[ما نوع الا ستعارة و اين هي القرينة.]
ـ[هرمز]ــــــــ[14 - 07 - 2007, 07:31 م]ـ
في الجملة التالية:
حتى ادا ركبها و انطلقت به ترك لها العنان
و الضمير في ركبها يعود على السيارة اي ركب السيارة
في الجملة استعارة فمن يشرحها لنا جزاكم الله و يبين لنا القرينة المانعة هل هي الفعل يركب ام كلمة العنان. ام هما على السواء.
ـ[ود أبونا]ــــــــ[22 - 07 - 2007, 12:40 م]ـ
- تحية طيبة، وأؤكد بداية مبلغ سروري عندما وجدت هذه الواحة، ومما زادني سروراً هذا الطرح العلمي، فأحببت أن أحط رحالي بينكم، وأتفيأ معكم ظلال روضتكم .. وأقول إن أذنتم لنا: أرجو أن تقبلوا بداية مشاركتي:
-أهم ما ينبغي لنا قبل تحديد صورة بلاغية في عبارة معينة؛ فهم العبارة نفسها، والمقصود منها، وما استخدم من ألفاظها في غير معناها المتعارف عليه في المعاجم، وعندئذٍ يتحتم علينا أن نعرف المعنى الجديد الذي فهمناه من سياق العبارة، والعلاقة بين المعنيين ...
العنان: هو اللِّجام الذي تقاد به الدابة أي السير الذي يشد به أنف البعير ونحوه للسيطرة عليه في السير .. والركوب هو اعتلاء الظهر .. رَكِبَ الدابَّة: عَلا عليها .. وكلُّ شيءٍ عَلا شيئاً فقد رَكِبَه .. على نحو ما في قوله تعالى: (فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا) (الكهف:71) وقوله تعالى: (رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ) (العنكبوت:65) والرَّكْبُ في الأَصْلِ هو راكبُ الإِبِل خاصَّة ثم اتُّسِعَ فأُطْلِقَ على كلِّ مَن رَكِبَ دابَّةً. وقد يتسع على سبيل المجاز فيقال: رَكِبَه الدَّيْنُ ورَكِبَ الهَوْلَ واللَّيْلَ ونحوَهما مثلاً بذلك .... وركب رأسه: مضى على وجهه بغير روية لا يطيع مرشداً. وكان محمد بن يزيد المبرد إذا أراد مريد أن يقرأ عليه كتاب سيبويه يقول له: هل ركبت البحر. تعظيماً له واستصعاباً لما فيه.
- وفي قوله: حتى إذا ركبها و انطلقت به ترك لها العنان، أي إذا ركب السيارة؛ فإن قوله (ترك لها العنان) لا يتناسب مع قيادة السيارة، بل هو من لوازم الناقة أو الفرس، فإذا ركبت ناقة على سبيل المثال وأردت أن تنطلق بها أرخيت لها العنان، فإذا سحبت إليك العنان أو شددته خففت من سرعتها.
- وهنا يتبين لك أن من قال هذه الجملة: شبه السيارة بالبعير، لكنه بدلاً من ذكر المشبه به (البعير) حذفه، وذكر شيئاً مما يناسبه ويخصه وهو قوله (ترك لها العنان) إذ من المعروف ان السيارة لا تقاد بالعنان، فالاستعارة هنا مكنية لأنه حذف المشبه به، ورمز إليه بشيء من لوازمه، والقرينة: (ترك لها العنان) وإسناد هذه القرينة إلى السيارة: استعارة تخييلية ..
وقريباً من معنى ترك العنان يقول العرب: حَبْلُكِ على غارِبكِ .. وكانت العربُ إِذا طَلَّقَ أَحدُهم امرأَته في الجاهلية قال لها حَبْلُك على غارِبك أَي خَلَّيتُ سبيلك فاذْهَبي حيثُ شِئْتِ .. والغارِب أَعْلى مُقَدَّم السَّنام وإِذا أُهْمِلَ البعيرُ طُرِحَ حَبلُه على سَنامه وتُرِكَ يَذْهَبُ حيث شاءَ وتقول أَنتَ مُخَلًّى كهذا البعير لا يُمْنَعُ من شيءٍ فكان أَهل الجاهلية يُطَلِّقونَ بهذا .. تَشْبيهاً بالبعير يُوضَعُ زِمامُه على ظهرِه ويُطْلَقُ يَسرَح أَين أَراد في المرْعى
ولك أن تقول إنه كناية عن الطلاق، أي اذهبي حيث شئت. مُطْلَقة غير مشدودة ولا مُمْسَكة بعَقْدِ النكاح وأصله أن الناقة إذا أرادوا إرسالها للرعي ألقوا حبلها (زمامها - عنانها) على الغارب؛ ولا يترك ساقطاً فيمنعها من الرعي.
وقول امرئ القيس: فقُلتُ لها: سِيري وأَرْخي زِمامَهُ ..... ، قريب من معنى ترك العنان، ونحوه ما أنشده إسحاق الموصلي:
هي المقادير تجري في أعنتها ... فاصبر فليس لها صبر على حال
وأرجو ألا أكون أطلت .. فإن .. فلكم العتبى ..
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[22 - 07 - 2007, 01:07 م]ـ
بوركت ود أبونا
ـ[هرمز]ــــــــ[22 - 07 - 2007, 07:29 م]ـ
بارك الله فيك ود ابونا على هده الجولة الغنية اريتنا فيها اللآلي الحسان وهبك الله حسا و فطنة متميزيين دمت لنا عونا و سندا.
اخوك في الله هرمز.
ـ[عنتر الجزائري]ــــــــ[19 - 09 - 2007, 07:59 م]ـ
بوركت وهبك الله حسا و فطنة متميزيين دمت لنا عونا و سندا
ـ[أبو الطيب الشمالي]ــــــــ[20 - 09 - 2007, 11:52 ص]ـ
س / ما فائدة إسناد القرينة إلى السيارة؟ أحتاج إلى توضيح
ـ[ود أبونا]ــــــــ[18 - 11 - 2007, 12:27 ص]ـ
عفواً سادتي الكرام؛ إذ حالت دون متابعتي لهذا الموضوع مشاغل، فبقي في عنقي إزجاء الشكر والتقدير للهرمز والهيثم والعنتر وسمي المتنبي على تفضلكم بالتعليق، ولا أملك لكم إلا نطقي بشكركم، وإن كان عاجزاً، وإصراري أن أكون بينكم، ولكم العتبى في تأخير الرد .. ولسؤال أخي أبي الطيب عن فائدة إسناد القرينة إلى السيارة، أقول: إن الجملة التي قادتني للقول بأن في العبارة استخداماً للفظ في غير معناه الحقيقي هو إسناده جملة: ترك العنان (للسيارة) وهذا الإسناد تركيب خيالي، إي صورة طريفة نرى فيها عناناً للسيارة وتقاد به، وهذه الصورة أشبه بصورة واقعية تقاد فيها البعير بالعنان. فالصورة الأولى خيالية لا وجود لها في الواقع، فإذا تنبهنا إلى الصورة الثانية بعد ذكر المشبه المحذوف استطعنا أن نجد علاقة بين الصورتين فالسيارة والبعير نستخدمهما للركوب ونسرع بهما أو نبطئ حركتهما؛ ولهذا قالوا أن ترك العنان للسيارة: استعارة تخييلية ..
¥