تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال: يصعب ذلك فلا يمكن تصور أم ترضع طفلها إلا وهي منحنية عليه وتلبسه ثيابه إلا وهي منحنية عليه ولا تضمه إلى صدرها إلا وهي منحنية عليه

قلت: تصور أي وضع من أوضاع رعاية الأم لطفلها فلن تجدها إلا منحنية

قال: وهذا يفسر سر خلقها من ضلع أعوج

قلت: هذه واحدة

قال: والثانية

قلت: جميع الألفاظ التي تحمل العوج في اللغة العربية ... تحمل معنى العاطفة في الوقت نفسه

قال: وأين العوج في كلمة العاطفة؟

قلت: مصدر العاطفة " عَطَف " ومن هذا المصدر نفسه اشتقت كلمة المنعطف .. وهو المنحني كما تعلم وفي لسان العرب: عطفت رأس الخشبة فانعطف أي حنيته فانحنى والعطائف هي القسي وجمع قوس ألا ترى معي القوس يشبه في انحنائه الضلع

قال: سبحان الله، وهل ثمة كلمة أخرى يشترك بها معنى العوج ومعنى العاطفة؟

قلت: دونك الحنان ألا يحمل معنى العاطفة؟

قال: بلى. الحنان هو العطف والرقة والرأفة

قلت: وهو يحمل العوج أيضا. تقول العرب: انحنى العود وتحنى: انعطف. وفي الحديث: لم يحن أحد منا ظهره، أي لم يثنه للركوع. والحنية: القوس. وها قد عدنا للقوس التي تشبه في شكلها الضلع.

قال: زدني،.زادك الله من فضله. هل هناك كلمة ثالثة؟

قلت: هل تعرف من الأحدب؟ قال: من تقوس ظهره!

قلت: وها قد قلت بنفسك تقوس واشتققت من القوس فعلا وصفت به انحناء ظهر الأحدب

وقال: ولكن أين معنى العاطفة في الأحدب؟

قلت: في اللغة: حدب فلان على فلان وتحدب: تعطف وحنا عليه. وهو عليه كالوالد الحدب وفي حديث علي يصف أبا بكر رضي الله عنهما: " وأحدبهم على المسلمين " أي أعطفهم وأشفقهم

قال: لا تقل لي إن هناك كلمة رابعة؟

قلت: أليس الاعوجاج في الضلع يعني أنه مائل؟

قال: بلى

قلت: العرب تقول: الاستمالة: الاكتيال بالكفين والذراعين.

قال: هذا يشير إلى العوج والانحناء.ولكن أين العاطفة؟

قلت: ألا ترى أن اصل كلمة هو" الميل " والميل اتجاه بالعاطفة نحو الإنسان أو شيء، تقول: أميل إلى فلان أو إلى كذا؟ وفي لسان العرب " الميل " العدول إلى الشيء والإقبال عليه

قال: حسبك. فما فهمت العوج في الضلع الذي خلقت عليه المرأة ... كما فهمته الآن، فجزاك الله خيرا

قلت: ويجزيك على حسن استماعك ومحاورتك وسرعة استجابتك للحق

اللهم بارك في المرأة .. ما أروعها من مخلوق .. سبحان الله

ـ[بثينة]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 05:00 م]ـ

بارك الله فيك أخي أحمد

استمتعت كثيرا و أنا أتابع الحوار الشيق

سبحان الله الذي خلقنا!

ـ[أبو الريم]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 06:49 م]ـ

السلام عليكم

بارك الله فيك اخي موضوع شيق بنود في المرأة لا نتوقعها و حين نعرفها نحس اننا كنا نعرفها من ذي قبل بل ومررنا عليها في حياتنا

الموضوع شيق سأقوم بنقله مع ذكر المصدر و المنتدى جزاك الله خير

ـ[نبض القصيد]ــــــــ[11 - 06 - 2009, 09:12 م]ـ

حوار شيق

بارك الله فيك أخي الكريم.

ـ[عبق الفصحى]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 12:31 م]ـ

ما أروعه من حوار0و تفسير منطقي لماهية الضلع الاعوج ليت كل الرجال يعرفون هذا التفسير والمعنى لما غضب احد من امرأته واشتكى منها بل يسايرها ويقدر ان الله خلقها كذللك

ـ[أبو لين]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 05:53 م]ـ

رائع ... بارك الله فيك أستاذنا الكريم أحمد ونفع بك.

ـ[زورق شارد]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 09:18 م]ـ

مع ذلك يقول الدارسون لايستطيع الرجل أن يقوم بعمل المرأة بينما تستطيع المرأة أن تقوم بعمل الرجل ..

أمتعتنا .. شكرا لك

ـ[سما الإسلام]ــــــــ[14 - 06 - 2009, 11:11 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

نقل رائع كما عودتنا أستاذنا

و أكاد أجزم بأن معظم المشكلات التي تظهر بين الرجل و المرأة هي لعدم فهم هذه الطبيعة التي خلقت عليها المرأة

بارك الله فيك

ـ[أبو سارة]ــــــــ[15 - 06 - 2009, 04:04 ص]ـ

حوار ماتع جميل، سلم يراعك يا أستاذ أحمد

لكن الأعوج يقصد به في الأصل (غير المستقيم)، ومحاولة استقامته متأرجحة بين أمري الكسر والاعتدال أو البقاء على الأصل وهو (عدم الاستقامة)، والنقاش الذي ذكره الكاتب نابع من زخرفة أطراف الموضوع لا صلب معنى اللفظ، والله أعلم.

دمت موفقا

ـ[زينب هداية]ــــــــ[15 - 06 - 2009, 09:24 م]ـ

أين هم الرّجال من حديث الرّسول الكريم؟

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[18 - 06 - 2009, 12:46 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لو يعرف الرجال أو تعرفن النساء كيف تبنى العلاقات الإنسانية والوجدانية التي أوجدها الله عز وجل في كتابه وسنة رسوله ,, ما وجدنا هذا الجموح المفرط في العلاقات بين الزوج وزوجه أو بين الرجل والمرأة ,, وكلاهما مقصر ٌ على أي حال ولكن الرجل يحمل الشق الأكبر من هذا التقصير ,,

أستاذنا الغنّام جزاك الله عنّا خير الجزاء ,, وجعل هذا النقل الماتع في ميزان حسناتكم ,, فالنقل دليلٌ على حجة العقل وثقافته الواسعة ,, حفظك الله لنا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير