تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الإعراب بحسب المعاني]

ـ[القوقازي]ــــــــ[09 - 12 - 2010, 03:43 م]ـ

السلام عليكم أخوتي الكرام هذه القيصدة المنسوبة إلى امرئ القيس قيل أنشدها في بلاد الروم و هو محتضَر و اختلَف ترتيبُ أبياتها و بعض عباراتها بحسب الروايات. و لكني اخترتُ منها ما هو أقوم و ضبطتُ أشكالها ما استطعتُ بَيْدَ أنه قد أشكل عليّ بعض إعرابها

فأحببت أن أشارككم في الأمر. فما رأيكم في التالي؟

ألَا أبْلِغْ بَنِي حُجْرِ بْنِ عَمْرٍو ..... وَ أَبْلِغْ ذَلِكَ الْحَيَّ الْحَرِيدَا

بِأَنِّي قَدْ بَقِيتُ بَقَاءَ نَفْسٍ ..... وَ لَمْ أُخْلَقْ سِلَامًا أَوْ حَدِيدَا

وَ لَوْ أَنِّي هَلَكْتُ بِأَرْضِ قَوْمِي ..... لَقُلْتُ الْمَوْتُ حَقٌّ لَاخُلُودَا

وَ لَكِنِّي هَلَكْتُ بِأَرْضِ قَوْمٍ .... بَعِيدٍ عَنْ دِيَارِكُمُ بَعِيدَا

أُعَالِجُ مُلْكَ قَيْصَرَ كُلَّ يَوْمٍ ...... وَ أجْدَرُ بِالْمَنِيَّةِ أَنْ تَقُودَا

بِأَرْضِ الرُّومِ لَا نَسَبٌ قَرِيبٌ ...... وَلَا شَافٍ فَيَسْنَدَ أَوْ يَعُودَا

وَلَوْ وَافَقْتَهُنَّ عَلَى أُسَيْسٍ ...... وَحَاقَةَ إذْ وَرَدْنَ بِنَا وُرُودًا

عَلَى قُلُصٍ تَظَلُّ مُقَلَّدَاتٍ ...... أَزِمَّتُّهُنَّ مَا يَعْدِفْنَ عُودَا

جملة " أُعَالِجُ مُلْكَ قَيْصَرَ كُلَّ يَوْمٍ" حال من ضمير هلكتُ من جملة:

" وَ لَكِنِّي هَلَكْتُ بِأَرْضِ قَوْمٍ" و " أجْدَرُ" اسم تفضيل خبر مقدم الجار و المجرو "بالمنية" متعلق ب أجدر و أن تقودا مصدر مؤول مبتدأ مؤخر و "أرْضِ الرُّومِ" عطف بيان على "أرض قومٍ " و جملة "لَا نَسَبٌ قَرِيبٌ؛ وَلَا شَافٍ فَيَسْنَدَ أَوْ يَعُودَا" حال أيضا من ضمير هلكتُ و الأهم عندي هو إعراب البيتين الأخيرين: كما ذكر ابن هشام "الإعراب مبني على المعنى لا عكسه"

فأظن أن:

وَلَوْ وَافَقْتَهُنَّ عَلَى أُسَيْسٍ ...... وَحَاقَةَ إذْ وَرَدْنَ بِنَا وُرُودًا

عَلَى قُلُصٍ تَظَلُّ مُقَلَّدَاتٍ ...... أَزِمَّتُّهُنَّ مَا يَعْدِفْنَ عُودَا

جملة بأسرها و "لو" شرطية لم يذكر جوابها هنا لأن الجملة معطوفة على"وَ لَوْ أَنِّي هَلَكْتُ بِأَرْضِ قَوْمِي " كقولك و لو سكت لما ضربتك و لو جلست فجوابها إذن "لَقُلْتُ الْمَوْتُ حَقٌّ لَاخُلُودَا" مُقَدَّرًا. أما ضمير "هُنَّ" في "وَافَقْتَهُنَّ" فعائد إلى الْمَنَايَا كما ذكر في شرحه. والشاعر بقوله وافقتهن يخاطب نفسه. و أسيس اسم موضع و حاقة كذا و إذ ظرف زمان متعلق ب "وَافَقْتَهُنَّ" و الجار و المجرور " عَلَى قُلُصٍ" متعلق ب" وَرَدْنَ" و جملة" تَظَلُّ مُقَلَّدَاتٍ أَزِمَّتُّهُنَّ مَا يَعْدِفْنَ عُودَا" صفة ل "قلص" و مُقَلَّدَاتٍ خبر تظل مقدما و أزمتهن اسمه و الضمير في أزمتهن عائد إلى قلص لا المنايا و جملة "ما يعدفن عودا" خبر ثانٍ ل تظل و معنى ما يعدفن: ما يأكلن كأنه شبه فجئة المنايا بركبان القلص الشداد السرعة

و رجاء أخوتي صححوا ما أخطأت.

و أخيرا إن مما يذكرنا هذا الموضوع مسئلة الأصول في معرفة المعاني المرادة في الأشعار الجاهلية فمن هذه الأصول المناسبة أولا ثم صحة الرواية و ضبط الأشكال ثم معرفة اللغات و الإعراب بحسب المعنى و لكن مما يسوءنا عدم رعاية أصول في شرح هذه الأشعار اليوم فكم من كتاب طبع و اسمه شرح ديوان فلان إذا قرأته لا يكشف لك عن المعنى بل يخفيه أكثر بالأخطاء في ضبط الأشكال و اللغات و شتان بين

هذه الشروح و شروح المتقدين مثل الزوزني. و ما رأيكم أنتم في هذه المسئلة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير