تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو سهيل بن مهدي]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 07:12 ص]ـ

لا أله إلا الله أستغفره وأتوب أليه

و من يجيب المضطر سواه!! ..

أسأل اللهَ الكريم أن يُصلح لنا شأننا كله و لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدًا.

ـ[السلفي1]ــــــــ[08 - 06 - 2009, 06:42 م]ـ

بسم الله.

قلتُ , وبالله تعالى التوفيق والسداد:

أحسن الله تعالى إليك أخي الكريم أبا سهيل ,وبارك فيك رب العزة , ونفع بك.

أحمدُ الله تعالى على سلفية عقيدتك وأثريتها , وأحمده على كونك محلاً قابلاً

للنقاش والاستجابة والنزول عند الحق , فهذا ليس بالشيء الهين في عالم التعالم

والجهل ,

وعليه: طفقت قائلاً: أخي الكريم.

أولاً: معنى قول ابن رجب رحمه الله تعالى:

" فكل هذه العقوبات بسبب المعاصي , وهي من مقدمات عقوبات جهنم

وأنموذجها " هو:

فكل هذه العقوبات بسبب المعاصي , وهذه العقوبات الدنياوية بعض مقدمات

عقوبات جهنم وبعض مقدمات أنموذج (مثال - صور) عقوبات جهنم " ,

فهو يريد - باختصار-:

أن عقوبات الدنيا مقدمات لعقوبات جهنم ومقدمات لأمثلة وصور وأنواع

عقوبات جهنم ,

وليس أن عقوبات الدنيا هي مثال أو صورة أو نوع يطابق عقوبة جهنم أو أن

هذه العقوبة الدنوية بعينها هي عقوبة جهنم أو من رأى عقوبة دنوية فقد رأى

عقوبة من عقوبات جهنم ,

ولكن مراده:

تتقدم عقوبات دنوية بين يدي عقوبات جهنم , وهذه العقوبات الدنوية تتفاوت

, وكما أن عقوبات الدنيا تتفاوت كما ترى فإن عقوبات جهنم تتفاوت أيضًا ,

ثانيًا: قولك:

معناه في فهمي أن كلمة (نموذج) مكافئةٌ لكلمة (تذكرة) أي أن الله تعالى

جعل لنا نيران الدنيا لنفهم - إذا نظرنا إليها - (المعني) المًراد من نيران

الآخرة؛

صحيح , ولكن تفسيرك هو تفسير بالازم , فكلامك لازم من كلمي , وهو

صحيح معتبر لا إشكال , فإذا كان الأمر كما ذكرتَ ,

فلا يصلح عندكَ أن نجعل البركان صوة لجهنم , ولكنه تذكرة لها , وهذا ما

كان يريده ابن رجب لما تكلم عن المذكرات الدنوية لنعيم وعذاب جهنم , فذكر

كلامه المنقول سالفًا ,

لكن صنعيك أخي الكريم وفهمك الأول لكلام ابن رجب يعني بقوة أنك أردت

وقصدتَ أن البركان يعطي صورة جهنم , وأفهم صنعيك ذلك إذْ قولتَ:

" الجحيم كأنك تراها:فيديو: صور " ,

فالفعل " كأن " هنا يفيد التشبيه كما هو معلوم في اللغة , والمعنى أن من رأى

فيدو وصور البركان كأنه رأى جهنم , وهذا لا يكون إلاّ إذا كان هناك أوجه شبه

بين البركان وجهنم من حيث الماهية , وبذلك يكون البركان صورة لجهنم وإن

لم تتحقق المطابقة التامة , فأنت لا يخفاك - إن شاء الله تعالى - الفرق بين

التشبيه والثمثيل , وكلاهما غير صحيح , فالسلامة من هذا الإشكال أن يُفْهِم

كلامُك وصنيعك أن البركان من مُذَكِرات جهنم ,وهو عين ما أراده ابن رجب ,

ويمكنك القول - مثلاً -:

" إياك والجحيم " - " هل نقوى على الجحيم؟! " - " ماذا يكون في

الجحيم " , وهكذا من العبارات المطلقة التي يستغرق الفهم والتصور من السامع

فيها دون تحديد معين ,

ثالثاً: وقولك:

وأمَّأ الكيف فلا يعلمُه إلا الله ,

فنحن ننظر إلى (النموذج) فـ (نتذكَّر) الأصل و لا نشبِّهه به و لا نمثِّله ,

فهذا ما أردت بيانه , وذلك بنفي التشبيه في الماهية بين البركان وجهنم لأن

التشبيه نوع من التكييف.

رابعًا:قولك:

"فإنهم كانوا يقولون عن عذابات الدنيا أنها نموذج لعذاب الآخرة!! .. "

هذا ليس له معنى صحيح إلاّ بحمله على ما فسرتَ أنت به , وإلاّ فلا , ووقع في كلام

البيضاوي وأبي السعود وأبي حيان وغيرهم.

خامسًا: قولك:

"ذكر ابن رجب رحمه الله ما عذَّب اللهُ به الأقوام الكافرة فقال ... ".

قولك: " ما عذَّب اللهُ به الأقوام الكافرة " من كلامكَ أنت , وليس من كلام

ابن رجب , وإنما ذكر كلامه عند بيان الأجسام التي تكون في الدنيا ونتذكر بها

جهنم حيث ذكر الشمس والصواعق والريح المحرقة والظلة , فانتبه - بارك الله

فيك -.

والله الموفق.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير