أرشيف منتدى الفصيح - 1

[المعايير المزدوجة]

ـ[مهاجر]ــــــــ[01 - 04 - 2010, 08:20 ص]ـ

http://www.islammemo.cc/akhbar/Africa-we-Europe/2010/03/31/97463.html

وهذا مثال آخر على تعارض القيم وتصارعها، فإن من حيثيات هذا الحكم: الحفاظ على قيم المجتمع الأوروبي الذي يرى في ستر المرأة وجهها: إهانة لها، وذلك مطرد مع ما تقرر في المجتمع الأوروبي من قيم إباحية، صارت هي العرف، وكل خارج عن عرف أي جماعة لا يصلح بداهة لمساكنتها، فهي محاولة غير مباشرة، أو مباشرة تستتر بحقوق الإنسان: الساتر الفضفاض لأي تدخل غربي في الشأن الإسلامي، هي محاولة غير مباشرة لتصفية الوجود الإسلامي في أوروبا: قارة القيم الإنسانية والحريات العامة!، فالشأن هنا كالشأن في مسألة المآذن: معايير مزدوجة تعطي الحقوق لفئام دون فئام، فتعطي الشواذ حقوقا، وتعطي المرتدين الذين تحتضنهم وتكرمهم وتشملهم بعنايتها حقوقا، وأحدهم قد فر من مصر إلى بلجيكا تحديدا، فتم الاحتفاء به على طريقة القوم في تلميع كل طاعن في دين الإسلام وإبرازه في واجهة ثقافية موضوعية مزيفة، فهو باحث حر عن الحقيقة بمنتهى التجرد الذي يصل إلى حد الزندقة والإلحاد!، وأما من أراد أن يقيم أمر دينه بما يتصادم لزوما مع قيمهم فإن الجماعة الأوروبية تلفظه وتسلبه الحقوق والحريات الظاهرة التي تستر بها أوروبا عوارها، فليس لها إلا مجموعة من المكاسب المتنزعة من الكهنوت، انتقلت بها من غلو في إهمال العقل إلى غلو في تقديسه وجعله مصدر التلقي الأول، فلا بد، إذن، بمقتضى السنة الربانية النافذة، أن يقع هذا التصادم لاختلاف مصادر التلقي، فوحي معصوم، وهوى عقلي مرذول، واجتماعهما من قبيل: اجتماع المتناقضات، فهو أمر حتمي وإن تهادن الطرفان، فأي تجاوز للخطوط الحمراء للقيم الأوروبية يقابل برد فعل عنيف متطرف من أدعياء الحرية والديمقراطية، وذلك، عند التدبر، من جهة السنة الكونية لا من جهة السنة الشرعية: من حقهم، كما قال شيخ الأزهر السابق في أزمة الحجاب في المدارس الفرنسية، فأقر لهم بحقهم في ذلك، ولم يكن يريد إلا مجاملتهم، ولكنه بالفعل حقهم من جهة سنة التدافع بين الأمم، لا من جهة السنة الشرعية الملزمة بإقامة أمر الدين، أو الهجرة من الأرض التي لا يقدر المكلف على إظهار دينه فيها، فتلزمه الهجرة إن كان قادرا، لئلا يكون من أهل: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا)، فهو حقهم بمقتضى هذه السنة الكونية، فإن لكل أمة مجموعة من القيم تنافح عنها، صلحت أو فسدت، فاختلاف مصدر التلقي، كما تقدم، هو سبب التباين الحاصل بينها صلاحا أو فسادا، فلكل جماعة إنسانية عرف عام وعقل جمعي عام يشكله الموروث الديني والثقافي، والإعلام، وهو أظهرها تأثيرا في تكوين المزاج العام للجماعات الإنسانية في زماننا، وقد أحسن أعداء الإسلام استعماله لا سيما بعد أحداث سبتمبر 2001، فتمت إعادة صياغة العقل الأوروبي، مع ما له من قابلية ذاتية لعداء الإسلام وأهله للموروث الديني الحاقد من لدن الحروب الصليبية، فهو مبغض كاره للشرق المسلم ابتداء، يتوجس منه خيفة ويخشى استيقاظه من سباته، فكيف إذا غذى الإعلام، بوسائله المبهرة، وأساليبه المبتكرة، التي تقوم على نظرية التكرار، فما تكرر تقرر كما يقول أهل النظر، لصياغة عقل جمعي جديد هو أشد غلوا في كره الإسلام والتضييق على أهله، فمن أراد أن يبقى في بلادنا فليبق وفق شروطنا، فنحن أصحاب الأرض والجمهور!، واللي مش عاجبه يروح بلدهم!، كما يقال عندنا في مصر، فهي خطة متدرجة لتصفية الوجود الإسلامي في أوروبا، فإما إسلام بالنكهة الأوروبية، بل بنكهة كل بلد، فإسلام فرنسي، وآخر ألماني، وثالث بلجيكي ....... إلخ، فهو إسلام مستأنس يقتصر على العقائد والشعائر الخاصة مع التضييق في أدائها، لا سيما الشعائر الظاهرة التي تميز أفراد الجماعة المسلمة عن غيرهم والنقاب وقريبا الحجاب، منها، فلا بد من القضاء على كل السمات التي تميز المسلم

¥