تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

6. قال تعالى: (فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوونَ) , فإن معنى (كُبكِبوا) من الكب وهو القلب إلا أنه مكرر المعنى وإنما استعمل في الآية دلالة على شدة العقاب وأنهم لا يكبون مرة واحدة بل على دفعات .. قال تعالى: (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا) , وقال: (كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) , وفي اللفظ (كُبكِبوا) تحضير لهم كأنهم شيء كريه كُبَّ من إناء.

7. قال تعالى: (فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) , صعود السد أسهل من نقبه لأنه مصنوع من الحديد والنحاس لذا استخدم في الصعود (اسطاعوا) قليلة المبني لتدل على قلة المعنى لتقابل الأسهل من العملين .. ونقب السد كان في غاية الصعود به لذا استخدم له (وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً) , لتناسب الصعود به في نقب هذا السد ولتبين المحاولات العديدة والشاقة لنقبه, فإن كلمة (استطاعوا) تزيد على (اسطاعوا) بالتاء.

8. قال تعالى: (سَأُنَبِّئُكَ بِتَأو يلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً) , ثم قال: (وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأويلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً) , لما لم يكن قد أخبر الخضر موسى عليه السلام بتفسير هذه الحوادث التي حدثت لهما كان الفعل (تستطع) زائد المبني ليدل على شدة المعاناة التي كابدها موسى عليه السلام في عدم الصبر والاستطاعة .. فلما أخبر الخضر موسى عليه السلام بالعلل وبّين له سبب أفعاله السابقة سهل الأمر على موسى فجاء الفعل (تسطع) قليل المبني ليدل على قلة المعنى وقلة المعاناة التي كابدها موسى لأنه إذا عرف السبب بطل العجب.

9. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ) , إن القرآن نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم منجماً أي في ثلاثة وعشرين عاماً نزل على الحوادث أما الكتب السابقة فقد نزلت مرة واحدة ولذلك ناسب نزول القرآن لفظة (نَزَّلَ) والكتب السابقة (أَنْزَلَ) فالتشديد في كلمة (نَزَّلَ) زيادة في المبني على زيادة في المعنى.

10. قال تعالى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هو خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ) , في قوله تعالى: (فَقَطَّعَ) التضعيف في هذا الفعل يدل على شدة التقطيع والتمزيق وهو ما لا يؤديه الفعل بدون تضعيف.

ـ[قصي علي الدليمي]ــــــــ[19 - 08 - 2007, 04:33 م]ـ

بارك الله بك اخي وعليك بكتاب معاني الأبنية للدكتور الفاضل جبل العراق بالعلم الاستاذ الدكتور فاضل السامرائي (اطال الله عمره بالبر والتقوى)

ـ[هيثم محمد]ــــــــ[20 - 08 - 2007, 01:26 ص]ـ

أخي الفاضل قصي أشكرك، والدكتور فاضل السامرائي رجل له فضل كبير بما يقدمه من لمسات بيانية ممتعة بارك الله فيه وفى وقته وعمله وجعلنا من العاملين على فهم القرآن

ـ[سرب القطا]ــــــــ[31 - 08 - 2007, 12:57 ص]ـ

جزاكم الله كل خير

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير