[الاقتباس هل هو من السرقات أم من المحسنات؟]
ـ[الأسد]ــــــــ[10 - 04 - 2007, 04:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
استغربت وأنا اقرأ في بعض الكتب البلاغية حين وجدت الاقتباس يدرس ضمن ظاهرة السرقات، وزاد الأمر غرابة حين وجدت ذلك بكثرة تكاد تكون عموم ما يكتب في شأن السرقات , حيث لا تذكر السرقات إلا ويذكر معها الاقتباس , وهذا ما ظهرلي أيضا عند بعض المهتمين بالبلاغة العربية , والمعنين بشؤونها فكثير ممن أناقشه في هذا الجانب، يضع الاقتباس مع السرقات , ولذلك أخذت أبحث في هذا الجانب , فوجدت الشيخ الخطيب القزويني يضع مبحث الاقتباس ضمن ظاهرة السرقات، وقد وضع التضمين أيضا في ذلك المبحث، ولم يضعهما ضمن مباحث البديع (انظر الإيضاح في علوم البلاغة للقزويني)،ولعل هذا هو ما يجب الوقوف عنده، فلماذا لا يكون الاقتباس بوصفه من محسنات الكلام الأدبي ضمن إطار فن البديع؟ أليس هو تجميلا للكلام وتحسينا للمقال، ورونقا للأسلوب؟ فهذه هي مظاهر التكوين البديعي وأهدافه التي يرومها ثم كيف يليق بنا أن نجعل النهل من القرآن الكريم سرقه؟ وكيف نجعل الاستقاء من فيض الحديث النبوي الشريف سرقه، فهذان المصدران هما النور المبين والسراج المنير، وهما قمة الإبداع والبديع.
ثم إذا كان لا بد من دراسة هذا الفن (الاقتباس) في نطاق غير نطاق البديع، فلنحسن اللفظ، ولنخفف القسوة الوصفية حينما نجعل الإستفادة من القرآن الكريم والحديث الشريف سرقة، ولنقل على اقل تقدير الاهتداء أو الاستدلال، أو غير ذلك من المصطلحات التي تكون ألبق وأليق.
هذا مجرد رأي خاص يعبر عن وجهة نظر كاتبه، فإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وإن أصبت فمن الله، وأرجو من بقية إخواني الأعضاء في منتدانا الرائع أن يضعوا آرائهم، وردودهم، وتوضيحاتهم حتى نكون على نور مبين.
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[قاسم أحمد]ــــــــ[11 - 04 - 2007, 01:58 م]ـ
أخي الأسد:
إذا كان الإنسان أمينا وأشار إلى الجملة المقتبسة بوضعها بين مزدوجين مثلا فهذا اقتباس , وإلا فهو سرقة أدبية.
ـ[الأسد]ــــــــ[12 - 04 - 2007, 11:20 م]ـ
مع شكري وتقديري لأخي قاسم , الأمانة العلمية لا تحتم علينا أن نجعل الأخذ من القرآن والحديث سرقة , وأن نسميها سرقة أدبية. وشكرا على مرورك.
ـ[قاسم أحمد]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 01:00 ص]ـ
أخي الأسد:
شكرا على توجيهك ولكني لا أقصد القرآن والسنة ولكني أعني الذين يقتبسون من إنتاجات كتاب أو شعراء آخرين وينسبون ما اقتبسوا إلى أنفسهم.
ـ[الأسد]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 02:14 ص]ـ
أكرر شكري لك يا أخ قاسم , وأقول لك إذا كان الأخذ من الشعر على سبيل التمثل فهو من التضمين , وهو من فنون البلاغة , وإذا تشابهت الأفكار فتكرر القول وصادف قول شاعر آخر فهذا ما يسمى بتوارد الخواطر, وما عدا ذلك فإنه راجع إلى الآخذ نفسه عندما ينسب عمل غيره إليه فهذه هي السرقة , ولا يسمى ذلك اقتباسا , والله تعالى أعلم.
ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[13 - 04 - 2007, 06:49 ص]ـ
انت تقول اقتباس كيف تسأل عنه ا سرقة؟
ـ[الأسد]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 02:43 م]ـ
شكرا أخي قصي
وضعت عاعنوان على شكل الاستفهام التعجبي , ولا يخفى عليك ما يخرج له الاستفهام من معان.
ـ[المستعين بربه]ــــــــ[08 - 07 - 2009, 11:32 ص]ـ
وهوما درج عليه بعض الشعراء وأجازه البلاغيون وقد يستحسنونه؛ وهذا أن يقوم شاعربنظم آيات قرآنية كريمة ويضمنها شعره معتبرًاأنّ هذا نوع من ألإبداع والإجادة في القول؛ وأنأأرى أنّ هذا فسادفي الذوق وعُجبٌ وإعجاب في النفس؛ فجلال القرآن وعظمته يجب أن تنزه عن ضم الآيات أ واقتباسهاووضعها ضمن أبيات شعرية يسيء إلى ألقرآن الكريم وإن أقره البلاغيون وحسنوه.
ومن هذا التضمين المسيء قول أحدهم:
أنلني بالذي استقرضت خطًا وأشهدمعشرًاقدشاهدوه
فإنّ الله خلاق البرايا دنت لجلال عزته الوجوه
يقول إذا تدينتم بدينِ إلى أجل مسمى فاكتبوه
ومن الواضح أنّ الناظم ـ ولا أقول الشاعرـ هنا أخذ قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ} (282) سورة البقرة. فسلكه ضمن نظمه وفي هذا غض عظيم من قدر القرآن الكريم؛ ولاأظن هذا الناظم ـ رحمه الله ـ قال هذا النظم إلالإظهاربلاغة لفظية يرى من نفسه القدرة عليهاولمسايرة ماشاع في بعض أهل عصره من فسادالذوق.
وفتح هذا الباب جعل مُجًان الشعراء يتطاولون و يتوسعون حتى قال أحدهم:
إنّ في القرآن آية فيهال للعشاق طب
لن تنالواالبرحتى تنفقوامماتحبوا
وهوفي هذا الغثاء من النظم يشير إلى قوله تعالى: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} (92) سورة آل عمران.
وقد خلط هذاالناظم عملاسيئًاوبآخرأسوأ؛ فقد اضطرته ضرورة نظمه إلى أن يحذف نون الرفع من الفعل تحبون من غير سبب. كماأنّ خطأه هذا جعله ينسب للقرآن ماليس فيه؛ فصواب الآية كماهوموجودأعلاه.
وقال الأحوص:
ستبقى لهافي مضمرالقلب والحشا سريرة ودٍ يوم تبلى السرائر
وهذا اقتباس لقوله تعالى: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} (9) سورة الطارق
وهناك ممن تجرأواعلى القرآن بماهوأشدوأمرولم يمنعني من الاستشهاد به هنا إلا مخافة ذيوعه.
وللإيضاح أقول: إنّ رأيي لايهدف إلى سدذريعة القول المسيء فقط والسماح أوالتجاوزعن القول الذي لابذاءة فيه. وإنماهورأيٌ أرى فيه أنّ تضمين الآيات في الشعر واقتباسها أعتبره تطاولاًعلى كتاب الله. ولكن الأمريزيدسوءًاعندمايكون [حشفًاوسوءكيل] فيجمع مع التضمين وفاحش القول أخطأأخرى.
¥