[براعة الاستهلال]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[28 - 08 - 2007, 04:28 م]ـ
عّرف البلاغيون براعة الاستهلال بأنها استهلال الكلام وابتداؤه بما يناسب المقصود.
ومن البديع في البدء ذكر مجمل الموضوع أو مجمل القصة قبل التفاصيل ومنه إجمال قصة أهل الكهف قبل تفصيلها في سورة الكهف.
ومن أمثلة البدايات الحسنة قول امرىء القيس في أول معلقته:
•قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل .... بسقط اللوى بين الدخول فحومل
قالوا: إنه في هذه البداية البارعة وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب ومنزله في مصراع واحد
وقول النابغة الجعدي:
•كليني لهم يا أميمة ناصب .... وليل أقاسيه بطيء الكواكب
ومثلوا لها بقول أشجع السلمى:
•قصر عليه تحية وسلام نشرت عليه جمالها الأيام
وقول أحمد شوقى فى ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم:
•ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وثناء
وأخذ البلاغيون على كثير من الشعراء عدم تخيرهم فى مطالع قصائدهم الألفاظ المناسبة للمقامات، ومثلوا لذلك بأمثلة كثيرة منها:
قول ذي الرمة حين دخل على هشام بن عبد الملك بن مروان:
•ما بال عينيك منها الدمع ينكسب ... كأنه من كلى مفرية سرب
سرب: قناة تسيل.
وكان بعيني هشام رمش فهي تدمع أبداً، فظن أنه يُعرِّض به، فقال له هشام: بل عينك أنت!
وقيل لما بنى المعتصم قصره بميدان بغداد وجمع عظماء دولته وجلس فيه يوم الاحتفال به أنشده غسحاق الموصلي:
•يا دار غيرك البلى ومحاك ... يا ليت شعري ما الذي أبلاك
فتطير المعتصم بهذا الابتداء وأمر بهدم القصر