[المعاصي تسلخ القلب]
ـ[الخبراني]ــــــــ[09 - 05 - 2010, 10:53 م]ـ
المعاصي تسلخ القلب عن استقباحها
- ومنها: أنه ينسلخ من القلب استقباحها، فتصير له عادة، فلا يستقبح من نفسهِ رؤية الناس له كلهم، ولا كلامهم فيه.
وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتُكِ وتمام اللذة، حتى يفتخر أحدًهم بالمعصية، ويحدِث بها من لم يعلم أنه عملهَا، فيقول: يافلان عملت كذا و كذا
وهذا الضرب من الناس لايعافوْنَ، ويُسدُ عليهم طريق التوبة، وتُغلقُ عليهم أبوابُها في الغالب، كما قال النبي {صلى الله عليه وسلم}: ((كُلُ أمتي مُعافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار: أن يَسترَ اللهُ على العبد ثم يُصبح يفضح نفسه ويقول يافلان عملت كذا وكذا كذا كذا وكذا، فيهتِكُ نفسهُ، وقدْ باتَ يسترهُ ربهُ)). (1)
- ومنها: أن كل معصية من المعاصي فهي ميراث عن أمةٍِ من الأمم التي أهلكها الله عز وجل:
فاللوطية: ميراث عن قوم لوط.
وأخذ الحق بالزائد ودفعه بالناقص: ميراث عن قوم شعيب.
والعلو في الأرض والفساد: ميراث عن قوم فرعون
والتكبر والتجبر: ميراث عن قوم هود.
فالعاصي لابسُ ثياب بعض هذه الأمم، وهم أعداء الله.
وقد روى عبد الله بن أحمد في ((كتاب الزهد)) (2) لأبيه عن مالك بن دينار، قال: ((أوحى الله إلى نبي من الأنبياء بني إسرائيل أنْ قلْ لقومكَ: لاتدخلوا مداخل أعدائي، ولاتلبسوا ملابس أعدائي، ولآتركبوا مراكب أعدائي، ولا تطْعموا مطاعم أعدائي، فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي)).
وفي ((مسند أحمد)) (3) من حديث عبد الله بن عمر عن النبي {صلى الله عليه وسلم}، قال: ((بُعثتُ بالسيف بين يدي الساعة، حتى يُعبد الله وحدهُ لاشريك له، وجعل رزقي تحت ظلِ رمحي، وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقوم فهو منهم)).
كتاب ابن قيم الجوزية - طبعة دار ابن الجوزي-
(1) - رواه البخاري (5721)، ومسلم (2990).
(2) - (180/ 2).
(3) - (50/ 2،92) قال محقق الكتاب وهو حديث حسن
ـ[القاموس المحيط]ــــــــ[10 - 05 - 2010, 12:40 ص]ـ
لايوجد أقبح من الذنب إلا المجاهرة والافتخار به فنرى مثلا بعض الشباب يتباهى أمام زملائة بعدد الفتيات اللاتي يحادثهن بالهاتف من وراء أهليهن، ومنهم من يعاكس الفتيات في الطرقات أمام الناس،فالمجاهرة دليل على أن الإنسان مستخف بالمعصية، على أنه إنسان لا يبالي بمعصية الله - سبحانه وتعالى -، أما ذلك الإنسان الذي وقع في المعصية ويتصور أن هذا ذنب،لأن نفسه غلبته حتى أوقعته في تلك المعصية وينتظر الوقت الذي يتوب فيه إلى الله عز وجل، فهذا إنسان أقرب حالاً من ذلك الإنسان الذي يفتخر بهذه المعصية، ويتحدث بها مع زملائه، أو يفعل ذلك أمام الناس.
جزاك الله خيرا أخي الخبراني سلطت الضوء على موضوع مهم ..