تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

9ـ وهذا حازم القرطاجني (ت: 684 هـ) بكثرة إضاءته وتنويره في منهاج البلغاء، نجده يؤكد الحقائق الدلالية السابقة لعصره، وعنده أنها من المسلمات حتى أنه ليقارن بين دلالة المعاني والألفاظ ويعبر عنهما بصورة ذهنية، وهو إنما يحقق في ذلك من أجل أن يتفرغ لإتمام اللفظ بالمعنى وإتمام المعنى باللفظ، في تصور جملي متتابع، فيقول: ـ

« إن المعاني هي الصور الحاصلة في الأذهان عن الأشياء الموجودة في الأعيان. فكل شيء له وجود خارج الذهن وأنه إذا أدرك حصلت له صورة في الذهن تطابق لما أدرك منه، فإذا عبر عن تلك الصورة الذهنية الحاصلة عن الإدراك، أقام اللفظ المعبر به هيئة تلك الصورة في أفهام السامعين وأذهانهم » (1).

فهو يرى تشخيص اللفظ للصورة الذهنية عند إدراكها بما يحقق الدلالة المركزية التي يتعارف عليها الاجتماع اللغوي، أو العرف التبادري العام بما يسمى الآن الدلالة الاجتماعية، اللغوية، المركزية، وهي تسميات لمسمى واحد.

10 ـ ونجد السيوطي (ت: 911 هـ) وهو كثير النقل عمن سبقه، وكتاباته لا تعبر عن جهده الشخصي في الاستنتاج بل قد تعبر عن جهده الشخصي في الاختيار، وله في هذا الاختيار مذاهب ومذاهب، قد ينسب بعضها إلى أهلها وقد يحشر بعضها في جملة آرائه، وقد ينقلها نقلاً حرفياً،


(1) حازم القرطاجني، منهاج البلغاء: 18.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير