تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من بلاغة النبي (صلى الله عليه وسلم)]

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 10:31 ص]ـ

هذا موضوع احببت أن أنقله لكم مع الرجاء من الأخوة والأخوات المشاركة فيه وذلك لاثرائه طلباً للأجر قبل الفائدة بارك الله في الجميع:

هذه صورة من بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم وهي منقولة عن كتاب "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية"لمصطفى صادق الرافعي

هدنة على دخن

هذا من حديث الفتنة، والهدنة: الصلح والموادعة والدخن: تغيّر الطعام إذا أصابه الدخان في حال طبخه فأفسد طعمه.

وهذه العبارة لا يعدلها كلام في معناها، فإن فيها لوناً من التصوير البياني لو أذيبت له اللغة كلها ماوفت به، وذلك أن الصلح إنما يكون موادعةً وليناً، وانصرافاً عن الحرب، وكفاً عن الأذى، وهذه كلها من عواطف القلوب الرحيمة فإذا بني الصلح على فسادٍ، وكان لعلةٍ من العلل، غلب ذلك على القلوب فأفسدها، حتى لايسترح غيره من أفعالها، كما يغلب الدخن على الطعام، فلا يجد آكله إلا رائحة هذا الدخان، والطعام من بعد ذلك مشوب مفسد. فهذا في تصوير معنى الفساد الذي تنطوي عليه القلوب الواغرة، وثم لونٌ آخر في صفة هذا المعنى، وهو اللون المظلم الذي تنصبغ به النية "السوداء" وقد أظهرته في تصوير الكلام لفظة"الدخن".

ثم معنى ثالث، وهو النكتة التي من أجلها اختيرت هذه اللفظة بعينها، وكانت سر البيان في العبارة كلها، وبها فضلت كل عبارة تكون في هذا المعنى وذلك أن الصلح لايكون إلا أن تطفأ الحرب. فهذه الحرب قد طفئت نارها بما سوف يكون فيها نار أخرى. كما يلقى الحطب الرطب على النار تخبو به قليلاً، ثم يستوقد فيستعر فإذا هي نار تلظى، وما كان فوقه الدخان فإن النار ولا جرم من تحته, وهذا كله تصوير لدقائق المعنى كما ترى، حتى ليس في الهدنة التي تلك صفتها معنى من المعاني يمكن أن يتصور في العقل إلا وجدت اللون البياني يصوره في تلك اللفظة لفظة"الدخن".

يتبع ....

ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 10:57 ص]ـ

المجاز المرسل في اللفظ المركب: هو لفظ مركب يستعمل بهيئته التركيبية في غير المعنى الذي وُضِعَتْ له صيغة جملته في اصطلاح التخاطب، لعلاقة غير المشابهة، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي.

ويكون هذا المجاز في قسمين:

القسم الأول: المركّبات الخبرية

القسم الثاني: المركّبات الإنشائية

أما المركبات الخبيرة: فقد تخرج عن دلالتها الخبرية مجازاً للدلالة بها على معنى آخر، فمنها ما يلي:

الخبر المسوق للدعاء ومن أمثلته:

قول الرسول:= بشان المتحللين من إحرامهم بالحلق أو التقصير على ما روي الإمام أحمد بسنده إلى يحيى بن حصين، قال: سمعت جدتَّي تقول:

سمعت نبي الله:= بعرفات يخطُبُ يقول:

" غفر الله للمحلقين، غفر الله للمحلقين، غفر الله للمحلقين"

قالوا: والمقصرين؟

فقال: " والمقصرين" في الرابعة.

الصيفة صيغة إخبار، وقد استُعملت في الدعاء

والغرض البياني الرجاء والتفاؤل بتحقيق المدعوّ به.

ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 11:02 ص]ـ

أخي أحمد المحترم أنت سبقتني في الكتابة وهذا ليس مستغرب منك لأنك سباق للخير ولذلك أرجو نقل مشاركتي " من بلاغة النبي" وضمها إلى مشاركتك وسوف أكمل في الموضوع لأنه موضوع ثري بالفائدة. مع الشكر الجزيل.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 11:13 ص]ـ

بارك الله فيك أخي محمد ... القلوب عند بعضها وهذه دليل حب الفائدة بخدمة لغتنا العربية وبلاغة أحاديث النبي والذي أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم، أثابك الله خير مايثيب عباده المتقين.

ـ[قطرة ندى]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 11:55 ص]ـ

جزيتم خيرا. لاحرمكم الله أجر ما نقلتم::

عودتمانا دائما على المفيد، فلكم منا كل الشكر::

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 12:18 م]ـ

بارك الله فيك أختي الكريمة قطرة ندى وجزاك خير الجزاء وأوفاه نفعنا الله بك ...

ـ[محمد سعد]ــــــــ[25 - 08 - 2007, 02:58 م]ـ

المجاز المرسل المركب: المركب الإنشائي

قد يخرج المركب الإنشائي مجازاً عن معناه للدلالة بها على معانٍ أُخرى، منها ما يلي:

•إطلاق الأمر والنَّهي مُراداً به الإخبار مجازاً ومن أمثلته من الحديث النبوي الشريف:

قول الرسول (ص) كما جاء في الحديث النبوي الصحيح:

" مَنْ كَذَبَ علىَّ مُتعمداً فليتبَوَّأ مَقعَهده من النَّار" فليتبوَّأ: الصيغة إنشائية فيها معنى الأمر، والمراد الإخبار بأنهم سيتبوؤن مقعدهم من النار، أي: سيقيمون به.

يقال لغة: تبوَّأ المكان وتبوأ به، إذ نزله وأقام به.

والعلاقة السببية بين الأمر والخبر هنا، إذ الأمر مستعمل أولاً بمعنى الدعاء، إذ يطلب في الرسول من ربه، ودعاء الرسول على من كذب عليه متعمداً بهذا التبوُّء متحقق الاستجابة فهذا الكاذب سيتبوَّأ مقعده من النار حتماً.

أو نقول: صيغة الأمر مستعملة بمعنى الوعيد والعلاقة بين الأمر والوعيد أنَّ أمر التنفيذ الجزائي يلزم عنه وعيد بالجزاء، فالعلاقة هي اللزوم، فجرى استعمال الأمر في الوعيد بما سيحدث من جزاء، ولو كان مقرر الجزاء غير مستعمل صيغة الامر

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير