[بين الشمال والجنوب]
ـ[مهاجر]ــــــــ[18 - 04 - 2010, 08:59 ص]ـ
من الجنوب إلى الشمال:
http://almoslim.net/node/126925
فتلك صورة مشرقة من الجنوب المغربي المسلم تثير خوف الشمال الإسباني الكاثوليكي، فلا زالت الضفتان في تدافع من لدن عبر الموحدون برسم الفتح ثم غادروها برسم الطرد بعد ثمانية قرون زاهرة، فانتقلت المبادرة إلى نصارى الشمال، وقد ظهرت آثار ذلك مبكرا قبل سقوط غرناطة بنحو قرنين ويزيد، فقد هاجم ألفونسو العاشر ثغر سلا في المغرب الأقصى، وهو ثغر معروف في بلاد المغرب الحالية، سنة 658 هـ، في زمن الخليفة الموحدي المرتضى وكالعادة ظهر من حقد النصارى على أهل الإسلام ما يتكرر وقوعه في كل حال يظهر فيها النصارى على المسلمين، فحكى الأستاذ محمد عبد الله عنان، رحمه الله، طرفا من ذلك في "تاريخ الإسلام في الأندلس" بقوله: "وجمع النصارى السبايا من النساء والأطفال بالجامع، واغتصبوا النساء والأبكار، وقتلوا الشيوخ، وخربوا المساجد، ولم تقف فظائعهم عند حد".
"دولة الإسلام في الأندلس"، "العصر الثالث: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس: القسم الثاني: عصر الموحدين وانهيار الأندلس الكبرى"، ص548
فهذا ما يقدمه الشمال للجنوب من صور الحضارة!، وقد ظهر أثر ذلك جليا بعد سقوط غرناطة وما وقع للموحدين في الجزيرة بعد غروب شمس الإسلام أشهر من أن يذكر، ولم يتوقف الشمال بعد طرد المسلمين من أرضه بل زحف بمقتضى سنة التدافع الربانية بين الأمم، فاحتل أجزاء من الشمال لا سيما الموانئ المطلة على المتوسط، ثم كانت الهجمة الشرسة بداية بالحملة الفرنسية على مصر 1798، فاحتلال فرنسا للجزائر 1830، فاحتلال فرنسا لتونس 1881، فاحتلال إنجلترا لمصر 1882، فاحتلال إيطاليا لليبيا 1911، فاحتلال فرنسا لمراكش قصبة المغرب 1912، وهو احتلال لا زلنا نعاني من آثاره الفكرية والسياسية والاقتصادية إلى يوم الناس هذا.
ومن الشمال إلى الجنوب:
http://almoslim.net/node/126857
فحظر لرموز الجنوب المسلم في الشمال وانتهاك لسيادة الجنوب المسلم واستفزاز لمشاعر أهله من المسلمين بمباشرة أنشطة التنصير وبناء الكنائس إن تطلب الأمر لاستيعاب جموع المؤمنين!.
والتاريخ، أيضا، يذكر طلائع ذلك المد الفكري النصراني في بلاد المغرب، فقد أنشئت أول كنيسة في مراكش: قصبة الإسلام الشهيرة في المغرب إبان حكم المرابطين والموحدين، سنة 626 هـ، بعد عقد المعاهدة المهينة بين فرناندو الثالث ملك قشتالة والخليفة الموحدي: المأمون، الذي استعان بجند النصارى لانتزاع العرش من يد ابن أخيه يحيى المنتصر بن محمد الناصر، فقدم صاحب روض القرطاس، رحمه الله، خلاصة شروط تلك المعاهدة كما أشار إلى ذلك الأستاذ عنان في مواضع من "تاريخ الإسلام في الأندلس" وهي:
"أن يسلمه المأمون عشرة من الحصون الإسلامية في منطقة الحدود يختارها بنفسه، وأن تبنى بمراكش كنيسة للنصارى يقيمون فيها شعائرهم، وأنه إذا أسلم أحد من النصارى فلا يقبل إسلامه، ويرد إلى إخوانه يقضون في أمره، وفق ما يرون، وإن تنصر بالعكس أحد من المسلمين فليس لأحد عليه سبيل". اهـ
"دولة الإسلام في الأندلس"، "العصر الثالث: عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس: القسم الثاني: عصر الموحدين وانهيار الأندلس الكبرى"، ص368.
ويصف لنا ابن خلدون، رحمه الله، هذه المهزلة فيقول في كلمات صاغها الأستاذ عنان: "وأذن المأمون في نفس الوقت لحلفائه النصارى القادمين معه، في بناء الكنيسة بمراكش، وهي التي اشترط ملك قشتالة إنشاءها، وأخذت النواقيس منذ إتمامها، تدق لأول مرة في العاصمة الموحدية". اهـ
من يهن يسهل الهوان عليه ******* ما بجرح بميت إيلام
وللملك والسلطان شهوة تفوق شهوة المأكل والمشرب والمنكح، وقد حمل كثيرا من السلاطين على التفريط في الثوابت الشرعية وحتى الوطنية والقومية كما هو حال كثير من سلاطين زماننا.
¥