[((صبر أيوب))]
ـ[الخبراني]ــــــــ[27 - 03 - 2010, 06:18 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
دائما ما نردد كلمة يا صبر أيوب
فهل تعرف على ماذا صبر نبي الله أيوب؟؟
أيوب عليه السلام ..
نبى من أنبياء الله العظام
الذين جاء ذكرهم فى القرآن الكريم ..
يعرفه العام والخاص،
فحين يضربون مثلا للصبر يقولون
" صبر أيوب "
فيا تُرى ما قصةُ أيوب عليه السلام ..
(1)
أيوب عليه السلام من ذرية يوسف عليه السلام،
تزوج سيدة عفيفة. وأيوب عليه السلام وزوجته الكريمة
يعيشان فى منطقة " حوران "
وقد أنعم الله على أيوب عليه السلام
بنعم كثيرة فرزقه بنينًا وبنات،
ورزقه أراضى كثيرة يزرعها فيخرج منها أطيب الثمار ....
كما رزقه قطعان الماشية بأنواعها المختلفة ..
آلاف من رءوس الأبقار، آلاف رءوس من الأغنام،
آلاف من رءوس الماعز وأخرى من الجمال
وفوق ذلك كله أعلى الله مكانته واختاره للنبوة.
وكان أيوب عليه السلام ملاذًا وملجئًا للناس جميعًا
وبيته قبلة للفقراء لما علموا عنه أنه يجود بما لديه
ولا يمنعهم من ماله شيئًا.
و لا يطيق أن يرى فقيرًا بائسًا،
و بلغ من كرمه عليه السلام
أنه لم يتناول طعامًا حتى يكون لديه ضيفًا فقيرًا.
هكذا عاش أيوب عليه السلام ..
يتفقد العمل في الحقول والمزارع،
ويباشر على الغلمان والعبيد والعمال،
وزوجته تطحن وبناته يشاركن الأم ..
وأبناء أيوب عليه السلام يحملون الطعام
ويبحثون عن الفقراء والمحتاجين من أهل القرية،
والخدم والعمال يعملون في المزارع والأراضى والحقول.
و أيوب عليه السلام يشكر الله ..
ويدعو الناس إلى كل خير وينهاهم عن كل شر.
أحب الناسُ أيوب عليه السلام ..
لأنه مؤمن بالله يشكر الله على نعمه ..
ويساعد الناس جميعاً .. ولم يتكبر بما لديه،
من مزارع وحقول وماشية وأولاد ..
كان يمكنه أن يعيش في راحة،
ولكنه كان يعمل بيده،
وزوجته هي الأخرى كانت تعمل فى بيتها ....
(2)
راح الشيطان يوسوس للناس يقول لهم:
إن أيوب يعبد الله لأنه أعطاه هذا الخير العميم
والفضل الكثير من البنين والبنات
والأموال من قطعان الماشية والأراضى الخصبة ..
فأيوب يعبد الله لذلك وخوفا على أمواله.
ولو كان فقيرًا ما عبد الله ولا سجد له ...
و وجد الشيطان من يسمع له
و يصغى لما يقول من وساوس ..
فتغيرّت نظرتهم إلى أيوب عليه السلام
وأصبحوا يقولون:
" إن أيوب لو تعرض لأدنى مصيبة
لترك ما هو فيه من الطاعة و الإنفاق فى سبيل الله ..
ألا ترون كثرة أولاده و كثرة أمواله
و كثرة أراضيه المثمرة،
فلو نزع الله منه هذه الأشياء
لترك عبادة الله بل سينسى الله ..
ورويدًا رويدًا ..
تحول أهل حوران
إلى ناقمين على أيوب عليه السلام
بعدما كانوا يحبونه حبا جما ..
وأصبحوا يرون أيوب عليه السلام من بعيد
فيتحدثون عنه بصورة مؤذية.
(3)
بدأت المحنة والابتلاء من الله تعالى. .
فبينما كان كل شيء يمضي هادئاً. .
فأيوب عليه السلام حامدًا شاكرًا ساجدًا
لله تعالى على نعمه الكثيرة ..
و أولاده ينعمون و يشكرون الله ..
و العمال والعبيد يعملون في الأراضي و المزارع ..
زوجة أيوب عليه السلام كانت تطحن في الرحى. .
وبينما الجميع فى عافية من أمره مغتبطًا مسرورًا،
إذ وقعت الابتلاءات والمحن ..
فجاء أحد العمال يجرى ويصيح:
ـ يا سيدى .. يا نبى الله؟!!
ـ ماذا حصل؟! تكلم.
ـ لقد قتلوهم. . قتلوا جميع رفاقي. .
الرعاة والفلاحين. .
جميعهم قتلوا جرت دماؤهم فوق الأرض. . .
ـ كيف حدث ذلك؟!
ـ هاجمنا اللصوص. .
وقتلوا من قتلوا وأخذوا ما معنا من ماشية.
أيوب عليه السلام أخذ يردد:
إنا لله وإنا إليه راجعون. . .
إن الله سبحانه شاء أن يمتحن أيوب ..
و أراد أن يبين للناس أن أيوب عليه السلام
رجلاً صابرًا محتسبًا
و لا يعبده فقط لأنه فى غنى و عافية.
في اليوم التالي
نزلت الصواعق من السماء على أحد الحقول
التابعة لما يملكه أيوب عليه السلام ..
وجاء أحد الفلاحين ..
كانت ثيابه محترقة وحاله يُرثى له.
هتف أيوب عليه السلام:
ـ ماذا حصل؟!
ـ النار! يا نبي الله النار!!
ـ ماذا حدث؟
ـ احترق كل شيء. . لقد نزل البلاء. .
الصواعق أحرقت الحقول والمزارع. .
¥