وتمضي الأحداث ليكتشف إخوة يوسف أن العزيز ما هو إلا ذلك الغلام الصغير الذي ألقوه في غيابة الجب منذ سنوات بعيدة، فاعتذروا إليه، وحملوا قميصه، وعادوا به ليلقوه على وجه أبيهم، فيرتد إليه بصره بعد أن فقده حزناً على فراق ولديه.
وينتقل الجميع إلى مصر ليجمع الله تعالى سيدنا يعقوب بابنه يوسف (عليهما السلام) بعد غياب طويل، (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ) ها هي كلمة (آوى) ترد من جديد، تتضمن معاني التآلف، والتئام الجرح، وتحمل في طياتها معاني الرحمة بأبويه، والعطف عليهما، وقد أصبحا طاعنين في السن.
دعاء يوسف (عليه السلام):
وتنتهي قصة يوسف بدعائه عليه السلام:
(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ).
فانظر المعاني العظيمة التي اشتمل عليها الدعاء بإيجاز شديد كما ورد ت في الآية الكريمة؟
في دعاء يوسف (عليه السلام):
- أمران نالهما يوسف من ربه في الدنيا: آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ
- أمران طلبهما يوسف من ربه لآخرته: تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ
- أمران يتعلقان بصفات الله تعالى:
القدرة والخلق .. فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
الإلوهية والوحدانية .. أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا (بما وهبتني) وَالآخِرَةِ (بما أرجوه منك)
فانظر آداب الدعاء في قول سيدنا يوسف:
بدأ يوسف (عليه السلام) دعاءه بالاعتراف بفضل الله تعالى عليه في الدنيا، بما وهبه من العلم والملك. ثم أثنى عليه بما هو أهله، واختار من صفات الله تعالى القدرة، والخلق (فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ)، فخالق السموات والأرض هو القادر وحده على إجابة الدعاء.
ثم أقر سيدنا يوسف بعبوديته لله تعالى، وتوحيده إياه، والافتقار إليه، باستعطاف، واسترحام، وتذلل: (أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ).
ثم طلب بعد ذلك من الله تعالى أن يتوفاه على الإسلام ويلحقه بالصالحين.
فكان أن جمع سيدنا يوسف في دعائه بين خيري الدنيا (العلم والملك) والآخرة (الوفاة على الإسلام، والحشر مع الصالحين في الجنة) طالباً ذلك كله من خالق السموات والأرض ومن فيهما، ووارثهما ومن فيهما
موضوع مقتبس من موسوعة الاعجاز العلمي في القران الكريم والسنة
ـ[بالقران نحيا]ــــــــ[25 - 11 - 2007, 08:27 م]ـ
شكرااخي على طرحك المفيد
وجزيت خيرا
ولكن بودي ان اسالك عن المرجع في طرحك ماهو؟
تقبل مروري المتواضع:)
ـ[حامد العراقي]ــــــــ[13 - 12 - 2007, 04:55 م]ـ
السلام عليكم هناك كتابان في بيان الأوجه البلاغية لالايات المتشابهة الالفاظ في القران الكريم احدهما للكرماني واسمه اسرار التكرار في القران الكريم والآخر التعبير القراني لفاضل السامرائي ومن الامثلة على ذالك قوله تعالى في سورة البقرة (سبع سنابل) وفي سورة يوسف (سبع سنبلات) مع ان العدد واحد
ـ[اسلام1]ــــــــ[13 - 01 - 2008, 02:35 م]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا على الموضوع المفيد
ـ[هيثم محمد]ــــــــ[03 - 02 - 2008, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم
أشكركم على التفاعل
الأخت الفاضلة بنت الجنوب أشكرك على طرحك المفيد
ولمن سألني عن المصدر الذي أحضر منه فن البلاغة في الآيات الكريمة هي من كتاب إعراب القرآن الكريم لمحي الدين الدرويش
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[17 - 02 - 2008, 10:01 م]ـ
أخي الحبيب هيثم ..
بوركتَ حيثما حلت كتاباتك وطوح قلمك ..
ـ[اشرف جلال]ــــــــ[05 - 03 - 2008, 10:45 ص]ـ
شكراًلكم جميعاً
فقد خرجت من الدنيا مع البلاغة القرآنية ورجعت عندما انتهيت
زيدونا أزادكم الله من فضله وعلمه
ـ[الحررر]ــــــــ[20 - 11 - 2010, 01:58 م]ـ
عفوا هل هذا ايجااز؟؟؟