذلك "
وفي مسألة عامل النصب في الفعل المضارع بعد فاء السببية , من المصدر السابق أيضا:
"ذهب الكوفيون إلى أن الفعل المضارع الواقع بعد الفاء في جواب الستة الأشياء التي هي الأمر والنهي والنفي والاستفهام والتمني والعرض ينتصب بالخلاف وذهب البصريون إلى أنه ينتصب بإضمار أن وذهب أبو عمر الجرمي إلى أنه ينتصب بالفاء نفسها لأنها خرجت عن باب العطف وإليه ذهب بعض الكوفيين ,
أما الكوفيون فاحتجوا بأن قالوا إنما قلنا ذلك لأن الجواب مخالف لما قبله لأن ما قبله أمر أو نهى أو استفهام أو نفي أو تمن أو عرض ألا ترى أنك إذا قلت: إيتنا فنكرمك , لم يكن الجواب أمرا , فإذا قلت: لا تنقطع عنا فنجفوك , لم يكن الجواب نهيا , وإذا قلت: ما تأتينا فتحدثنا , لم يكن الجواب نفيا , وإذا قلت: أين بيتك فأزورك , لم يكن الجواب استفهاما , وإذا قلت: ليت لي بعيرا فأحج عليه , لم يكن الجواب تمنيا , وإذا قلت: ألا تنزل فتصيب خيرا , لم يكن الجواب عرضا , فلما لم يكن الجواب شيئا من هذه الأشياء كان مخالفا لما قبله وإذا كان مخالفا لما قبله وجب أن يكون منصوبا على الخلاف "
وقد اعتمدوا هذا العامل (عامل الخلاف) في النصب في مسائل أخرى , خالفوا فيها رأي البصريّين , ممّا يدل على أنّهم كانوا يسعون , بل ويتعمّدون ذلك قصدا أن يكون لهم مذهب نحويّ خاصّ , ومدرسة مستقلّة لها آراؤها ومصطلحاتها المميّزة
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 01:36 م]ـ
هل أتاكم نبأ " النصب على الصرف "؟
وهل سمعتم بواو الصرف؟
إنّه من إبداعات الكوفيّين
واصطلاح خاص بهم
سيأتيكم خبر ذلك إن شاء الله
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 01:43 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: ناصر الدين الخطيب
جزاك الله خيرا، وجعل الله كل ذلك في موازين أعمالكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة / اللهم آمين.
نتابع حتى نستفيد.
ـ[بل الصدى]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 02:07 م]ـ
نعم المنسوب إليه
وليس لغيره فهو كتاب سيبويه
أليس كذلك يا أختي الكريمة؟
عندما ننسب شيئا لصاحبه نقول: علم زيد , كتاب عمرو , بيت خالد , كتاب الله , ....
بورك فيك أيها الأخ الكريم
و لكن الذي عليه أصحابنا - أعني النحويين - أنهم يقولون: " المنسوب إلى" - بين اسم الكتاب و مؤلفه - فيما لم تثبت نسبته لصاحبه من المؤلفات، كقولهم: كتاب العين المنسوب للخليل، و كتاب الجمل المنسوب للخليل، و كتاب العوامل المنسوب إليه أيضا، و غير خاف أن حديثا قد دار حول نسبة الكتاب لسيبويه - و هو ضعيف محجوج -، فظننتك تشير إلى شيء من هذا.
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 07:46 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: ناصر الدين الخطيب
جزاك الله خيرا، وجعل الله كل ذلك في موازين أعمالكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة / اللهم آمين.
نتابع حتى نستفيد.
بورك فيك أيّتها الأخت المتفائلة
والشكر لك على الاهتمام
ـ[ناصر الدين الخطيب]ــــــــ[13 - 04 - 2010, 07:49 م]ـ
بورك فيك أيها الأخ الكريم
¥