تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[دأب الكادحين إلى رياض الصالحين]

ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[09 - 04 - 2010, 12:19 ص]ـ

الحمد لله وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله صلي الله عليه وعلي آله وصحبه ومن والاه

دأب الكادحين إلي رياض الصالحين

قد عن لي أن أقرأ معكم في رياض الصالحين متناولا بعض أحاديثه ببعض تدبر أحاول فيها استجلاء أمور قد تغيب ذاكرا ما قد يفتح الله به علينا أثناء المذاكرة لعلها تنفعني ومن ورائي بحول الله وقوته

وقد أتمهل في قراءة حديث أحاول الإتيان بجمل من فوائده مستعينا بما قاله الأئمة قديما وحديثا

لذا أرجو منكم أن تعينوني برؤية اهتمامكم حتي يكون لي وقودا للعمل

والله من وراء القصد

وهو الموفق والهادي إلي سواء السبيل

ـ[أبو همام الطنطاوي]ــــــــ[09 - 04 - 2010, 12:21 ص]ـ

علي الله توكلنا ونبدأ بحول الله تبارك وتعالي بنبذة عن الكاتب والكتاب والله المستعان

هذه ترجمة مختصرة مقتطفة من أقوال العلماء

اسمه وكنيته ولقبه ومولده وصفته رحمه الله

اسمه: يحيى بن شرف بن مري بن حسن بن حسين بن محمد بن جمعة بن حزام الحزامي الحوراني الدمشقي الشافعي.

كنيته:

أبو زكريا، وهي كنية على غير قياس، وقد استحب ذلك أهل العلم كما قال النووي ـ رحمه الله ـ في المجموع:

" ويستحب تكنية أهل الفضل من الرجال والنساء سواء كان له ولد أم لا، وسواء كنى يولده أو بغيره، وسواء كنى الرجل بأبي فلان أو بأبي فلانة، وسواء كنيت المرأة بأم فلان أم فلانة "

وإنما كنى بأبي زكريا لأن اسمه يحيى، والعرب تكني من كان كذلك بأبي زكريا التفاتا إلى نبي الله يحيى وأبيه زكريا ـ عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ـ، كما تكني من كان اسمه يوسف بأبي يعقوب ومن اسمه إبراهيم بأبي إسحاق، ومن اسمه عمبر بأبي حفص على غير قياس، لأن يحيى ويوسف مولودان لا والدان، ولكنه أسلوب عربي مسموع.

لقبه:

محيي الدين، وقد كان رحمه الله يكره أن يلقب به.

قال اللخمي: وصح عنه أنه قال: لا أجعل في حل من لقبي محيي الدين، وذلك منه على ما تشأ عليه من التواضع وإلا فهو جدير به لما أحيا الله به من سن وأمات به من بدع وأقام به من معروف، ودفع به من كنكر، وما نفع الله به المسلمين من مؤلفات، ولكن بأبي الله إلا أن يظهر هذا اللقب له عرفانا وإشارة بذكره وفي الحديث عن النبي ـ ـ من رواية أبي هريرة رضي الله عنه:" وما تواضع أحد لله إلا رفعه .. "

مولده:

اتفق المؤرخون على تحديد شهر محرم من عام واحد وثلاثين وستمائة للهجرة لزمن ولادته.

صفته: قال الذهبي: كان أسمر، كث اللحية، ربعة، مهيبا، قليل الضحك، عديم اللعب، بل جد صرف يقول الحق وإن كان مرا، لا يخاف في الله لومة لائم.

ووصفه الذهبي أيضا بأن لحيته سوداء فيها شعرات بيض وعليه هيئة وسكينة.

وأما بزته: فقال الذهبي: في تاريخ الإسلام: وكان في ملبسه مثل أحاد الفقهاء من الحوارنة، لا يؤمه له، عليه شبختانية صغيرة.

وقال في التذكرة: وكان يلبس الثياب الرثة ولا يدخل الحمام وكانت أمه ترسل له القميص ونحوه ليلبسه.

نشأته رحمه الله وطلبه للعلم

ما كاد النووي ـ رحمه الله ـ يبلغ سن التمييز إلا وعناية الله ترعاه، لتؤهله لخدمة هذا الشرع المظهر المنيف، فبينما هو في عام السابع من العمر إذ هو نائم ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان بجوار والده ـ كما حكاه ابن العطار عن والده ـ إذ يكشف له سر من أسرار الله ـ تعالى ـ في شهر رمضان المبارك، أخفى إدراته على كثير من خلقه.

ألا وهي ليلة لاقدر فانتبه من سباته نحو نصف الليل وإذا بدارهم ممتلئة نورا فتعجب منه لما يعهده من الظلام الحالك في هذه الليلة، ولم يكن يدرك لصغر سنة أن هذه الليلة مباركة وهي أرجى ليالي القدر كما ذهب إليه الجمهور، فأيقظ أباه ليستفسر عن هذا الأمر العجيب الذي رآه على خلاف المعتاد قائلا: يا أبت ما هذه الضوء الذي ملأ الدار فاستيقظ أهله أجمعون فلم يروا شيئا من ذلك، غير أن والده عرف أنها ليلة القدر، ولعل الله ـ تعالى ـ كشف هذه الليلة له ليكون سببا لإحياء أبويه وأسرته لها بالعبادة والتضرع فلعل دعوة صالحة متقبلة نصيبه فتكون سببا لسعادته في الدنيا والآخرة، وقد كان ذلك بتوفيق الله ـ تعلى ـ فشعر أبوه بأن لولده هذا شأنا في المستقبل، فطفق يغرس في فؤاده منبع كل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير