[أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ...]
ـ[عبق الياسمين]ــــــــ[26 - 12 - 2010, 06:38 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الله تعالى:" و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا"
(أردنا): جملة فعلية في محل جر مضاف إليه
(أمرنا):جملة فعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لشرط غير جازم
فهل الجمل بعدها (ففسقوا .. فحق .. فدمرناها) معطوفة عليها؟
جزاكم الله خيرا
ـ[الأمل الجديد]ــــــــ[26 - 12 - 2010, 08:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قال الله تعالى:" و إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا"
(أردنا): جملة فعلية في محل جر مضاف إليه
(أمرنا):جملة فعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب لشرط غير جازم
فهل الجمل بعدها (ففسقوا .. فحق .. فدمرناها) معطوفة عليها؟
جزاكم الله خيرا
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم أختي الكريمة
الجمل " ففسقوا، فحق، فدمرناها " لامحل لها من الإعراب
فجملة " ففسقوا " معطوفة على جواب الشرط
وجملة " فحق معطوفة على " ففسقوا "
وجملة " فدمرناها " معطوفة على " فحق "
الأمل
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[26 - 12 - 2010, 08:50 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... أما بعد:
*وهذه إضاءة حول الآية فقط للفائدة *:
هذه الآية فيها أقوال للعلماء مشهورة، وملخصها: أن الأمر فيها إما أن يكون أمراً شرعيّاً وهو موجه للمترفين، لكنه أمر بالطاعة، فأبوها، وإما أن يكون من الأمر الكوني لله تعالى، كما هو الحال في القضاء الكوني في قوله تعالى (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً) الإسراء/ 4، والقول الثالث: أنه " أمَرنا " بمعنى أكثرنا، وليس ثمة عاقل يقول إن الأمر في الآية هو الأمر الشرعي للمترفين بالفسق؛ يعني: أن الله شرع الفسق، وجعله دينا لهم، جل الله عما يقول الجاهلون، وتقدس وتنزه؛ كما قال تعالى عن نفسه (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) الأعراف/ 28.
*قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - *
قوله تعالى: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا).
في معنى قوله (أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا) في هذه الآية الكريمة ثلاثة مذاهب معروفة عند علماء التفسير:
الأول: وهو الصواب الذي يشهد له القرآن، وعليه جمهور العلماء أن الأمر في قوله (أَمْرُنَا) هو الأمر الذي هو ضد النهي، وأن متعلق الأمر محذوف لظهوره. والمعنى: (أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا) بطاعة الله وتوحيده، وتصديق رسله وأتباعهم فيما جاؤوا به (فَفَسَقُواْ) أي: خرجوا عن طاعة أمر ربهم، وعصوه وكذبوا رسله.
(فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ) أي: وجب عليها الوعيد (فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا) أي: أهلكناها إهلاكاً مستأصلاً، وأكد فعل التدمير بمصدره للمبالغة في شدة الهلاك الواقع بهم.
وهذا القول الذي هو الحق في هذه الآية تشهد له آيات كثيرة، كقوله: (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ... ).
فتصريحه جل وعلا بأنه لا يأمر بالفحشاء دليل واضح على أن قوله (أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ) أي: أمرناهم بالطاعة فعصوا، وليس المعنى أمرناهم بالفسق ففسقوا؛ لأن الله لا يأمر بالفحشاء.
ومن الآيات الدالة على هذا: قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ وَقَالُواْ نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ).
¥