مرضع ... ومرضعة ...
المرضع في اللغة هي المرأة ذات الحليب التي لها قدرة على در اللبن وعلى مباشرة الإرضاع من ثديها. أما فعل الإرضاع فيعني بالإضافة إلى ذلك الإرضاع من قنينة أو تقديم اللبن في كوب، أو حمل الرضيع في وضع الإرضاع من غير تلقيم الثدي بشكل مباشر.
والمعروف في اللغة أن (مرضع) من الصفات المذكرة الممنوعة من التأنيث، والتي تذكر رغم إطلاقها على المرأة عند اتصاف المرأة بصفة أو قيامها بفعل تنفرد به الإناث وتختص به من دون الرجال نحو حامل , حائض , طالق , طامث، عاقر، قاعد، كاعب, مرضع, ناشز و ناهد.
يقول تعالى في الآية (2) من سورة الحج:
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ
وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى
وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
قال سبحانه وتعالى (كُلُّ مُرْضِعَةٍ) ولم يقل (كُلُّ مُرْضِع)، لأن (مُرْضِع) من الصفات الممنوعة من التأنيث التي تنفرد أو تختص بها الإناث من دون الذكور، وهي تدل على صور (المُرْضِع) وصور (الإرضاع) التي تنفرد بها الإناث من دون الذكور.
أما قوله (مُرْضِعَةٍ) تأنيثا لصفة (مُرْضِع) فيقتضي استبعاد المرأة (المرضع) القادرة على در اللبن ومباشرة الإرضاع بتلقيم الثدي من السياق، ويقتضي أن يكون المراد والمقصود هنا هو الإشارة إلى صورة أخرى من صور الإرضاع تكون مشتركة بين الذكر والأنثى، ويستطيع كل منهما القيام بها.
المرضع هي المرأة التي تتصف بصفة أو تقوم بفعل لا يمكن أن يقوم به الرجال، ولا يقال للمرضع مرضعة إلا عندما يكون المقصود بذلك حمل الرضيع على الصدر في وضع الإرضاع بصورة يمكن أن يقوم بها الرجل أيضا.
لقد قال سبحانه تعالى (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) لأن الذهول يقتضي أن تكون المرأة (مرضعة) تحمل الرضيع على صدرها في وضع الإرضاع من دون مباشرة، وذلك لأن المرأة (المرضع) إذا باشرت إرضاع طفلها والتقم ثديها فإنها تنشغل به، ولا تذهل مهما كان الأمر مهما.
ومن ذلك (امرأة طاهر) من الحيض و (امرأة طاهرة) أي نقية من العيوب وكذلك (امرأة حامل) من الحمل و (حاملة) على ظهرها أو تحمل شيئا ظاهرا و (امرأة قاعد) إذا قعدت عن المحيض و (قاعدة) من القعود و (امرأة حامل) إذا حملت جنينا في بطنها و (حاملة) إذا حملت شيئا بيدها أو على ظهرها ففرق بينهما بالتاء لافتراق المعنيين، ولأن الأولى صفة تختص بها المرأة، والثانية صفة مشتركة بين الذكر والأنثى، ولذلك فهي تذكر مع الذكر، وتؤنث مع الأنثى.
والله أعلم،
منذر أبو هواش
:; allh
ـ[أخابيط]ــــــــ[13 - 12 - 2007, 09:20 م]ـ
مرضع ... ومرضعة ...
المرضع في اللغة هي المرأة ذات الحليب التي لها قدرة على در اللبن وعلى مباشرة الإرضاع من ثديها. أما فعل الإرضاع فيعني بالإضافة إلى ذلك الإرضاع من قنينة أو تقديم اللبن في كوب، أو حمل الرضيع في وضع الإرضاع من غير تلقيم الثدي بشكل مباشر.
والمعروف في اللغة أن (مرضع) من الصفات المذكرة الممنوعة من التأنيث، والتي تذكر رغم إطلاقها على المرأة عند اتصاف المرأة بصفة أو قيامها بفعل تنفرد به الإناث وتختص به من دون الرجال نحو حامل , حائض , طالق , طامث، عاقر، قاعد، كاعب, مرضع, ناشز و ناهد.
يقول تعالى في الآية (2) من سورة الحج:
يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ
وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى
وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ
قال سبحانه وتعالى (كُلُّ مُرْضِعَةٍ) ولم يقل (كُلُّ مُرْضِع)، لأن (مُرْضِع) من الصفات الممنوعة من التأنيث التي تنفرد أو تختص بها الإناث من دون الذكور، وهي تدل على صور (المُرْضِع) وصور (الإرضاع) التي تنفرد بها الإناث من دون الذكور.
أما قوله (مُرْضِعَةٍ) تأنيثا لصفة (مُرْضِع) فيقتضي استبعاد المرأة (المرضع) القادرة على در اللبن ومباشرة الإرضاع بتلقيم الثدي من السياق، ويقتضي أن يكون المراد والمقصود هنا هو الإشارة إلى صورة أخرى من صور الإرضاع تكون مشتركة بين الذكر والأنثى، ويستطيع كل منهما القيام بها.
المرضع هي المرأة التي تتصف بصفة أو تقوم بفعل لا يمكن أن يقوم به الرجال، ولا يقال للمرضع مرضعة إلا عندما يكون المقصود بذلك حمل الرضيع على الصدر في وضع الإرضاع بصورة يمكن أن يقوم بها الرجل أيضا.
لقد قال سبحانه تعالى (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) لأن الذهول يقتضي أن تكون المرأة (مرضعة) تحمل الرضيع على صدرها في وضع الإرضاع من دون مباشرة، وذلك لأن المرأة (المرضع) إذا باشرت إرضاع طفلها والتقم ثديها فإنها تنشغل به، ولا تذهل مهما كان الأمر مهما.
ومن ذلك (امرأة طاهر) من الحيض و (امرأة طاهرة) أي نقية من العيوب وكذلك (امرأة حامل) من الحمل و (حاملة) على ظهرها أو تحمل شيئا ظاهرا و (امرأة قاعد) إذا قعدت عن المحيض و (قاعدة) من القعود و (امرأة حامل) إذا حملت جنينا في بطنها و (حاملة) إذا حملت شيئا بيدها أو على ظهرها ففرق بينهما بالتاء لافتراق المعنيين، ولأن الأولى صفة تختص بها المرأة، والثانية صفة مشتركة بين الذكر والأنثى، ولذلك فهي تذكر مع الذكر، وتؤنث مع الأنثى.
الأخ الكريم منذر أبو هواش:
مشاركتك احتوت على معلومات قيمة. هلا أوردت مصادرها كي تعم الفائدة، لا أمر عليك.
تحياتي
¥