تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[لا تسقني ماء الملام]

ـ[النجم الثاقب]ــــــــ[02 - 05 - 2007, 08:43 ص]ـ

يقول أبو تمام:

لا تسقني ماء الملام فإنني ... صب قد استعذبت ماء بكائي

يريد أبو تمام من هذا البيت التعبير عن أنفته لعذل العذال ولومهم في حبه وأنه وهو العاشق يجد ماء البكاء (الدمع) عذبا سائغا لأنه بكاء لأجل الحب وإن ماء الملام (العذل) مر كالحنظل بجنب ماء البكاء ...

وبيت القصيد الذي أردت أن أناقشكم فيه هو قوله (ماء الملام) فهذا التركيب على طريقة التشبيه البليغ من باب إضافة المشبه به إلى المشبه أي أن الملام كالماء، فهو يجري مجرى قو الشاعر

الريح تعبث بالغصون وقد جرى ... ذهب الأصيل على لجين الماء ...

والآن برأيكم هل وفق أبو تمام في قوله ماء الملام، أي هل توجد مقاربة واضحة بين المشبه والمشبه به، وهل ترون هذا التشبيه من التشبيهات الرائعة؟ ...

أنتظر ردودكم على أحر من الجمر ...

ـ[النجم الثاقب]ــــــــ[06 - 05 - 2007, 01:05 م]ـ

الظاهر أنه ليس هناك من يحب المشاركة وعلى كل حال فهذا كلام جميل حول هذا البيت يتضمن من التحقيق الشيء الكثير وهو لابن الأثير في المثل السائر:

لا تسقني ماء الملام فإنني صبٌ قد استعذبت ماء بكائي

وقيل إنه جعل للملام ماء وذلك تشبيه بعيد وما بهذا التشبيه عندي من بأس بل هو من التشبيهات المتوسطة التي لا تحمد ولا تذم وهو قريب من وجه بعيد من وجه: أما مناسب قربه فهو أن الملام هو القول الذي يعنف به الملوم لأمر جناه وذاك مختصٌ بالسمع فنقله أبو تمام إلى السقيا التي هي مختصة بالحلق كأنه قال: لا تذقني الملام ولو تهيأ له ذلك مع وزن الشعر لكان تشبيهاً حسناً لكنه جاء بذكر الماء فحط من درجته شيئاً ولما كان السمع يتجرع الملام أولاً أولاً كتجرع الحلق الماء صار كأنه شبيه به وهو تشبيه معنى بصورة وأما سبب بعد هذا التشبيه فهو أن الماء مستلذ والملام مستكره فحصل بينهما مخالفة من هذا الوجه فهذا التشبيه إن بعد من وجه فقرب من وجه فيغفر هذا لهذا ولذلك جعلته من التشبيهات المتوسطة التي لا تحمد ولا تذم.

وقد روي وهو رواية ضعيفة أن بعض أهل المجانة أرسل إلى أبي تمام قارورةً وقال ابعث في هذه شيئاً من ماء الملام فأرسل إليه أبو تمام وقال: إذا بعثت إلي ريشة من جناح الذل بعثت إليك شيئاً من ماء الملام وما كان أبو تمام ليذهب عليه الفرق بين هذين التشبيهين وذاك أن الطائر إذا وهن أو تعب بسط جناحه وخفضه وألقى نفسه على الأرض وللإنسان أيضاً جناح فإن يديه جناحاه وإذا خضع واستكان طأطأ من رأسه وخفض من يديه فحسن عند ذلك جعل الجناح للذل وصار تشبيهاً مناسباً وأما الماء للملام فليس كذلك في مناسبة التشبيه.

ـ[مهدي راضي]ــــــــ[13 - 05 - 2007, 08:55 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد كان ابو تمام واحداً من الشعراء اللذين ساهموا في دفع اللغة العربية والشعر العربي .. الى امام، وهذا البيت من الشواهد على ذلك ... ولكن توجد لدينا مشكلة عويصة هنا (اعني بذلك حصر البلاغيين) العلاقات بين المشبه والمشبه به بحيث نجدهم يعيبون على الشاعر اللذي لايلتزم بما يقولون متناسين بذلك ان الشاعر حين يكتب الشعر فانه لايضع امامه قائمة بالعلاقات بين المشبه والمشبه به ولا انواع الاستعارة ... كما ان الشاعر اذا كتب شعراً (منطقياً صرفاً) أفقد الشعر رونقه، بل ان هناك مايطلق عليه بعض الشعراء المنطق الشعري ولعل ابا تمام قد استخدم هذا المنطق.

ومن كل ماتقدم استطيع ان اقول ان اباتمام قد وفق ايما توفيق فيما فعل وفي رده على صاحب القاروة خير دليل على ذلك. وشكراً

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير