[تحقيق العدل]
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[29 - 03 - 2010, 02:20 م]ـ
العدل أعظم ما يحتاجه الإنسان في أمور حياته والظلم أقسى ما يكدر على الإنسان حياته ويقلبها نارا تحرق كل ما بقربها حتى الظالم نفسه سيحترق بالنار التي أشعلها في حياة المظلوم.
والله سبحانه وتعالى يأمر بالعدل والإحسان وأن يُجعل الناس سواسية أمام العدالة فلا كبير ولا صغير ولا مسلم ولا كافر ولا يجرمنكم شنآن قوم ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى.
إن تحيق العدل حاجة طبيعية للإنسان مثل الماء والهواء ومن حق كل إنسان على وجه الأرض أن يُحكم له بالعدل وأن يعطى حقه من غير مَنٍّ ولا أذى ونرى الله سبحانه وتعالى قد ندب المسلمين لتحقيق العدل فيمن كفروا به!! لأن الظلم يقتل الروح وقتل النفس بغير حق أعظم من زوال الدنيا.
واليوم نفتقد العدل في عالمنا العربي ولذلك طعم الحياة غير مستساغ لأنه مخلوط بمرارة الظلم. ولا يزال الظالمون يزدادون جبروتا وطغيانا ويستمتعون بآهات المظلومين وجراح المكلومين ويجرعون الناس كؤوس الظلم لكن ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار. ويظن الظالمون أنفسهم يزدادون قوة وتحكما ولم يعلموا أن قوة الله تنتظرهم وأن الله سوف يأخذ قوتهم بقوته وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد.
والظلم ليس فيه قوة وسيطرة بل فيه ضعف وصغار بل هو عار ومنقصة ولذلك نزه الله تعالى نفسه عنه لأنه يشوه الكمال فجعله محرما على نفسه وحرمه على عباده فقال: ولا تظالموا.
إن تحقيق العدل اليوم وكل يوم من أسهل الأشياء إنجازا وأسرعها انتشارا وأحمدها أثرا والعدل يحتاج إلى كلمة واحدة تعيد المظلوم إلى الحياة وتدخل الظالم في السجن.
إن العدل يحتاج صدقا وإرادة والله المعين على الباقي لأن الله ناصر الذي ينشر العدل بين الناس وينزع عنهم كآبة الظلم وسكاكين القهر. وقد حقق عمر بن الخطاب العدل في رقعة واسعة من الأرض ولم يكن لديه أي جهاز تقنية يربطه بأقرب نقطه إليه إلا جهاز الإرادة الذي صنع كل مستلزمات الحياة.
إن العدل لا تستطيع البطانة أن تقف في وجهه إذا أراد أن يخرج من عند الحاكم ليقضي بين الناس ويوزع عليهم الطمأنينة ليعود إلى الحاكم بالثقة فالشعب لا بد إن يطمئن إلى الحاكم ليعطيه الثقة.
والعدل سهل متواضع يقوم مع الشخص الواحد نعم يقوم بشخص واحد لكن لابد أن يكون هذا الشخص مؤمنا صادقا.
البوم نريد عمر بن عبد العزيز يذيع في نشرات الأخبار من كانت له مظلمة فليرفعها
إلينا ويبدأ بقصف الظالم ورد المظالم وفي غضون سنة واحدة يتحقق العدل وينال عمر بن عبد العزيز الثقة فيعطيه الشعب زكاة أموالهم فتفيض الأموال ولا يحتاج الناس أن يأخذوا من أموال الدولة شيئا.
اللهم أنت المستعان على أحوالنا.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[01 - 04 - 2010, 02:23 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: عامر مشيش
جزاك الله خيرا، مقال مؤثر ومفيد وقيم، جعله الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة، اللهم آمين.
ما قيل عن الظلم والظالم:
لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا ..... فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه ...... يدعو عليك وعين الله لم تنم
وقيل
وما من يد الا يد الله فوقها ...... وما ظالم الا سيبلى بأظلم
ماذا ستقول لرب العزة!!
اذا جار الأمير وكاتباه ...... وقاضي الأرض داهن في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويل ...... لقاضي الأرض من قاضي السماء
ومن كان أيضا في تحته يتامى فلا تظلمهن ..... !!!
ـ[الخبراني]ــــــــ[01 - 04 - 2010, 02:28 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عامر مشيش
لأن أكون مظلوما أفضل من أن أكون ظالما
ـ[السراج]ــــــــ[01 - 04 - 2010, 09:58 م]ـ
أخي عامر ..
كنت قد استقبلت هذا المقال أول ما طرحتَه هنا .. وتريثتُ ثم أعدتُ القراءة مرة ومرتين ..
وكلّ مرة أكتشف لمحة جمالية، وقوة معنى مدعومة بألفاظها ..
إني لأستغرب - كل الغرابة - من تحقيق العدالة (ولو بعضها) في دول غربية لا تمت بالإسلام صلة، ونحن الذين تربينا على العدل وأُمرنا بتحقيقه نفتقد- في كثير من الأحيان - لمضمونه!
إن الظلم عاقبته وخيمة، هكذا قالت العرب قديما، وما كانوا ليقولون إلا من تجربة وعن واقع عاشوه. ونرى ذلك يتكرر في مشاهد كثيرة حتى تبلغ ذروتها (كما أعلن المتنبي يوما):
والظلمُ من شيم النفوس وإن تجد ... ذا عفّة فلعلّة لا يظلمُ
بورك إبداعك أيها الفصيح ..
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[02 - 04 - 2010, 01:40 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
الأستاذ الفاضل: عامر مشيش
جزاك الله خيرا، مقال مؤثر ومفيد وقيم، جعله الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة، اللهم آمين.
ما قيل عن الظلم والظالم:
لا تظلمن اذا ما كنت مقتدرا ..... فالظلم آخره يأتيك بالندم
نامت عيونك والمظلوم منتبه ...... يدعو عليك وعين الله لم تنم
وقيل
وما من يد الا يد الله فوقها ...... وما ظالم الا سيبلى بأظلم
ماذا ستقول لرب العزة!!
اذا جار الأمير وكاتباه ...... وقاضي الأرض داهن في القضاء
فويل ثم ويل ثم ويل ...... لقاضي الأرض من قاضي السماء
ومن كان أيضا في تحته يتامى فلا تظلمهن ..... !!!
أختي الفاضلة الأستاذة زهرة متفائلة
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا لقد شرفتني بمرورك وأفدتنا بإضافتك.
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا ... فالظلم آخره يأتيك بالندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم
كتبتهما حرفا حرفا ولم أنسخهما لاستمتاعي بهما وحقهما أن يسمعا كل يوم بصوت شديد يهز الظالم ويطمئن المظلوم.
بوركت زهرة
¥