تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

في عملية الإسناد: المسند والمسند إليه فيما له مزية، وما ليس له مزية عن طريق إثبات الدلالة في المعنى الأيجابي وإثبات الدلالة عن ذلك في المعنى السلبي لأن بهما إثبات معنى اللفظ، وبه يتحقق أن كان مثبتاً، وينفي ذلك المعنى عنه أن كان منفياً، وهذا إنما يتحقق في طبيعة الأخبار، لذلك يقول:

« اعلم أن معاني الكلام كلها معان لا تتصور إلا فيما بين شيئين، والأصل الأول هو الخبر » (1).

وإفادة عبد القاهر الجرجاني وأن كانت صعبة الاستدلال أو القبول في « دلائل الإعجاز » ولكنها واضحة ومتناسقة في « أسرار البلاغة ».

ودلالة الألفاظ لديه مرتبطة فيما تفيد من معنى عند التركيب، وما يتصور جملياً عند اقترانهما فإذا راقك هذا المعنى دون ذاك، فيعود ذلك إلى حسن التأليف ودقة التركيب، والدليل لديه على ذلك: أنك لو فككتها ونثرتها متباعدة غير منتظمة فلا تحصل على الدلالة نفسها وهي مترابطة مركبة، وهو في أسرار البلاغة يبدأ الحديث عن هذه الدلالة بكل وضوح وجلاء، ويسيطر لإثباتها بكل يسر فيقول متسائلاً ومجيباً:

« كيف ينبغي أن يحكم في تفاضل الأقوال إذا أراد أن يقسم بينها حظوظها من الاستحسان ويعدل القسمة بصائب القسطاس والميزان؟ ومن البيّن الجلي أن التباين في هذه الفضيلة والتباعد عنها إلى ماينافيها عن الرذيلة، وليس مجرد اللفظ، كيف والألفاظ لا تفيد حتى تؤلف ضرباً خاصاً من التأليف ... وفي ثبوت هذا الأصل ما تعلم به أن المعنى الذي كانت له هذه الكلم ... أعني الاختصاص في الترتيب، وهذا الحكم يقع في الألفاظ قريباً على المعاني المترتبة في النفس المنتظمة فيها على قضية العقل ولن يتصور في الألفاظ وجوب تقديم وتأخير، وتخصص في ترتيب وتنزيل، وعلى ذلك وضعت المراتب والمنازل في الجمل المركبة، وأقسام الكلام المدوّنة » (2).


(1) المصدر نفسه: 333.
(2) عبد القاهر، أسرار البلاغة: 3 - 4.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير