ـ[علي المعشي]ــــــــ[24 - 12 - 2010, 07:04 م]ـ
أولا:
أي لئلا يُتوهم أن المراد هو المسمى الأول أي البطة الحقيقية وأنف الناقة الحقيقي
لم أفهم هذه المقطوعة بعد, فهل وضحت وطبقت على المثال: (أنف الناقة زيد)
يريد الخضري أنه في حال إطلاق لقب (البطة) على امرأة اسمها (سعاد) فإذا قلت (رأيت سعاد البطة) لم يتوهم أن المراد هو البطة الحقيقية، لكن إذا قلت (رأيت البطة سعاد) فقد يتوهم أنك تريد الطائر المعروف (البطة الحقيقية) التي في حديقتك إذ من الوارد أن تكون قد سميتها سعاد، وهذه العلة لعلها إضافة اجتهادية من الخضري وإن كان حدوث هذا التوهم نادر ولا سيما في مثاله (أنف الناقة) ومع ذلك سأتكلف التمثيل له حتى يتضح مراده وليس لأن هذا التوهم مما يخشى حقيقة، والمثال نحو (أنفُ الناقة زيدٌ أخوه ممسك به) فإذا كنت تريد أن أنف الناقة هو لقب زيد وأن أخا زيد ممسك بزيد فإنه حال تقديم اللقب كما في المثال قد يتوهم غير ما أردت إذ يمكن أن يتوهم أن المراد أنف الناقة الحقيقي وأن أخا زيد ممسك به أي ممسك بأنف الدابة الناقة.
السؤال الأول: هل يقصدون بكلمة فلان هو ما يقوله لك بعض الناصحين مثلا: إذا أرت الصلاح فلا تمشِ مع زيد وخالد وفلان وعلان من المدخنين, هل هذا مرادهم, أم مرادهم أنَّ كلمة (فلان) تعني شيئًا بعينه, كأن تعني كلمة (رجل) فإذا قلت: جاء فلان, كأنك قلت: جاء رجلٌ, نرجو توضيح المعنى بارك الله فيكم؟
المراد بنحو فلان وعلان أن يكون هذا اللفظ بديلا لذكر العلم نحو زيد وعمرو وسعد وخالد، فإذا لم يرد المتكلم التصريح باسم الشخص كنى عنه بقوله (فلان) ومثلها (علان) وبعضهم يكني ببعض الأعلام المشهورة كأن يقول (اعتمد على نفسك ودعك من زيد وعبيد) إذ إن (زيد وعبيد) ليسا شخصين معينين وإنما هما كناية عمن لا يريد المتكلم التصريح باسمه، وليس المقصود بفلان شخص نكرة بمعنى (رجل) وإنما هو كناية عن المعرفة أي عن اسم شخص علم.
وهل قولهم (عِلاَّن) تعد كناية, وهل هذه الكناية هي نفسها التي في علم البيان أم غيرها؟
نعم هي كناية، وهذه الكناية تشارك الكناية التي في علم البيان في المفهوم العام أي من حيث كونها استغناء عن اللفظ المراد حقيقة بلفظ آخر يغني عنه لأجل الإيجاز أو الإبهام أو أي غرض آخر، إلا أن الكناية الاصطلاحية أكثر ما تكون عند البيانيين في الأساليب الأدبية واللغة العالية.
ومثل لذلك بـ (فلان) و (فلانة) كناية عن أسماء الأناسي خاصة, ولا يدخلها اللام إيذانا بأن المَكْني عنه كذلك لا تدخل أل على فلان وفلانة للإشارة إلى أنهما كنايتان عن علم لإنسان وعلم الإنسان لا تدخل عليه أل التعريف.
إذ العلمية فيها إنما كان على التشبيه بالأناسي أي أن العلمية في الحيوان ليست أصيلة وإنما هي على التشبيه بالأناسي، وعلى ذلك يكون علم الحيوان أقل درجة في التعريف من علم الإنسان، ولذلك أدخلوا أل على (فلان) إذا كان كناية عن علم الحيوان للتفريق بين الكنايتين وللدلالة على أن المكنى عنه (علم الحيوان) أقل درجة من علم الإنسان.
وأما (هن,, وهنة) فكناية عن الأجناس فـ (هن) كناية عن المذكر, و (هنة) كناية عن المؤنث, تقول: عندي هنو زيد, وإذا سُئلت عنه قلت: كناية عنه أو تورية أو إيضاحًا, فإن نكرت وقلت: (هنٌ) و (هنةٌ) كان كناية عن النكرات كما كان (فلانٌ) كناية عن المعارف والأعلام, فإن أضفت كانت كناية عن المعارف, وأكثر ما يُستعمل في المنكرات والشدائد ..
لم أجد في هذا ما يحتاج إلى شرح إلا قوله (وأكثر ما يُستعمل في المنكرات والشدائد) ومعناه أن استعمال الهن والهنة أكثر ما يكون في الكناية عن الأشياء الغريبة الخارجة على المألوف.
تحياتي ومودتي.