تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إليكم هذه يا أصحاب الفضائح]

ـ[القاموس المحيط]ــــــــ[25 - 04 - 2010, 01:29 ص]ـ

[إليكم هذه يا أصحاب الفضائح]

من ستر على مؤمن ستر الله عليه في الدنيا والآخرة. وليست هناك أسوة في الدنيا أفضل من محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، الذي قال لرجل فضائحي أتاه ليخبره عن فعلة مشينة اقترفها أحدهم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم وكأنه يقرّعه: هّلا سترت عليه، وكررها ثلاث مرات وملامح الغضب كانت بادية على وجهه الكريم. وهناك فئة من الناس لا هم لها غير التلذذ بالحديث عن فضائح الآخرين، ولو أنك (بحبشت) في تفاصيل حياتهم لوجدت الخزي الذي يندى له الجبين. كلنا يخطئ وأفضلنا هو من يتوب، وما أكثر ما تبت.

وإليكم هذه الواقعة التي تحدثت بها كتب التراث:

قال أحمد بن مهدي: جاءتني امرأة ببغداد، ليلة من الليالي، فذكرت أنها من بنات الناس، وقالت: أسألك بالله أن تسترني، فقلت: وما محنتك؟!، قالت أكرهت على نفسي وأنا الآن حامل، وبما أنني أتوقع منك الخير والمعروف، فقد ذكرت لكل من يعرفني أنك زوجي، وأن ما بي من حمل إنما هو منك فأرجوك لا تفضحني، استرني سترك الله عز وجل.

سمعت كلامها وسكت عنها، ثم مضت. وبعد فترة وضعت مولوداً، وإذا بي أتفاجأ بإمام المسجد يأتي إلى داري ومعه مجموعة من الجيران يهنئونني ويباركون لي بالمولود. فأظهرت لهم الفرح والتهلل، ودخلت حجرتي وأتيت بمائة درهم وأعطيتها للإمام قائلا: أنت تعرف أنني قد طلقت تلك المرأة، غير أنني ملزم بالنفقة على المولود، وهذه المائة أرجوك أن تعطيها للأم لكي تصرف على ابنها، هي عادة سوف أتكفل بها مع مطلع كل شهر وأنتم شهود على ذلك .. واستمررت على هذا المنوال بدون أن أرى المرأة ومولودها. وبعدما يقارب من عامين توفي المولود، فجاءني الناس يعزونني، فكنت اظهر لهم التسليم بقضاء الله وقدره، ويعلم الله أن حزناً عظيماً قد تملكني لأنني تخيلت المصيبة التي حلت بتلك الأم المنكوبة. وفي ليلة من الليالي، وإذا بباب داري يقرع، وعندما فتحت الباب، إذا بي أتفاجأ بتلك المرأة ومعها صرة ممتلئة بالدراهم، وقالت لي وهي تبكي: هذه هي الدراهم التي كنت تبعثها لي كل شهر مع إمام المسجد، سترك الله كما سترتني. حاولت أن أرجعها لها غير أنها رفضت، ومضت في حال سبيلها. وما هي إلاّ سنة وإذا بها تتزوج من رجل مقتدر وصاحب فضل، أشركني معه في تجارته وفتح الله عليّ بعدها أبواب الرزق من حيث لا أحتسب.

إنها واقعة ليست فيها ذرة من الخيال، بقدر ما فيها الشيء الكثير من الشهامة والرجولة كذلك. فماذا أنتم فاعلون يا أصحاب الفضائح؟!

منقول من بريدي ..

ـ[همبريالي]ــــــــ[25 - 04 - 2010, 01:38 ص]ـ

اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض

.................

بارك الله فيك أخي .. موضوع يستحق الوقوف عليه

*************

خالص مودة همبريالي وتقديره

ـ[الخبراني]ــــــــ[25 - 04 - 2010, 01:21 م]ـ

اللهم استرنا في الدنيا والآخرة

جزاك الله خيرا

ـ[عجائب الدنيا]ــــــــ[25 - 04 - 2010, 01:56 م]ـ

اللهم ارحمنا برحمتك ... واستر علينا في الدنيا والآخرة ...

موضوع مميز ... وكلامك درر ...

أما أصحاب الفضائح فلابد أن يعلموا أنه يوم لك ويوم عليك ...

أجارنا الله منهم ..

جزيت خيرا ...

ـ[نُورُ الدِّين ِ مَحْمُود]ــــــــ[25 - 04 - 2010, 02:32 م]ـ

جُزيت خيراً أيُّها القاموس , وجزا الله صاحب المقال الماتع ,

السترُ ما أجمله , حتى أن الله عز وجل إذا ما ستر على عبدٍ معصية ما في الحياة الدنيا , فيوم القيامة من رحمته يقول للعبد , سترت عليك في الدنيا وكذلك أفعل اليوم , ما أجمل تلك الأخلاق والشيمة الحميدة , أعاذنا الله وإيّاكم من الفضيحة وستر على كُل المُسلمين , في عصرٍ تُباع فيه الفضائح وتُشترى كالطعام وتُنشر يومياً كأنها سلعة للتداول.

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[25 - 04 - 2010, 02:53 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:

الأستاذ الفاضل: القاموس المحيط

جزاك الله خيرا، قصة تحمل في طياتها الكثير من العبر والدروس.

جعلها الله في موازين حسناتكم يوم تلقونه، وكتب الله لكم الأجر والمثوبة / اللهم آمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير