{وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا}
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[29 - 06 - 2007, 10:58 م]ـ
وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ. وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ.} - فاطر: 36 - 37
{وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}
تأملوا اللفظ (يصطرخون).
تصف هذه الاية مشهدا لعذاب أهل النار يوم القيامة, والقرآن الكريم يضع الإنسان أمام مشهد حركي يملؤه الصراخ والقلق والاضطراب وعدم الاستقرار, فجاءت الكلمة (يصطرخون) لتععطي بجرسها الموسيقي وإيقاعها الصوتي هذه المعاني وهذه الدلالات, التي تساعد في نقل صورة واضحة ومتكاملة عن تلك الأجواء المضطربة التي يعيشها أهل النار.
إن من المتأمل لهذا اللفظ يصطرخ, يدرك أن مجيء الأحرف الأربعة - السين والصاد والراء والخاء - متتالية قد أعطى إيقاعا صوتيا ساعد في رسم ملامح ذلك المشهد المشحون بالقلق والصراخ والاضطراب, بحيث أنه لا يمكن لمفردة أخرى أن تعطي الدلالة نفسها, ذلك لأن كلمة الدلالة الصوتية للكلمة (يصرخون) تختلف عن تلك التي للكلمة (يصطرخون).
يصطرخون: افتعال من الصراخ, وهو شدة الصياح, ويستعمل كثيرا في الاستغاثة.
يصطرخون تفيد الصياح بشدة وجهد, أي يصيحون من شدة ما حل بهم, ويستخدم اللفظ كثيرا في الاستغاثة, ولذا جاء بعده البيان القرآني: {ربنا أخرجنا نعمل صالحا}
أصل الكلمة (يصترخون) فابدلت التاء طاء.
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[30 - 06 - 2007, 02:35 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 02:11 م]ـ
الأستاذ الفاضل هيثم محمد
أشكر لكم تواصلكم.
ـ[محمد سعد]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 02:23 م]ـ
لقد تطرقت إلى ملمح هام في التفسير عند حديثك عن الأهمية الصوتية للحروف، وهي إحدى الدراسات الأسلوبية للتعاطي مع النص وهناك الكثير من الدراسات التي درست القرآن اسلوبيًا فشكرا لك
ـ[د. حجي إبراهيم الزويد]ــــــــ[11 - 07 - 2007, 08:20 م]ـ
الأخ الفاضل محمد سعد:
أشكر لكم أحرفكم المضيئة.
بارك الله فيكم.